زنوبيا

زنوبيا… ملكة تدمر واحدة من أساطير سورية..

زنوبيا… ملكة تدمر واحدة من أساطير سورية.. تنتفض كائنات الحروف.. من هنا.. يتقاطر عطر الخلود.. يعانق السماء.. ويهجو الطريق.. إلياذة الضوء.. فجر بحجم الوجود.. انبثق من هنا من سورية.. وتعطر برائحة نساء تلاشى الغسق القرمزي في أحلامهن فعدنَ خافقات بعد دهور يرممن خلجات القلب على هذه السطور.. إنها “زنوبيا”.. ملكة الشرق “ملكة سورية”.. ملكة تدمر والشام والجزيرة.. هي “الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع”، أمها إغريقية، وقد كانت زوجة “أذينة” ملك تدمر، الملقب بسيد الشرق الروماني وملك الملوك، والذي امتدت سلطته على “سورية” وسائر آسيا الرومانية، وكثيراً ما حارب الفرس وردهم عن بلاده، وكان إن خرج إلى الحرب أناب زوجته “زنوبيا” لتحكم “تدمر” بمهارة.. عظمة الملكة “زنوبيا”.. كانت الملكة “زنوبيا” قد اشتهرت بجمالها الفائق وولعها بالصيد والقنص وكانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة وحدّة نظر، وفروسية وشدة بأس ، سمراء  اللون، الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها وصوتها قوي وجهوري، عاشت بعظمة ملوكية، تضع العمامة والتاج على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر والأحجار الكريمة وكثيراً ما تترك ذراعها مكشوفة. كانت “زنوبيا” تجيد اللغة “الهيلينية”، و”الآرامية” وهي اللغة السورية القديمة، وبعض “اللاتينية الرومانية” و”الإغريقية” و”القبطية” بالإضافة إلى إطلاعها على تاريخ الشرق والغرب. ملكة تدمر: عندما قتل “أذينة” بطريقة غامضة، تولت “المُلك” باسم ابنها “وهب اللات”، وتولت عرش المملكة وازدهرت “تدمر” في عهدها، فقد أنشأت جيشاً قوياً واستولت على العديد من البلدان، وأصبحت “تدمر” محط رحال التجار والقوافل وزاد ثراء المدينة ونافست “روما” في العظمة والفخامة، ولما ساءت العلاقات بين “زنوبيا” والإمبراطور الروماني أرسل لها جيشه للاستيلاء على “تدمر” فهزمته شرّ هزيمة، بعدها توجهت إلى “مصر” التي كانت تحت سيطرة الرومان واحتلتها ومنعت جيوشها عن “روما” وعززت علاقاتها مع “الحبشة” و”جزيرة العرب، وتوسعت مملكتها حتى شملت باقي “سورية” (من شواطئ البوسفور حتى النيل)، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية “مملكة تدمر”، لكن الإمبراطور الروماني “أورليانوس” حاول التفاوض مع “زنوبيا” لوقف جيوشها، فصكت النقود في “أنطاكية” و”الإسكندرية” عليها صورة “وهب اللات” على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الإمبراطور “أورليانوس”، ونادت بالاستقلال الكامل عن “روما”، لكن الإمبراطور صمم على التنكيل بها وسحق الدولة التدمرية، فأرسل جيشاً رومانياً إلى “مصر” وجيشاً آخر بقيادة “أورليانوس” نفسه إلى “سورية” و”آسيا الصغرى” ليلتقي الجيشان في تدمر”، احتل القائد “بربوس” مصر وبلغ “أورليانوس” أنطاكية، فهزم “زنوبيا” هناك في معركة دامية ما جعلها تنسحب لتدمر، فتعقبها “أورليانوس” حتى بلغا مدينة “حمص” ودارت بينهما معارك شرسة وانهزم جيشها واحتل “أورليانوس” تدمر، وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكماً حتى نفدت مؤن الطعام بها، وقاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتى الموت. عرض “أورليانوس” عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة، لكنها رفضت وحاولت “زنوبيا” الهروب ووصلت إلى نهر الفرات، إلا أنها وقعت في الأسر واقتيدت إلى “أورليانوس”، ولم يقتلها بل قتل بعض كبار القادة ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة “حمص” ثم اقتادها معه إلى “روما” سنة 282م. انتحارها.. انتهت حياة “زنوبيا” في منزل بسيط في “تيبور” أعده لها “أورليانوس” وتقول إحدى الروايات إنها امتنعت عن الأكل، وخارت قواها وماتت، بينما تقول رواية أخرى بأنها قد طلبت من أحد حراسها بأن يأتي لها بالسم، فشربته وماتت به. وهكذا أسدل الستار على ملكة عظيمة، فذة من أبطال العصور القدماء، وكأنها واحدة من الأساطير وما أكثر الأساطير القديمة التي توارثها البشر في ذلك الزمان ويبقى المكان شاهداً على ذلك العصر.

زنوبيا… ملكة تدمر واحدة من أساطير سورية.. Read More »

الفيليبين

رئيسة الفيليبين

رئيسة الفيليبين “غلوريا ماكاباغال أرويو” رابع سيدة بين أقوى نساء العالم الفيليبين، كما ينص الدستور، جمهورية ديمقراطية دستورية والسلطة المدنية تعلو على القوات العسكرية، ورئيس الجمهورية هو رأس الدولة، نظام الحكم في قصر “مالاسانانغ” في مانيلا وهو المقر الرسمي لرئيس أو رئيسة الفيليبين، تتركز السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. في كانون الثاني من عام “2001” استقال الرئيس “جوزيف استرادا” من منصب الرئاسة تحت ضغط التظاهرات الشعبية في أعقاب اتهام البرلمان له رسمياً، وقد حلّت محله نائبته “غلوريا أرويو” التي أكدت عزمها على مكافحة الفساد وإزالة الفقر في البلاد والاستناد إلى القيم الأخلاقية والدينية في كل خطواتها السياسية معبرة عن ذلك بالقول: “لديّ شعور بأن الله وضعني على هذا المفصل”. وجمهورية الفيليبين عبارة عن جزيرة تقع في جنوب شرق آسيا، “تاريخياً: كانت جزءً من “مايكرونيزيا” خلال الغزو الأميركي قبل عام “1946”، عاصمتها “مانيلا”، يتكون أرخبيل الفيليبين من “7” جزر تقع في غربي المحيط الهادي شرق “فيتنام”. من هي الرئيسة “غلوريا أرويو”؟؟؟ لم تصل رئيسة الفيليبين “غلوريا” إلى سدة الحكم مصادفة فهي ابنة الرئيس “ديوسدادو ماكاباغال” الذي ترأس الفيليبين بين عامي “1961- 1965”. ولدت “غلوريا” في “5” نيسان عام “1947” وتعتبر الرئيسة الرابعة عشر لجمهورية الفيليبين، وقد تولت الرئاسة منذ عام “2001”. درست الحقوق في الولايات المتحدة الأميركية وكانت على مقاعد الدراسة مع الرئيس الأميركي السابق “بيل كلينتون”، وقد كانت عضوة في مجلس الشيوخ ثم صارت نائبة للرئيس “استرادا”، وهي المرأة الثانية في تاريخ الفيليبين التي تتولى رئاستها، وبحسب تصنيف مجلة “فوربس” تعد رابع سيدة من أقوى نساء العالم… في ظل حكمها شهد اقتصاد البلاد نمواً متواصلاً، ووصل سوق الأسهم إلى مستويات قياسية مرتفعة، وحكومتها تلقى دعماً كبيراً من الولايات المتحدة الأميركية بسبب “محاربة الإرهاب” المتمثل بجماعة “أبو سياف” المقربة من تنظيم القاعدة. الكشف عن آبار للبترول وللغاز الطبيعي. شملت الانتخابات الأخيرة اختيار أعضاء مجلس النواب والشيوخ والمجالس المحلية في مقاطعة “مينداناو” الجنوبية، وتمكنت المعارضة من تحقيق فوز في مقاعد مجلس الشيوخ وعدد من مقاعد المجلس التشريعي في وقت عمّت فيه الاضطرابات والعنف العديد من المدن والمناطق، الأمر الذي أدى إلى سقوط أكثر من “160” قتيلاً. وقد تم التفاوض بين رئيسة الفيليبين وبين “أمباتون” “الذي يترأس الجماعات المعارضة لحكم الرئيسة” على حكم آبار البترول الغير مستثمرة منها والتي تقدر بنحو “2،3” تريبليون برميلاً، علاوة على ملايين الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي. وفي الجولة الثانية من التفاوض في طرابلس “اتفاق طرابلس” تم الاتفاق بمنح المسلمين الحكم الذاتي في “4” مناطق من أصل “13” منطقة. تؤكد رئيسة الفيليبين دائماً بتحقيق العدالة وبذل أقصى جهدها للدفاع عن مصالح شعبها لكنها خسرت محاولة تعديل الدستور وذلك بتوسيع صلاحياتها كرئيسة للبلاد بسبب معارضة الكنيسة الكاثوليكية لها، وقد تخطّت الكثير من الصعاب بدعم أمريكي، وقد أعلنت أخيراً أنّ حكومتها مستعدة لتجربة اقتراح بإقامة وطن للمسلمين في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف التوترات في جنوب البلاد المضطرب.

رئيسة الفيليبين Read More »

الياقوت.. رمز الوفاء والولاء للرجل.. ورمز الحب والرومانسية للمرأة

الياقوت.. رمز الوفاء والولاء للرجل.. ورمز الحب والرومانسية للمرأة

الياقوت.. الحجر السحري الآخاذ… رمز الوفاء والولاء للرجل.. ورمز الحب والرومانسية للمرأة عُرف “حجر الياقوت” في الماضي القديم بأنه ملك الأحجار الكريمة، وكان يرمُز للشمس, ولقد ارتبط “الياقوت” ارتباطاً وثيقاً ببلاط الملوك والأباطرة، فقلما تجد ملكاً أو وجيهاً إلا وقد امتلك “الياقوت الأحمر” لما كان يحمله هذا الحجر من جمال وتوهجوعمق في درجة لونه. وفي العصور الوسطى كانت الملكات ونساء الطبقة الأرستقراطية في أوروبا تقتني أحجار “الياقوت” وتؤمن بأنها رمز الإلهام والرومانسية والازدهار. اعتقادات حول الياقوت وبحسب الأسطورة قديماً، فإن حمل ياقوتة حمراء أثناء المعارك تكسب صاحبها شجاعة وقوة وتجعله يتوقع الكوارث قبل حدوثها, وهو يعطي مرتديه الفخامة والعظمة والوقار, ويحميه من شرور الجّن والسحرة، ومن خصائصه تقوية القلب ومنح الشجاعة، وهو يقطع العطش إذا وضع في الفم أو تحت اللسان، ويمنع تجمد الدم، كما يجلب السعادة والرزق وحامله لا يصاب بمرض الطاعون والغرق، “الياقوت” يضمن صحة جيدة لمن يلبسه ويُقربه من بدنه. حجر الياقوت هو الجوهرة المثالية لمواليد شهر “تموز” وهو رمز الوفاء والولاء للرجل ورمز الحب والرومانسية للمرأة. يُستخدم في ترصيع الحلي والخواتم والأقراط والعقود وفي تصنيع الأقراص الدوّارة للساعات اليدوية الأوتوماتيكية الراقية، ويعتبر من أغلى الأحجار الكريمة في يومنا الحالي، وسعره يفوق سعر “الماس” بأضعاف مضاعفة، وذلك في الأنواع ذات النقاوة العالية الخالية من الشوائب وذات اللون الأحمر القرمزي المُسمى “دم اليمام”. مصادر الياقوت الأساسية يستخرج من بعض دول إفريقيا، ومن مناجم ووديان جنوب شرق آسيا، وبعض أجزاء “تايلاند” التي تُعد المركز التجاري الأول في العالم لصناعة وصقل وتجارة الياقوت وغيره من الأحجار الكريمة الأخرى. ويظل الياقوت البورمي هو الأجود والأفضل من حيث جمال اللون ودرجة النقاوة ولا يضاهيه في جماله أي ياقوت آخر على مستوى العالم. التنقيب عن حجر الياقوت يكون بطريقة واحدة تقريباً في جميع دول جنوب شرق آسيا عن طريق ضخ المياه بكميات كبيرة وبضغط عالي جدا في حفر يُعتقد وجود الياقوت الخام في أعماقها وإلى أن يتم تحول التراب إلى وحل، يسحب الوحل ليأخذ مساره لمناخل كبيرة، تُفرز من خلالها الكريستالات الياقوتية الخام. يباع حجر الياقوت بوحدة القيراط الوزنية, وقد يصل سعر القيراط الواحد لحجر ياقوت بورمي بوزن 10 قيراط من النوع النادر إلى 200 ألف دولار أمريكي! ليصل سعر الحجر بأكمله إلى 2 مليون دولار أمريكي. كما يمكن الحصول على حجر الياقوت ذو النوعية المتوسطة والجيدة بأسعار تتفاوت من 2000 دولار إلى 5000 دولار للحجر الواحد. أنواعه وألوانه الأحمر البهرماني والأرجواني الوردي، الأزرق الغامق واللازوردي والنيلي والكحلي والأزرق المخضر، الياقوت الأصفر، المشمشي والبني والنرجسي، الياقوت الأبيض ومن أنواعه: المهوي نسبة إلى المها أي البلور ويكون صافي البياض، والذكر وهو أكثر صلابة من المهوي وأقل شعاعاً وأرخص أنواع الياقوت.

الياقوت.. رمز الوفاء والولاء للرجل.. ورمز الحب والرومانسية للمرأة Read More »

اللؤلؤ ... من قلب المحار إلى جسد المرأة

اللؤلؤ … من قلب المحار إلى جسد المرأة

اللؤلؤ … من قلب المحار إلى جسد المرأة اللؤلؤ عبارة عن إفراز صلب كروي، يتشكل داخل صدفة لبعض أنواع الرخويات والمحار ويستخدم كحجر كريم. أشكال اللؤلؤ وتكوينها اللآلئ قد تكون على شكل حبة الأرز، أو كروية، أو على شكل أزرار وتعرف اللآلئ التي توجد ملتصقة بالسطح الداخلي للصدفة بإسم “لآلئ البثور”. أفضل أنواع اللآلئ تكون بيضاء اللون، أوعاجية، أو بلون زهري خفيف، وقد يشوبها لمسة من اللون الأصفر أوالأخضر أو الأزرق والبني والأسود• وتعتبر اللآلئ السوداء غالية الثمن جداً، بسبب ندرتها• وحبة اللؤلؤ ناعمة جداً وتتأثر بالأحماض والحرارة، وبوصفها مواد عضوية، فهي عرضة للتحلل• اللآلئ الثمينة يتم الحصول عليها من محار الماء المالح والماء العذب، ويوجد أكبر مركز طبيعي لها في العالم بالخليج العربي وسواحل الهند والصين واليابان واستراليا وجزر المحيط الهادي وفنزويلا وأمريكا وأنهار أوروبا. وفي العصور القديمة كان البحر الأحمر مصدراً هاماً لصيد اللؤلؤ• وتنتج اللآلئ بوضع خرزة صغير ة من عرق اللؤلؤ بداخل نسيج الجدار المبطن للمحارة، بعد زرع اللؤلؤ في الأصداف يتم إنزالها الى البحر بعمق حوالي 25متراً حتى يحين موعد الحصاد، فينزل الغطاسون لجني الثمار. أسماء اللؤلؤ: يطلق على “اللؤلؤ” أسماء كثيرة منها: التوم، الثعثع، الجمان، الحص: وسمي بذلك لملاسته، الخريدة: وهي اللؤلؤة التي لم تثقب، الدرة: لؤلؤة كبيرة الحجم سميت بهذا الاسم لشدة بياضها وصفاء لونها، الفريدة: لؤلؤة كبيرة تتميز عن باقي اللآلئ النفيسة، القلقي: لؤلؤة شكلها مدحرج أو مستدير اسمها مأخوذ من القلق نظراً لاضطراب حركتها وعدم استقرارها. أنواع اللؤلؤ: الجيْـون :من أعلى أنواع اللؤلؤ مرتبة وأجودها، يمتاز بلونه الأبيض الصافي. اليّكة : تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الجودة وتمتاز بدرجة صفاء لونها الأبيض، أما من حيث الشكل فهي غير تامة الاستدارة القولوى :درجة صفاء لونها أقل من الأنواع السابقة، وهي مشربة باللون الأزرق والأحمر . البدلة: أقل جودة من القولوى وتميل بلونها إلى الزرقة، وتتفاوت من حيث الحجم والشكل سجْني: وتشبه بيض الحمام من حيث لونه وشكله وفيها بعض النقاط الزرقاوية الناّعمة: من أنواع اللؤلؤ المتدنية المرتبة، وغالباً ما تستعمل لعلاج بعض الأمراض بعد طحنها وتشبه في حجمها حبات الرمل الكبيرة البودر: يستخدم ككحل للعين ودواء الأسود: لؤلؤة ذات قيمة عالية وتستخرج بكميات كبيرة من شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية وتمتاز بشدة سواد لونها الرأس: لؤلؤة تمتاز بصغر حجمها وارتفاع وزنها وتعتبر من أجود أنواع اللؤلؤ الخشرة: هي اللؤلؤة الملتصقة بالمحار وتشبه حبات الرمل وهي من أسوأ الأنواع أقماش: لؤلؤة متوسطة الحجم . الغوص من أجل اللؤلؤ أنسب الأوقات للغوص عندما تميل مياه الخليج للدفء، وتكون عادة من شهر “أيار” إلى شهر “أيلول” وتمتد لمدة أربعة أشهر. وبعد الغوص يبدأ الصيادون بفتح المحارات التي اصطيدت عن طريق سكاكين معقوفة تسمى “مفالق” وبعد استخراجها لا يحتفظ إلا بأفضلها، بينما يعاد الباقي إلى البحر مع المحارات الصغيرة، ثم يقوم تجار اللؤلؤ بتمييز أنواعه وتقدير قيمته من حيث الصنف والحجم والوزن، ليقوموا بعد ذلك بتصنيعه وصقله وبيعه، حيث ينتقل اللؤلؤ في النهاية من قلب المحار إلى جسد المرأة ليزينها ويزيد من جمالها. “عين التمثال” أكبر لؤلؤة تعتبر لؤلؤة “عين التمثال” من أحسن أنواع اللؤلؤ التي استخرجت من الخليج، وقد بيعت في باريس بثمن 8000 جنيه استرليني، ثم اشتراها أحد مهراجات الهند وأخذها إلى بلده لتصبح عيناَ لأحد التماثيل.

اللؤلؤ … من قلب المحار إلى جسد المرأة Read More »

الزمرد... شعاراً للخلود ويُعبّر عن الوفاء والصداقة العميقة!!

الزمرد… شعاراً للخلود ويُعبّر عن الوفاء والصداقة العميقة!!

الزمرد… شعاراً للخلود ويُعبّر عن الوفاء والصداقة العميقة!! “الزمرد” من الأحجار الكريمة النفيسة والطبيعية المعروفة منذ أربعة آلاف عام،  يكتسب لونه الأخضر الغامق من وجود كميات ضئيلة من “الكروم” أو “الحديد” فيه، وغالباً ما يخلو من الشوائب، ويستمر في الحفاظ على لونه وجماله، وفي عهد الملكة “كليوباترا” كانت مناجم “الزمرد” ملكاً لها، وقد أهدته بكرم للمقربين منها ولاسيما ما حفرت عليه صورتها الفاتنة، كما يعتبره القدماء شعاراً للخلود، وكان الفراعنة والرومان والمغول يقدسونه، وقد رُصّعَت به تيجان ملوك “أوروبا”. “الزمرد” نوع من معدن “البريل”, وقد جاء اسمه Emerald من اللغة اللاتينية, ويشمل هذا الاسم جميع مشتقات اللون الأخضر. أنواع الزمرد: زمرد ذبابي: شديد الخضرة، يسمى ذبابياً لأنه يشبه لون الذباب الأخضر الربيعي، وهو من أجمل الألوان خضرة وبريقاً. زمرد ريحاني: ولونه مثل لون الريحان الشبيه بورق “الآس” الرطب. الزمرد السلقي، الزمرد الصابوني: كلون الصابون الأخضر, لا قيمة له، ويوجد في الحجاز، وسمي بالزمرد العربي، وهو من أشباه “الزمرد”. مواطن الزمرد: تأتي أكبر وأفضل أنواع “الزمرد” من “كولومبيا”، وأشهرها من “زمبابوي” وجبال “الهند” و”الباكستان” و”النمسا” .والأصغر حجماً أو الأقل جودة تأتي من “البرازيل” وشمال “إفريقيا” و”روسيا”، ويصل القيراط منه حوالي 25 ألف دولار، كما توجد مناجمه في “القصير” بمصر. كانت تجارة “الزمرد” سائدة منذ نحو ألفي سنة قبل الميلاد في بابل “العراق”، إذ كان الناس يعتقدون أنه يُعبر عن الوفاء والصداقة العميقة، ومن ثم راجت تجارته، وصنعت منه الحُلي والقلادات التي بقيت حتى الوقت الحاضر. الزمرد الصناعي: “الزمرد” هو الوحيد من الأحجار الكريمة الذي ينتج بشكل صناعي، وعادة ما يكون أخضراً غامقاً أو به مسحة من الأزرق، ويعتبر الزمرد الصناعي من أغلى الأحجار الكريمة الصناعية، لكن تبقى قيمته أقل بكثير من الزمرد الطبيعي. الزمرد الطبيعي: يكون أخضراً باهتاً في الغالب، أو يميل إلى الاصفرار أو الأبيض الرمادي المبرقش “المنقط بنقط كثيرة”، ومن ألوانه الأخرى: الأزرق البحري، والأحمر الوردي، أو ما لا لون له، أما لمعته فهي زجاجية، وتعالج ألوان هذه الأحجار بواسطة الحرارة. ورغم أن “الزمرد” من الأحجار الصلبة، إلا أنه سهل التشقق والتفتت، ولذا كان ضرورياً وضعه بحذر في صندوق المجوهرات، ومن خواصه أنه يمنع عن حامله الذباب, مفرح ومذهب للهم والحزن والكسل كيفما استعمل ولو “حملاً”،  ويمنع الصرع إذا لبس قبل وقوعه, ويزيل الخفقان, وهو يفتت الحصى، ويدر البول، ويزيل اليرقان, ولابسه لا يتنكد أبداً، كما أن النظر إليه يحدّ البصر، وإذا أدني من عين الأفعى جذبها، وإذا علّقته المرأة في شعرها سهّل أمرها في الزواج، كما أنه يبطل السحر باعتقاد الكثير من القدماء.

الزمرد… شعاراً للخلود ويُعبّر عن الوفاء والصداقة العميقة!! Read More »

الفيروز ... لا يموت لابسه غريقاً ولا حريقاً

الفيروز … لا يموت لابسه غريقاً ولا حريقاً

الفيروز … لا يموت لابسه غريقاً ولا حريقاً يعتبر \”الفيروز\” نوع من أنواع الأحجار الكريمة، وهو أزرق اللون عادة،  ويتضمن تركيبه على معدن الحديد في بعض الأحيان ووجود كميات قليلة من فوسفات النحاس فيه وهي التي تمنحه اللون الأزرق، ويضفي معدن الحديد في تركيبه على الفيروز اللون الأخضر، وللفيروز ألواناً أخرى متدرجة من الأزرق إلى الرمادي المخضر، والأخضر التفاحي, والأزرق السماوي. معنى اسم الفيروز: الفيروز يعني في اللغة الفارسية \”بيروزة\”، ومعناها النصر، ولذلك سمي حجر النصر والغلبة. كما يعرف في أماكن أخرى بحجر العين، وتسميته الأوروبية \”تركواز\” تعني حجر \”تركيا\”، ليس لأن المعدن قدم من \”تركيا\” بل لأنه نقل إلى أوروبا عبر تركيا، ومن أسمائه الأخرى: الفيروزج، المافكات \”بلغة المصريين القدماء\”، حجر الكاليه، الشذر \”حسبما يعرف حالياً في العراق\”،  حجر الجاه أو \”التفاؤل\”. موطنه الأصلي ومصادره: موطنه الأصلي في \”إيران\” و\”مصر الفرعونية\” و\”العراق\” و\”الهند\”، أما مصادره الرئيسية الحالية فهي: إيران ومصر والصين وأمريكا، والمكسيك بلونه الأخضر المزرق، وروسيا واستراليا وبريطانيا وتايلاند وسيريلانكا وتركستان، ويُعتبر المصريون القدماء هم أول من عرف \”الفيروز\” واستخدموه للزينة منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ولونه أزرق يميل إلى الخضرة. كما يعتبر الفيروز الإيراني هو أفضل الأنواع ولونه أزرق، أما الفيروز الأمريكي فلونه أزرق غامق. تأثيراته على صحة الإنسان: يستعمل \”الفيروز\” لعلاج السعال الديكي وتقوية البصر وإيقاف السيلان الدمعي وانحراف العين وضد التسمم بسم العقارب والتأتأه في الكلام وضد حصى الكلى ولعلاج الصرع والهلع والحزن والاكتئاب وألم المعدة. فوائده: يساعد حجر \”الفيروز\” على راحة العين، فإذا نظرنا إليه بهدوء لمدة عشر دقائق ثم نظرنا للسماء فترة خمس دقائق نرى العين وقد ذهب منها الإجهاد، وأكثر ما يضر \”الفيروز\” هي الدهون والعطور فيتحول لونه إلى مائل للبياض ويكون عديم الفائدة.   كما أن لبسه يولد النجاح والحب، ولا يموت صاحبه غريقاً ولا حريقاً، ويقال أن حمله يقي ركاب الجياد في حلبات السباق من أخطار السقوط ، كما أن لونه يتغير إذا أصيب لابسه بمرض ويعود إلى لونه الطبيعي إذا تماثل للشفاء. عيوبه: حجر سهل الخدش، وخفيف الوزن، تتخلله كسور محارية الشكل، معرض للإصابة بالشروخ، لا يعد حجراً شفافاً، تفسده جميع السوائل والأحماض، لمعته دهنية  تفسده أشعة الشمس والحرارة. لونه الجميل يتغير إذا لامس أية زيوت أو مستحضرات تجميلية مثل \”الكريمات\” التي توضع فوق الجلد، أو حتى العرق والمياه، لذلك يُفضل خلع الخواتم والأساور المصنوعة من الفيروز قبل غسل الأيدي. في الوقت الحاضر تُصنع من \”الفيروز\” الأزرار والأساور والعقود والمشابك، ويُطعّم بالذهب والفضة لإضفاء المزيد من الجمال عليه.

الفيروز … لا يموت لابسه غريقاً ولا حريقاً Read More »

التوباز.. يرمز للسعادة والإخلاص في الصداقة.. ويجدد روح الشباب

التوباز.. يرمز للسعادة والإخلاص في الصداقة.. ويجدد روح الشباب

التوباز.. يرمز للسعادة والإخلاص في الصداقة.. ويجدد روح الشباب   “التوباز” جوهرة نفيسة بين الحلي والمجوهرات وجاء هذا الاسم من كلمة استعملها اليونانيون القدماء للدلالة على الجواهر الصفراء الواردة من جزيرة “توبازيون” من البحر الأحمر, وتعني في اللغة الهندية القديمة “توبوز” ومعناها النار أو الشمس. أما ألوان التوباز فهي عديدة ومختلفة، كالذهبي المائل للبرتقالي الغامق، والأصفر، والبُنِّي المائل إلى الصفرة، والوردي، والأحمر، ودرجات من اللون الأزرق، ويُعتبر التوباز الذهبي “الإمبراطوري” أثمن الأنواع وأكثرها وفرة، يليه الأزرق الباهت، أما قطعة التوباز الحمراء فهي أكثر الأنواع ندرة وتسمى “الملكية”، وبشكل عام تعتبر الأحجار الزرقاء هي الألوان الشائعة في محلات المجوهرات نظراً لوفرتها كما تتداخل معها حبيبات الماس لتزيد بريقها وتضاهي كل معاني الجمال والعراقة، ويُمكن تحويل بعض أنواع التوباز البني إلى اللون الوردي، وتحويل التوباز الأزرق الباهت إلى أزرق غامق عن طريق تعريضهما للحرارة والإشعاع. مناطق وجود التوباز: يُمكن العثور على “التوباز” في عدد كبير من مناطق العالم، وخاصة في روسيا ونيجيريا والباكستان وأستراليا وأفعانستان والصين وسريلانكا ويُنْتَج أفضل أنواعه في “البرازيل”، ويُعد امتلاك الأحجار التوبازية الجميلة والكبيرة من المفاخر التي تجاهر بها العديد من المتاحف. قطع نادرة من التوباز في متاحف العالم: أجمل وأكبر قطعة من “التوباز” تعتبر واحدة من القطع النادرة في العالم، وهي تشبه الماس، يليها جوهرة التوباز الأبيض الصافي “براغانزا” التي تزن نحو 1690 قيراطاً وهي موجودة في التاج الملكي البرتغالي، وهنالك أيضاً تشكيلة من أروع قطع التوباز البرازيلي ضمن ملكية المتحف الطبيعي البريطاني في “لندن”، كما توجد قطعة كبيرة  من التوباز في معهد سميثونيان في “واشنطن”، وأكبر قطعة من التوباز الأصفر يبلغ وزنها 7725 قيراطاً، بينما توجد أكبر قطعة من التوباز الأبيض الزلالي ضمن ملكية إحدى الأميرات البرازيليات. ويعتبر المهتمون بأمور الكواكب وعلم “الأبراج” أن “التوباز” من الأحجار التي تمثل كوكب “الزهرة”، وينتمي إلى برج “العقرب”، وحسب رأي صناع الجواهر وكذلك البابليين القدماء والعرب الأوائل وحتى الرومان فإن “التوباز” من الأحجار التي تشيع السعادة والألفة والصداقة وتجدّد روح الشباب، وقد عرفه العرب منذ أقدم الأزمان فاقتنوه واستخدموه في مجالات مختلفة. وقد استخدم “التوباز” في العصور القديمة لأغراض طبية، فبواسطته كانت تعالج بعض الأمراض مثل التوتر وحالات الصداع وغيرها، وحسب رأي بعض المختصين، فإن حمل قطعة من التوباز كقلادة ربما يجنب حاملها بعض المتاعب ويزيد من أناقته ويرفع من مستوى ذكائه، أما بالنسبة للمرأة، فإن التزين بالتوباز يحافظ على جمالها وتألقها ويزيد من رونق أنوثتها. وهناك سبعة أحجار كريمة يتم وضعها مع “التوباز” في قطعة واحدة ومميزة وفريدة وهي الياقوت، الألماس، اللؤلؤ، الجارنت، عين القط، الزمرد، العقيق.

التوباز.. يرمز للسعادة والإخلاص في الصداقة.. ويجدد روح الشباب Read More »

محبةً ووحدةً في إيماننا الإسلامي المسيحي

محبةً ووحدةً في إيماننا الإسلامي المسيحي

محبةً ووحدةً في إيماننا الإسلامي المسيحي يتآخى المسيحيون والمسلمون في سورية على هوية حضارية واحدة، هي حضارة الكرامة الإنسانية وحريتها المهمومة بسلام العالم وأمنه، بالرغم من تلك القرون المديدة التي تأججت فيها حروب التطرّف الديني والعنف المقدّس في أكثر من منطقة في العالم من خلال استغلال الدين ضد الدين والإنسان. وفي سورية نلتقي كل يوم مسلمين ومسيحيين، نلتقي في عشق الوطن والدفاع عنه من عدوان المغتصبين والطامعين… في تذكارات وطنيةٍ مترادفة، لننشد للأرض انتماءنا ووفاءنا، وللإنسان احترامنا وحبنا. نلتقي كل ساعة، في تجسد إيماننا أفعال رحمة وزكاة وعطاء… نلتقي لنسعى متنافسين لإطعام الجياع وسقي العطاش وإيواء المهجرين والنازحين… نلتقي بالإيمان باللّه الواحد، مترجمين هذا محبةً ووحدةً في إيماننا الإسلامي المسيحي كما تلقيناه على أرضنا التي انتدبتها السماء لتكون أرض المحبة… محبة اللّه للبشر، ومحبة البشر بعضهم لبعض، كما أوصتنا السماء. وفي عيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح، نلتقي سيادة المتربوليت “إيسيدور بطيخة” متربوليت “يبرود وحمص وحماة” وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، لنتجاذب معه أطراف الحديث ونغني معرفتنا من خلال إجابات قدسية تعرف معنى انتصار الفرح ومعنى قهر الموت بالحياة والقيامة.. * سيادة المتروبوليت “إيسيدور بطيخة” كيف ترون دور الكنيسة والمسجد في بناء الوحدة الوطنية؟ * لهما دور كبير، والدعوة إلى تجديد الخطاب الديني مهم جداً، وأملنا أن لا يكون التجديد فقط في المساجد والكنائس، وإنما في المعاهد والمدارس الدينية حيث يتدرب الكهنة والمشايخ ليتحضروا لهذا الخطاب. ‏‏وعندما أتحدث عن تجديد الخطاب الديني، لا أتكلم عن شيء فاسد نريد إصلاحه، فالمقصود أن يواكب الخطاب الديني أحداث العالم والمستجدات فيه، وأن ينظروا كيف يمكن أن يستفيدوا من وسائل الإعلام ليقولوا الحقيقة ويظهروها، وكم من حقيقة في سورية نتمنى أن تظهر للملأ. * سيادة المتروبوليت سبق وذكرتم أنكم تنتمون إلى حضارة عربية إسلامية هل يمكن أن تشرحوا لنا معنى كلامكم هذا؟ ** نعم نحن ننتمي إلى حضارة عربية، فنحن عرب مسيحيون تكلمنا دائماً بالعربية ولسنا قادمين من مكان ما في العالم، بل نحن من جذور هذه الأرض والبلاد العربية هي أوطاننا.‏‏ وأقولها بصراحة نحن نشعر أننا غرباء في كل الأرض ماعدا هذه الأرض، هذا وطننا وهذه أرضنا  والعروبة هي جزء من معتقداتنا ومن تاريخنا.‏‏ أما الحضارة الإسلامية العربية، فإن الحضارة الإسلامية قد تفاعلت ككل الحضارات مع واقع تاريخي موجود قبل الإسلام في سورية، كما تفاعل اليونان مع السريان من قبل، وفيما بعد تفاعل العرب في أرض سورية ليظهروا الثقافة والحضارة الإسلامية العربية مجدداً .‏‏ نحن نعلم أن كل من جاء إلى سورية قبلاً أتاها محتلاً، ووضع بصمات مختلفة في حضارتنا، وكل هذه الامتزاجات والبصمات الموجودة انصهرت في حضارة تسمى الحضارة العربية الإسلامية، و فيها جزء من التاريخ السرياني، إذن الثقافة السريانية ساهمت في بناء الحضارة العربية الإسلامية وكذلك اليونانية قبلها، ونحن نعلم أنه في القرن العاشر تمت ترجمات من السريانية واليونانية إلى اللغة العربية، وسمي العصر الذهبي للعلوم العربية، وبدورها أفادت الغرب ونقلت العلوم إليهم، ‏‏إذاً لنا دور كبير في الحضارة التي تدعى اليوم عربية إسلامية، ومن حقنا أن نفتخر ليس بدورنا فقط بل بهذه الحضارة.‏‏ * كيف ترون سيادتكم مسيرة التعايش المسيحي- الإسلامي في سورية على مرّ التاريخ؟ ** سورية أرض الحضارة والتاريخ، سورية التي احتضنت كل الأديان، والمذاهب، والثقافات، والأعراق، والتقاليد، كل هذا التنوع انصهر في النسيج الواحد لهذا الوطن الغالي، سورية بهذا التنوع جابهت عبر تاريخها الطويل إمبراطوريات، ودولاً، ومستعمرين، وجيوشاً، ومغتصبين، ومحتلين، كلَّهم حاولوا تغيير معالمها، ودكّ أسوار الحضارة فيها، وزرع بذور الفتنة بين أبنائها، والسيطرة على خيراتها وإمكاناتها، ووضع حد لرسالة الإخاء والوحدة الوطنية فيها. ولكن سورية لم تركع، بل تحدَّتْ كلّ الصعوبات، وتجاوزت كلّ العوائق، وغيّرت مفاهيمَ المحتلين ومخططاتِهم، وأعطتهم دروساًً وعبراً مبنية على وحدة شعبها وتلاحمهم خاصة أيام المحن. نعم عايشت المسيحية في سورية الإسلام وهنا أتكلم عن ديانة، وديانة الإسلام هي ديانة منفتحة على المسيحية، ولكن الكنيسة مرت بعقبات اعترضت مسيرتها حيث لم يكن ذلك من منبع ديني، فالمشكلة لم تكن في أي يوم من الأيام مشكلة دينية،  إنما المشكلة في تطبيق الدين وتطبيق الدين يكون في المسيحية وفي الإسلام، يعني تطبيق الدين من جهة الصليبيين كان ويلات على الكنيسة المشرقية،  ولذلك لم يطلق المؤرخون المسلمون على تلك الحروب حروباً صليبية، لأنهم فهموا أنها ليست دينية بل سموها حروب إفرنج، ولأنهم عرفوا أن وراءها سياسية بغطاء ديني.‏‏ وعندما يستعمل الدين غطاء للسياسية تكون هناك ويلات على المسيحيين وعلى المسلمين أحياناً حسب الشعوب الآتية .‏‏ إذاً تم اضطهاد مؤمني الكنيسة من قبل مسلمين ومسيحيين، لكن هذا ليست مرجعيته القرآن الكريم أو الإنجيل المقدس، هذه سياسات.‏ ولأجل الصدف في كل مرة كانت تهتز فيها الكنيسة في تاريخها في سورية كان القادمون إليها ليسوا عرباً  كالمغول والتتار والمماليك.‏‏ * إذاً لم تكن محاولات الاضطهاد من أهل الوطن؟ ** بالطبع لا بل أهل الوطن الواحد بنوا الوطن معاً، وكانوا دائماً يدافعون عن بعضهم وأحياناً يتخذون مواقف في إخفاء الحقيقة بغية الدفاع عن الأخ المسيحي أو الأخ المسلم، وأنا لا أحب أن أقول الآخر لأنني حذفت حرف الراء منذ زمن وأصبحنا أخوة.‏‏ لا يستطيع أحدهم أن يلغي الآخر، بإمكان آخر من الخارج أن يلغي أحدنا بدسائس وهذا ما يدعونا اليوم لاتخاذ مواقف لندافع عن مخاوف نراها حولنا في العراق وفلسطين وفي لبنان وأماكن أخرى، ونتمنى أن يكون الشعب السوري شعباً واعياً كفاية حتى لا يصغي إلى الغرب ولا إلى الشرق ولا إلى خارج الحدود، دعونا نرسم حدودنا بهذه الطريقة الوقائية أقصد الحدود المعنوية وأن لا نسمح لأي رأي خارجي أن يدخل إليها، لأننا كما نحن بألف خير.‏‏ ألا ترى أننا ننتمي إلى وطن واحد وإلى حضارة وثقافة واحدة، لا أدّعي الوطنية وحدي ولكن أتمنى من كل المواطنين أن يدافعوا بهذه الطريقة عن مقدساتهم، وأنا بنيت كما بنى كل أبناء الوطن حضارة سورية التي ننتمي إليها.‏‏ * هل لكم كلمة أخيرة توجهونها؟ * كلمتي الأخيرة دعوتي أن نكون حقيقيين مسلمين ومسيحيين، أن يبقى المسيحي مسيحياً حقيقياً، وأن يكون المسلم مسلماً حقيقياً، وأن نعود إلى الجذور، أن نعود إلى أصالتنا في الدين وأصالتنا في المواطنة، وأن لا يظن أحد أنه في موقع ضعف إذا كان سورياً. نحن السوريين أقوياء في مواطنتنا وفي انتماءاتنا الدينية وفي تمازج هذه الحضارات مع بعضها البعض على أرض سورية. إن العالم بأسره لم يعد سوى قرية صغيرة منفتح على بعضه البعض، وأرى أن العالم يحتاج إلى المدرسة السورية مجدداً، إلى مدرسة العيش الأخوي بين الديانات، وإلى الانتماء الوطني. إن انفتاح العالم على بعضه جعل الكثيرين من شباب العرب ينتمون إلى غير الانتماء الوطني، وأظن أن تمسكنا بعروبتنا وتمسكنا بالعدل في قضيتنا، وبما نحن عليه هذا شيء

محبةً ووحدةً في إيماننا الإسلامي المسيحي Read More »

الترابط الأسري.... والتحليق خارج السرب!!

الترابط الأسري…. والتحليق خارج السرب!!

الترابط الأسري…. والتحليق خارج السرب!! عندما يحتاج أحدنا إلى الاسترخاء والنقاهة والراحة في جو بعيد عن الصخب الذي يعيش به وضوضاء العصر، فإنك تراه يجلس في مقهىً شعبياً، أو في أحد الأسواق القديمة، أو تراه يتجول في مناطقه الأثرية وكأنه يحن إلى الماضي والذكريات التي كانت ترافق طفولته وصباه، وحين تسأله عن سبب تواجده في تلك الأماكن، يقول أريد أن أتذكر والدي عندما كان يصطحبني وأخوتي إلى تلك الأماكن، ووالدتي التي كنت أرافقها إلى سوق الحميدية، وجدي الذي كان يأخذني إلى الجامع الأموي، وخالي وعمي… إلى ما هنالك من ماضٍ عاشه ذلك الشخص، بلحظات تملؤها العفوية والصدق واللحمة الأسرية، ليجد نفسه عندما أهرمته السنين، بأنه أصبح ضائعاً بعيداً عن تلك الأجواء التي عاشها بشكل مثير!! فأين جاره الذي كان لا يغادر منزلهم؟ وأين الجلسات الأدبية والثقافية التي كان والده يديرها؟ وأين تلكم النساء التي كانت تفوح منهن رائحة الحنان والعطف والطيبة عندما تجتمعن في منزلهم؟!! لماذا عندما يعرض مسلسل “باب الحارة” على سبيل المثال، لا تجد شخصاً يتجول في شارع؟ هل لأنه قصة وفقط؟ أم لأنه يحمل في طيات حلقاته مواقف الحارة المترابطة المليئة بالشجاعة والحب وصلة الرحم والتي افتقدناها فجأة لنضع السبب في الظروف والمشاغل؟! أسباب التفكك الأسري البعد عن الدين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التفكك الأسري حسب قول الدكتور “سالم”: حيث يؤكد أن “كافة الأديان تطالب بصلة الرحم وزيارة المريض والمشاركة في الأفراح والأتراح إلى ما هنالك من تقاليد عربية سامية تربينا عليها وكل ذلك من أجل الترابط والتماسك وحسن العلاقات الاجتماعية بين الأهل والعائلات بشكل عام”. ويضيف: “لقد أكدت الكتب السماوية جميعها هذا الموضوع واعتبرت التقصير به شرك بالله عز وجل وألزمت العباد عدم الابتعاد عن العائلة مهما كانت مشاغلهم وظروفهم وأسفارهم كثيرة حيث طالبتهم بالتواصل ولو حتى باتصال بسيط”. دور الأم هو الأساس في ترابط الأسرة أما السيدة “سهاد” التي تعمل “مرشدة تربوية”، فهي تؤكد على دور الأهل في هذه المسألة، لأن كلاهما أساس المنزل وقدوته، فعندما يشعر الأبناء بحنان الأهل وتفهمهم ومشاركتهم تفاصيل حياتهم، فإن هذا سينعكس على تعامل الأبناء مع أولادهم في المستقبل، وقد أشارت الإحصائيات إلى أن الوالدين هما أساس هذا الترابط، من خلال وفاقهم المشترك أولاً، والتوافق مع أولادهم ثانياً، فالعائلات المليئة بالمشاكل والظروف الصعبة يخرج أبنائها بعيدين كل البعد عن الوئام، وتراهم في مجالس السوء وأماكن السهر وما شابه”. كما أن “للأم” بشكل خاص دور مهم في هذا المجال وكما يقولون “الأم بتلم” هذا المثل الشعبي القديم يحمل في مضامينه الكثير من الحكم والقيم الجوهرية، وهذا ما نلاحظه بوضوح في العائلات التي تلعب فيها الأم دوراً بارزاً في لمّ شمل الأسرة”. وتضيف السيدة “سهاد” أن الكثير من الحالات النفسية التي تعالجها فيما يخص تفكك الأسرة، يكون سببها غياب “الأم” عن المنزل، بسبب طلاق، أو لأن “الأم” متوفاة، حيث تبدو الأسرة بعيدة عن اللحمة والتواصل. حنان الأم هو الذي يجمع العائلة، مهما كانت انشغالات الأبناء في الحياة كثيرة أو الوقت ضيق، الأم هي الرمز المقدس، ولا نبالغ إذا قلنا أنها نبع الحنان، نور في الطريق، حضن الأمان، والحب الحقيقي والأبدي الذي لا يضاهيه أي حب”. زمن العولمة والمال وهناك من يقدم سبباً إضافياً إلى ما تم ذكره من أسباب ألا وهو “الفقر”، حيث يستشهد السيد “أبو أحمد” بقول الإمام علي كرم الله وجهه عندما قال :”لو كان الفقر رجلاً لقتلته”، فالفقر يسبب التفكك الأسري خاصة في هذا الزمن، زمن المال والعولمة، فعندما يتسلط ذلك الوحش على أسرة، نراها مشرّدة لا تقدر حتى أن تجابه ظروفها الداخلية من مرض وعجز وطعام، حيث يضطر الأهل أو حتى الأبناء إلى البحث عن أي عمل ولساعات طويلة حتى لو كان المقابل المادي بسيطاً لكي يستطيعون العيش ومجاراة غلاء المعيشة قدر الإمكان فتكون الفترة التي يعودون فيها للمنزل مخصصة للنوم والراحة من جراء هذا العمل المتعب أو الطويل الذي يرتبط بالسفر أحياناً والتغيب عن المنزل لأيام كل هذه العوامل تفقد الروابط الأسرية قيمتها وتباعد بين الأفراد فيتحول المنزل إلى فندق للراحة ليس أكثر دون أي تواصل” وتحدثنا “هلا” سيدة منزل عن رأيها قائلة: “الانحطاط الأخلاقي هو السبب فمن لديه أخلاق يستطيع أن يصنع المعجزات من مبادئه وضميره وما يمليه عليه عقله، ومن يخلو فكره من تلكم المبادئ، فإنك تراه في الملاهي الليلية وأماكن اللهو، ويملك في داخله إنساناً متوحشاً، لا يحب أن يعاشره أحد لا من أهله ولا من أقاربه وهذا الانحطاط يعود للتربية الخاطئة من الأساس فمن تربى على شيء لا يستطيع تغيير سلوكه إلا بصعوبة وإرادة بالغة”. وبرأي “أماني” أن سبب التفكك الأسري يعود “لتكلّف العلاقات بين الأشخاص، فقد أصبحت النظرة المادية والمصلحة تغلب في تحديد القريب والأقرب، وربما السبب يعود لاختلاف المفاهيم الأخلاقية ومتطلبات الحياة، فاليوم إذا كان لك مصلحة مع فلان أصبح الصديق والحبيب والقريب وإذا لم يكن لديك مصلحة معه لا تجد وقتاً للسلام عليه حتى لو كان أخاك”. رأي مختص الباحثة الاجتماعية “أمل شمدين آغا” والتي تعمل في “السويد” بمجال الرعاية الاجتماعية والإنسانية والأسرة، تقول:” إن المجتمع الغربي بالرغم من كل ما يشاع حوله من أقاويل، إنما يملك نوعاً معيناً من أنواع التراحم العائلي، فتراه دائماً يحن إلى أسرته ويتمنى لو باستطاعته البقاء معها فترة أطول، إنما العادة التي سرت على العائلات هناك، أن ينفصل الشاب عن عائلته عندما يبلغ سن معينة ويشق طريقه معتمداً على نفسه”. وتضيف الباحثة: “نحن الشرقيون عاداتنا جميلة وتقاليدنا مميزة، وحبذا لو تنفذ بالشكل المطلوب، خاصة في الغربة، كم يشعر الشخص بأنه فاقد لروحه ولنفسه في عالم لا يعرف بعضه بعضاً، وكم يشعر بالحنين للخبز العربي وأغاني أم كلثوم والدار القديمة ورائحة النانرج والياسمين، وكم يتمنى أن يسير في الشوارع كي يغطي ذلك الحنين المنقطع الذي يعيشه كل لحظة..! وأخيراً… لا نجد كلاماً يختم تحقيقنا هذا سوى ما قاله الشاعر “حافظ إبراهيم”، والذي يجسد في الأبيات القائلة: ليس اليتيم من انتهى أبواه من      همّ الحياة وخلفاه ذليلا إن اليتيم هو الذي تلقى له          أماً تخلت…أو أباً مشغولا!!   أسرة التحرير   “العلاج بالطاقة”.. “التأمل” .. ممارسات جسدية روحية.. بين قناعات البعض ورفض البعض الآخر لها ما زال مصطلح “العلاج بالطاقة” أو ما يسمى “التأمل”، مفهوماً مبهماً عند الكثير من الناس،  حيث لم يتمكن العديد من الأشخاص أن يجيبوا عن الأسئلة الموجهة إليهم في هذا التحقيق لعدم وجود صورة واضحة عندهم عن “علم الطاقة”، بينما وجدنا شريحة أخرى من المجتمع تغوص في التفاصيل الدقيقة لهذا العلم، في رغبة قوية لاتباع تعاليمه وقواعده المرهقة أحياناً، والسبب وجود قناعة كاملة لديهم بقدرته على شفاء الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، وفي محاولة من البعض الآخر لدخول هذا

الترابط الأسري…. والتحليق خارج السرب!! Read More »

في الدين ومفهومات الإعاقة

في الدين ومفهومات الإعاقة

في الدين  ومفهومات الإعاقة يشغل منصب مدير عام منتدى المعارج لحوار الأديان والثقافات، يمتطي صهوة الحوار ويحمل على عاتقه مسؤولية التقارب والتواصل في سبيل بناء الوطن والحفاظ على وحدته بكل مكوناته الاثنية والدينية والقومية. في حديثه دفء.. ومحبة قد لا تقاس بالكلمات بقدر ما تقاس بتقاسيم وجهه وبما يبثه في نفسك وهو يتحدث لك عن حبه الكبير للإنسان والأرض وإيمانه العميق بالقيم وبالحقوق. هو سماحة الشيخ حسين أحمد شحادة المشرف العام على مجلة المعارج الشهرية التي تعنى بالدراسات القرآنية وحوار الأديان والثقافات. سماحة الشيخ حسين؛ من الواضح أن ثمة حالة مركّبة في عنوان نظرة الدين الاجتماعية لظاهرة الإعاقة، يصعب مقاربتها موضوعياً هل يمكن لسماحتكم أن توضحوا لنا أهمية الموقف الديني من الإعاقات؟. في البدء علينا الإجابة عن سؤال: أيهما وجد من أجل الآخر.. الإنسان أم الدين؟!. وفي مدى السجال المعقد حول أن الدين هو الهدف أم الإنسان ستفترق الرؤى إلى مذاهب متعددة حول تعريف ما هو الدين وما هو الإنسان.. وعندي أن من أخطر الخطر تزييف الوعي بمصطلح الدين لتحويله من وسيلة ربانية لتكريم الإنسان وتحريره من كافة أشكال العبودية إلى وسيلة بشرية تستعبد الإنسان باسم الدين وتصادر أعزّ ما يملك في وجوده من حقوق. ولا يمكن فضّ التنازع بين هذين المصطلحين دون أن نميّز بين التعريف التاريخي اللاهوتي العقدي للدين وبين التعريف الاجتماعي لجوهر الدين ورسالته، إذ كلما أوغل المتكلمون باسم الدين في الاستغراق بتعريفاتهم التاريخية والعقدية لمفهوم الدين، اتسعت بينهم فجوات الاختلاف والتناقض حول تفسير الدين ومعناه. كذلك كلما اقترب المتكلمون باسم الدين من محورية الإنسان بوصفه مركز الاتصال بالجانب الاجتماعي من الدين توحدت فيما بينهم مساحة الالتقاء التام على منظومة القيم والأخلاق، وفي مضمونها الاعتراف بأن الدين هو من أجل الإنسان أي من أجل سموه وكماله وجماله. فإن صح لنا أن نختلف على تأويلات الدين في جانبه العقدي، فلا يجوز لنا أن نختلف على تأويل الإنسان ومنابت وحدته. وفي المآل الأخير من الجدل حول الدين والإنسان أيهما وجد من أجل الآخر، آن لنا أن نعترف أمام فجائعيات الحروب الدينية والصراعات الدينية بوحدة الإنسان والدين على قاعدة الكلمة السواء التي يعزّ عليها أن ترى بعيون توراتها وإنجيلها وقرآنها تجزئة الإنسان وتجزئة الدين المحرمة كأشد ما يكون التحريم. وعلى ثابت هذه الوحدة الإنسانية أجاهر بوجوب تصحيح مناهج التفكير الديني في التعاطي مع ظاهرة الإعاقة حيث يتم اختزال صورة المعوق في الخطاب الديني بصورة المذنب الذي يجني أخطاء يديه أو أبويه أو مجتمعه. وفي ظل هذه الإدانة المسبقة لظاهرة الإعاقة سيعفي الخطاب الديني نفسه من أقدس مسؤولياته في التنمية البشرية باسم تصنيم العلاقة بالدين على حساب كرامة الإنسان نفسه. ألا ترون سماحتكم بأن أصحاب العاهات الحقيقية اليوم هم من يواجهون الآخر بلهجات الاستبعاد والتكفير والتخوين؟ أنا لست قلقاً على ذوي الاحتياجات الخاصة في أجسادهم لأنهم بين يدي المحبة المسيحية، والرحمة الإسلامية، يسبقون الأصحاء إلى ملكوت السماء بفصاحة ما تلاه لوقا «اذهب على عجل وأتي بالفقراء والكسحان والعميان» (لو 21 /14). غير أني مؤرق بمنتهى الأرق من تلك الفتن الدينية والسياسية التي يقودها عميان الدين والسياسة في شرق العالم وغربه. فليس أقتل للإنسان في روحه وهويته الحضارية من أن يؤجج نيران الفتن وسفك الدماء المجانية في ظلموت يحشر بظلمه يوم القيامة. وما كان لهذه الفتن أن تمتد تحت مظلة الاحتلال لولا أبشع الإعاقات المستشرية في جسم الوطن العربي كله من محيطه إلى خليجه ـ عنيت بها إعاقات الجهالة والفقر والمرض والأمية ـ فمن ذا يصدّق وبحسب الدراسات الإحصائية أن ينتشر على أرصفة عواصمنا العربية ما لا يقل عن ثلاثين مليون معوق جسدياً ويا للمفارقة الساخرة، وسبعين مليون معوق من إعاقة الأمية. وأكاد أخجل أن ارتفع بهذه إلى أضعافها من ملايين الإعاقات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية. ولا أكاد أقوم من مشهد فاجعة هذا التخلف العربي والتمزّق العربي وانهياراته حتى أقول مشفقاً على أجيالنا القادمة بأن من نسميهم اليوم بذوي العاهات والحاجات الخاصة هم الأصحاء الوحيدون بيننا، ولا يتعذّر عليّ التفرقة في مسألة التخلف بين شرق هنا وغرب هناك في ظاهرة انحدار الأخلاق. وعلى بينات أن الدين من أجل الإنسان لم يصحو العقل البشري على كرامة المعوقين وحقوقهم الإنسانية إلا مع تنزيل الكتب السماوية التي تجاوزت مفهوم الإعاقة العضوية لتوقظها إلى ما هو أشد إيلاماً وخطراً على سلامة المجتمع وأمانه فيما يظهر القرآن عن فئات من الناس تحجرت قلوبهم القاسية فهي أشد قساوة من الحجارة. فلا تريد أن تقرأ ولا تريد أن تسمع ولا تريد أن ينبض لها قلب بنداء الإيمان فهم: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (البقرة 18). ولم يشأ القرآن في إضاءاته لمعنى الكرامة الإنسانية وحقوقها أن يضع شيئاً من الفواصل بين المبتلى في جسده وبين المعافى، لأن الابتلاء المبين من ابتليَّ بنقص في روحه أو أخلاقه. إذن ما هو تعريف المعوق قرآنياً؟ إن تعريف المعوق بحسب القرآن هو المتخلف عن فريضة الدفاع عن الوطن أرضاً وحرية وكرامة: فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (التوبة 83).. وعلى هذه الرؤية تأسس الفقه الإسلامي برفع أعباء التكليف والمسؤولية عمن لا يقدرون عليها وقلوبهم توّاقة إليها فيما يظهر من آيات الضرر والأعذار والضعفاء. إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (النساء 98). هناك بعض الأعراف والتقاليد التي تدعو إلى الابتعاد عن المعوق وحبسه كي لا يصبح سخرية للآخرين؟ تحرم قطيعة المعوق واعتزاله بسبب إعاقته، فليس من أدب التربية القرآنية في الاعتزال والقطع، إلا اعتزال الظلم والظالمين فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا  (مريم 49). ولم يكد يمضي على مأثورات السيرة النبوية في المعوقين قرن واحد حتى تلقاها الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (رض) ليترجمها على أرض الواقع إلى مؤسسة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة حيث أمر بإجراء إحصاء للمعوقين وتخصيص قائد لكل كفيف وخادم لكل مقعد لا يقوى على القيام. ولقد سرت هذه القيم النبيلة إلى نظام الوقف والأوقاف في رحاب المسيحية والإسلام فأنشئت في كثير من العواصم العربية أوقاف يجتمع القائمون عليها للعناية بكل من أصابته مصيبة من غوابر المحن والمصائب. ولا يسعني إحصاء الأديرة العربية التي نذرت نفسها لكفالة من لم يجد كفيلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ دير حزقيال بين واسط وبغداد في القرن الأول الهجري وحتى منتهى ربوع أديرتنا المشعة بروح المسيح ومحبته. ولا تزال سورية تذكر المستشفى العتيق أو المشفى النوري الذي تأسس وقفاً لصالح المعتوهين. ولكم أن تمدوا  أيديكم إلى المخطوطات الظاهرية ومكتبة الأسد بدمشق لتقفوا على عشرات التصانيف التي ألفت عن حقوق المعوقين

في الدين ومفهومات الإعاقة Read More »