تشكيليات

الفنان-صفوان

الفنان التشكيلي صفوان داحول: العمل اليومي يجلب الوحي والإلهام

الفنان التشكيلي صفوان داحول: العمل اليومي يجلب الوحي والإلهام لوحات الفنان “صفوان داحول” توحي بأشياء قريبة إلى الروح والوجدان، أو اكتشاف اللاشعور، هي تشبه أنفاس قادمة من عالم خفي ومدهش معاً، فهو يتحفنا دائماً بكائنات يشغل الإحساس تجسيدها أكثر من الجسد، يفتح لنا ممرات داخلية متواصلة بين الحلم والواقع، في خصوصية واضحة لأسلوبه في الرسم. تغيرات مرئية تعتمد على توظيف هندسي طورها بجهد شاق وموهبة غير عادية. التقينا الفنان التشكيلي “صفوان داحول” في مرسمه وكان لنا معه هذا اللقاء المميز أحياناً نقرأ حزناً، وأحياناً بعداً وصمتاً، بكمية كبيرة من الأسرار الداخلية، هل يستطيع الفنان “صفوان” الرسم في أي وقت؟ طبعاً، وهذا هو مبدأي، فأنا لا أحب أن أحدد سبباً أو وقتاً للرسم، وأبقى بشكل يومي في مرسمي لمدة ثمان ساعات، ربما يتعلق سؤالك بما يسمى “استحضار الفكرة” مثلاً، لكني لا أؤمن بهذا الأمر أيضاً، لأن الفكرة تأتي أثناء الرسم، ولا يجب أن يكون لها وقت محدد لاستحضارها، العمل اليومي يجلب الوحي والإلهام، وليس بالضرورة أن أنتظره حتى يأتي، وأحياناً أبدأ بفكرة، لكني أجدها تتغير كلياً أثناء الرسم، لذلك، يكفيني وجود 10 % من الفكرة في مخيلتي وأن أترك 90 % منها كمفاجأة لي. العلاقة بين الفنان ورسوماته علاقة العاشق والمعشوق، لاسيما أن ملامح الشخصية الذكورية في رسوماتك تشبهك، فإلى أي مدى تشبهك لوحاتك؟ تشبهني لأقصى حد ولدرجة التطابق، فأنا أشعر عندما أرسم أني أكتب مذكراتي اليومية، و كل شيء جديد أحب أن أقوله، أشعر أنه مرتبط بالكتابة أكثر من الرسم، كما أني أرسم الشيء الذي أعيشه وليس الشيء الذي أتخيله، حتى أني أفترض أحياناً أني أصور نفسي صوراً فوتوغرافية. حدثنا عن ذلك الحزن المكنون في لوحاتك!! مواد الرّسام ليست ريشاً وألوان فقط، بل هي مواد معنوية أيضاً منها “الفرح” و”الحزن” و”الحلم”، وهذا يعطي الصدق لـ اللوحة واللون والموضوع، “الحزن” ليس مادة استفزازية أو قابلة للمزاودة، بل ترتبط بطبيعة الشخص وحياته، وما حوله من أمور تشدّه نحو المجهول والغموض، الذي يولّد الخوف والحزن أحياناً. ما سر اهتمامك بالتفاصيل الدقيقة، رسم العينين وتشكيلهما وحركة الأصابع وخطوط الرقبة؟ أحياناً يبدأ الفنان بشكل معين للرسم، لكنه لا يعرف إلى أي وقت سيستمر بهذا الشكل، ومع الوقت يصبح هذا الشكل هو خصوصية الفنان، ربما هذا ما يفسر تركيزي على شكل “اليدين والأصابع والرقبة” في رسوماتي، لقد أصبح بيني وبين تلك التفاصيل ألّفة معينة، ومع الوقت تتطور وتقدّم أشكالاً جديدة، لذلك لا أريد أن استبعدها من لوحاتي. كيف توظف الأشكال الهندسية “مربع، مثلث” في لوحاتك، ولماذا؟ أنا متشدد جداً بموضوع “التكوين”، لأن الأساس المعماري للوحة هو من أهم الأشياء، حتى لو كانت تجريدية، فالعمارة شيء هندسي بالنهاية، وأنا أعتمد على “التكوين”، لأني أجد فيه حيلة ثانية، خصوصاً أني أخفف من الألوان وأعتمد الاختصار الشديد، الشكل الهندسي يدعمني باللوحة ويعطي التكوين الصحيح لها. هناك كمية كبيرة من الأسرار تتسلل عبر الحنين إلى ذكريات مضت ! كيف تؤثر تلك الذكريات في لوحاتك، إن كان لها تأثير؟ الذاكرة أيضاً هي مادة إضافية للفنان، ففي أوقات ولحظات معينة تبقى مسيطرة على الإنسان ولا تفارقه، ربما مدى الحياة، هذه الأحداث تتثبت بالذاكرة، وتؤثر في رسومات  الفنان، ومن ثم يذهب السبب الأصلي ويشتغل الفنان على اللوحة الجديدة، لكن عند العودة للمصدر الأساسي نجده مأخوذاً من الذاكرة، لذلك يقولون أن الفن هو سلسلة، لأنه يعتمد على ذاكرة تعود لآلاف السنين. ما سبب اعتمادك على لونين أساسيين في رسم اللوحات، “أصفر وأسود” أو “أسود وأبيض” ؟ أحياناً لا نستطيع تفسير كل الأشياء التي نقوم بها، لقد فكرت صدفة بتخفيف الألوان في رسوماتي، وهذا الأمر لاحظت أنه مع الوقت منسجم مع أعمالي، ربما السبب أني لا أرى ألواناً كثيرة في حياتي، عندما أنتج العمل بهذه الألوان القليلة فهذا يرتبط بما أعيشه حالياً من تقشف بحياتي، وليس بالضرورة أن تكون الألوان الكثيرة هي التي توصل الفكرة. المهم النتيجة وليست الوسيلة. كان لك معرضاً في “دبي”، وآخر في “بيروت”، كيف وجدت ردود أفعال الناس هناك، وإقبالهم على شراء اللوحات؟ هذا معرضي العشرون، ومع تكرار المعارض يزول الخوف منها ومن نتائجها المتعلقة بردود أفعال الناس، ويبقى تحدي الفنان لنفسه، لأنه يعمل أصلاً لذاته ويتحدى نفسه، عندها تصبح الآراء مجرد تحصيل حاصل، وأنا أشعر بالراحة عندما اكتشف بالنهاية أني أتحدى نفسي فقط. أما موضوع التسويق فإن الفنان يعتاد عليه مع الوقت، وبما أن عملي الآن أصبح مرتبطاً مع غاليري “أيام”، سواء في “دبي” أم “بيروت”، فأنا أريد أن أقول بأمانة أنهم يقومون بجهد كامل وكبير بالنسبة للفنان. أنا مرتاح جداً لأنهم يقومون بهذا الجهد بهذه الطريقة اللائقة للفنان. غاليري “أيام”، خففت عني نصف الجهد الذي كنت أبذله. ما هي أحلامك؟ ذكرت في أول كتاب طبعته أني أحلم أن أكون رساماً، أما الآن فأنا أحلم أن أظل رساماً. هل تتمنى أن يصبح أحد أبناءك رساماً؟ طبعاً، وإبني “ساري” يدرس الآن الفن التشكيلي، لكن هذا الأمر لا ينتقل بالوراثة ويعود للموهبة، وأحياناً يلعب تأثر الأبناء بالأهل دوراً بذلك. ما رأيك بمجلتنا؟ قرأت العدد الأول منها، وهي مجلة جميلة، هذا واضح من خلال وجود جهود جماعية عملت على إنجاحها، لكن المهم في كل شيء هو الاستمرار، وهذا ما أتمناه لكم .  

الفنان التشكيلي صفوان داحول: العمل اليومي يجلب الوحي والإلهام Read More »

النحاتة

النحاتة

النحاتة “رزان عز الدين”: الإحساس بالحرية هو الفكرة الأساسية في أعمالي عن  المرأة فن النحت السوري المعاصر يعيش هذه الأيام حالة ملفتة من التطور والازدهار، والفنانة النحاتة الشابة “رزان عز الدين” هي من طليعة هذا الفن الجميل، كان لنا معها اللقاء التالي… متى بدأت علاقتك بفن النحت؟ عندما دخلت معهد “الفنون التطبيقية” بدأت العمل الفعلي بالنحت، لأني كنت قبل ذلك أرسم في معهد “أدهم إسماعيل” للفنون التشكيلية، وخلال دراستي بالمعهد انتسبت لنقابة الفنون، وقدمت عدة أعمال تعتمد على “صب البرونز”، وشاركت في أول معرض عام 2001 في نسيج الحياة التشكيلية السورية وفي فن النحت بالذات الذي يعتمد على الكتلة والفراغ هل تجدين المناخ المناسب للنحت؟ ثقافة النحت ليست موجودة عندنا بشكل واسع، فاللوحة والألوان تلفت نظر الناس أكثر، أما المنحوتة المعتقة بألوان البني والبرونز فهي تأخذ النصيب الأقل من اهتمام الناس لأنها غالباً تكون غير ملونة، بالإضافة لوجود اعتقادات دينية تعتبر المنحوتات كالأصنام  ويجب ألا تكون موجودة في أي منزل، ورغم ذلك يوجد شريحة من الناس تحب اقتناء المنحوتات خصوصاً في الفترة الأخيرة. كيف تتبلور لديك الأفكار وتجسدينها بالنحت؟ وهل يرتبط العمل النحتي لديك بطقوس معينة؟ التدريب المستمر هو الذي يجعل الأفكار تأتي بطريقة تلقائية ودون تخطيط ، بالإضافة إلى الإيحاءات التي استوحيها من أي شيء موجود حولي، وأنا أحاول  أن أربط بين  الأمرين فتظهر منحوتاتي بطلات لقصص مختلفة، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأنا لا أخضع لطقوس معينة تدفعني إلى النحت وأعمل في أي وقت، لكني أحياناً أكون في مزاج معين فلا أشعر برغبة في عمل أي منحوتة. لماذا تخصصت بالأعمال النحتية المعتمدة على البرونز وابتعدت عن الخامات الأخرى؟ عندما كنت طالبة في المعهد نفذت منحوتات كثيرة من خامات الخشب والحجر والطين، لكني بعد التخرج أحسست برغبة قوية بالتخصص بالأعمال البرونزية فقط، لأن البرونز يشعرني بالديمومة والفخامة للمنحوتة وبنفس الوقت لأني أحب ألوان البرونز، وربما بسبب تأثري بزوجي الذي كان لفترة من الزمن يعمل بالبرونز. هل تحبين لون محدد للبرونز؟ أحب ألوان البرونز المعتق الأخضر شرط أن تكون بنسبة قليلة في المنحوتة، وبشكل عام أفضّل ألوان البني بتدرجاته وأحياناً أقرر لون آخر لكني بعد أن أنتهي من العمل أجد المنحوتة وقد أخذت لوناً مختلفاً لكنها تبدو جميلة جداً فأتركها على حالها. لماذا نجد منحوتة البرونز أغلى من منحوتة الخشب؟ الأمر يعود لتكلفة المواد، وهذا هو الفرق بين النحت وبقية الفنون، لأن تكلفته مرتفعة كثيراً على عكس الرسم، النحت على الخشب مثلاً غالي، خصوصاً عند اختيار نوع جيد من الخشب وهو النوع “الناشف”، أيضاً المعادن المستخدمة في صب البرونز غالية، بالإضافة إلى أجور العمال الذين نحتاجهم أيضاً في لحام المعادن. ومع ذلك عندما نريد بيع قطعة برونز فيكون سعرها أقل بكثير من  سعر لوحة تشكيلية صغيرة، وإذا حاولنا رفع سعرها تستغرب الناس ذلك. طبيعة الفن النحتي صعبة لدى الرجل! فكيف بالنسبة للمرأة التي تنبض بالأنوثة والنعومة! كيف استطاعت سيدة مثلك أن تكون نحاتة؟ النحت صعب طبعاً، والنحات يستطيع أن يصنع خلطة من الطين ثم يعطيها لورشة تقوم بالباقي مع إشراف النحات على ذلك، وهذا العمل يقوم به النحات بشكل عام سواء أكان رجلاً أم امرأة، لكني تزوجت نحات واعتقدت أن الأمر سيكون أسهل، لكني وجدت بعد ذلك أن زوجي يرفض مساعدتي نهائياً لكي لا يقال أن زوجها ساعدها، لذلك أضطر لأن أقوم أنا بكل المراحل التي يتطلبها النحت وأحياناً يساعدني مجموعة الأشخاص الموجودين في “الورشات” المخصصة لذلك، وقد أصبحنا  اليوم نرى في الملتقيات عدد كبير من النحاتات وهن من الفنانات البارزات في هذا المجال، وربما يدخل التحدي في هذا المجال ويلعب دوره لأنه يقال دائماً أن النحت صعب على المرأة. لماذا اخترت فن النحت دوناً عن باقي الفنون؟ أنا أحب النحت وأجده مغرياً أكثر من الرسم، وأحب الأبعاد الثلاثة أكثر من البعدين لأني أحب رؤية موضوعي من كل الاتجاهات وأنه كتلة موجودة وليست مجرد شيء مسطح. النحت يشعرني أنه موجود أكثر من بقية الفنون،  ولدي إحساس أن النحات يستطيع ممارسة بقية الفنون لكن العكس ليس صحيحاً. لقد جربت ممارسة أنواع أخرى من الفنون مثل الرسم على الزجاج، وكانت تجربة جميلة، لكني كنت  أشعر بالنهاية أني نحاتة وأعود للنحت. ما المعارض التي شاركت بها؟ شاركت في معرض “شل” التابع لشركة النفط التي أقامت معرضاً للفنانين الشباب،  وشاركت في معرض السفارة الأميركية للفنانات السوريات، ومعرض في مشفى “البشر” الذي ذهب ريعه للمشفى، ومعرض مشترك في صالة “كروكي”، أيضاً معرض في صالة “أوكيجن” وآخر في غاليري “السيد”، وأحضر لمعرض جديد حالياً. أنا أشارك في كل سنة بمعرض أو معرضين وعندما يصبح لدي مجموعة واسعة من الأعمال سأقوم بمعرض فردي. المعروف في أعمالك تركيزك على موضوع المرأة مع حركات اليدين والقدمين والرأس، وكأنها راقصة “باليه” على مسرح “أوبري” ما الذي يستهويك في ذلك الموضوع؟ في منحوتات المرأة أشعر أني أعبّر عن نفسي، لكن ربما أشعر بعد فترة أني عبّرت عن كل الحالات المرتبطة بهذا الموضوع فأنتقل لموضوع آخر، أو إدخال عناصر جديدة عليه، وأنا أحب المنحوتة التي تعطي إيحاءً بأن المرأة حرّة حتى عندما تكون داخل قفص. الإحساس بالحرية هو الفكرة الأساسية في أعمالي عن  المرأة. من الذي يشجع “رزان” في مجمل أعمالها؟ ولمن يعود الفضل في فنك الجميل؟ في بداية توجهي لفن النحت كانت عائلتي تسألني باستمرار ماذا ستستفيدين من هذا الموضوع؟ وعندما شاهدوا منحوتاتي أعجبوا بها كثيراً وشجعوني على الاستمرار، لكن المشجع الأساسي والأقوى هو زوجي الذي أشعرني أني أستطيع القيام بأي شيء أريده في هذا المجال، بالإضافة إلى تشجيع أصدقائي وابني أيضاً. ما رأيك بمجلتنا؟ مجلتكم مختلفة ومميزة، وما يميزها أنها تصدر باللغتين العربية والإنكليزية، كما أنها تركز على قضايا المرأة والفن التشكيلي وهي مواضيع هامة ومفضّلة عند القراء، أتمنى لكم التوفيق.       ريما الزغيّر

النحاتة Read More »

الفنانة

الفنانة التشكيلية أسماء فيومي …

الفنانة التشكيلية أسماء فيومي: أؤمن بالفن الذي يتدفق من الداخل ليظهر فجأة وبشكل تلقائي دانيا جانو يصوغ الفنان اللوحات بإحساسه العميق، ويترك التباس بين التأثير والاستفهام، وكلمة السر هنا لفض هذا الالتباس هي الإبداع. بتلك الألوان التي أحالت واقعاً جامداً إلى جمالي جديد عبر منظور الفنانة أسماء فيومي. بداية، نسألك عن فنك الراقي المختلف شكلاً وفلسفةًً وثقافةً، من أين تستمد الفنانة أسماء مواضيعها؟ أستمد مواضيعي من المخزون الداخلي لدي والذي وجد وتراكم نتيجة الأحداث والأمور التي تجري حولي، فأنا ألاحظ ما يحدث حولي وأختزن هذه الملاحظات والأحداث في داخلي لتختمر وتظهر بهذا الشكل. هل هناك عناصر ظاهرية أو داخلية قد أثرت بك فألهمتك الكتابة بالريشة كنقطة بداية؟ في صغري كنت مهتمةً بكتابة الشعر، ثم اتجهت إلى التعبير بالريشة والألوان، ورغم أني لست سياسية ولكني أتأثر بالهواجس الإنسانية، هواجس الوطن والأم. فأي مشهد لا إنساني يدخل في ضميري الداخلي والوجداني لأعبر عنه وأجسده  في لوحة ما. لوحاتك تتميز بخلق جديد ينتمي إلى صاحبته، فاللوحات غنية بالألوان والمواضيع، لأي مدرسة تنتمي الفنانة أسماء ؟ أنا لا أؤمن بالمدارس الفنية، “كالانطباعية والتجريدية والتكعيبية وغيرها… “، بل أؤمن بالفن الذي يتدفق من الداخل ليظهر فجأة وبشكل تلقائي ويعبر عن الفكرة حسب منظور صاحبها، وهو ما يقال عنه تعبيري، فكل إنسان يعبر بطريقته الخاصة، وأنا لديّ تعبير خاص لا يشبه تعبير الآخرين، وهو ضمن مفاهيم حديثة ومتجددة ومعاصرة وليست مفاهيم كلاسيكية أو قديمة. نلاحظ اللون الأحمر طاغي في لوحاتك فما سر اهتمامك بهذا اللون؟ الأحمر لون عاطفي وهو يعبر عن الانفعال الداخلي، كما أنه لون متناقض، فهو لون النار والورد، وأنا أحب الاثنين. لأن لدي هذا التناقض في حياتي،”الأبيض والأسود”، “أقصى اليمين وأقصى اليسار”، والأحمر لون جميل إذا وضع ضمن مجموعة لونية مناسبة بشكل يتفاعل معها بعيداً عن الفجاجة والجمود. هل تفضلين شرح لوحاتك للسائل، أم تدعي السائل يفسر بالطريقة التي يشعر بها؟ أنا لا أفضل الشرح. لأن الرسم هو لغتي، فأنا أعبر عن الكلام بالرسم والألوان، وأحب أن يشاركني المتفرج بآرائه وشعوره تجاه اللوحة لأنه عندما يلاحظ شيئاً جديداً فهو يضيف لمعلوماتي فكرة جديدة، فمن الجميل أن أرسم مدينة ويراها شخص آخر صخرة ففي هذا تعددية ورؤى جديدة. تقيمين معرضك في “غاليري أيام” هل اختلفت الموازين عندك ووجدت الفرق بين الماضي والحاضر؟ هل ساعدت تلك الصالات الفنان؟ هذه الصالات ساعدتنا بشكل كبير، فهي أولاً: وفرت لنا المكان الجميل والمناسب لعرض اللوحات، وثانياً: أعطتنا الوقت الكافي، فمنذ خمسة أسابيع وأنا أعرض في “غاليري أيام”، كما اهتمت بالإضاءة الجميلة التي تبرز جمال اللوحة وتعطيها حقها وأنا أتكلم هنا من الناحية التقنية، إضافة إلى أن التعامل في منتهى الاحترام والرقي. ما أهم المعارض التي شاركت بها؟ أهم معرض هو معرض” الرؤى المتبادلة بين مركز العالم العربي بباريس وبين سوريا”، وكان  في المتحف الوطني بدمشق. أما في الماضي فقد قمت بمعارض شخصية عديدة ومهمة في معظم دول العالم. بمن تأثرت الفنانة أسماء، ومن له الفضل بوصولك لهذا النجاح؟ تأثرت بالكثير من الأشخاص، فأنا بطبعي مثل “الإسفنجة” أتأثر بكل من حولي، كما تأثرت بالعديد من الفنانين الذين أحترمهم وأقدرهم لأنهم أعطوني الثقة والدعم في مسيرتي الفنية، أما الفضل فيعود لأسرتي بالدرجة الأولى التي دعمتني و احترمت موهبتي ورغبتي في دخول الكلية التي أفضلها، وزوجي الذي دعمني ووقف بجانبي، وأيضاً أولادي. هل تجدين فرقاً بالرسم بين الأجيال المتعاقبة؟ أم ترين أن هناك إبداع جديد مواز للقديم؟ أم تستحيل المقارنة؟ تستحيل المقارنة بين الأجيال، فالتكنولوجيا المتاحة اليوم من “إنترنت، كمبيوتر، اتصالات” وأيضاً سهولة السفر، إضافة لوجود منظمات تساعد الشباب وتوفر لهم الظروف المناسبة للإبداع، كل ذلك أعطى الجيل الجديد فرص الاطلاع والمتابعة بشكل أكبر بكثير من جيلنا حيث كان كل اعتمادنا على الكتب والقراءات والجهد الشخصي، والمحظوظ منا يسافر مرة أو مرتين، وأنا لا أحسد هذا الجيل الصاعد بل على العكس أفرح لأجلهم لأنهم سيحملون لواء الفن أفضل منا بكثير. هل فعلاً ترين أن الشباب سيحملون لواء الفن بشكل أفضل رغم الأفكار الجديدة والنظرة المادية التي بدأت تنتشر في عصرنا؟ أنا لا ألوم الشباب في هذا، لأن هذه المبادئ والأفكار المادية الطاغية على كل شيء قدمت وفرضت عليه من الخارج، ورغم ذلك يوجد شباب مبدعون وموهوبون لا ينظرون إلى المادة بقدر اهتمامهم بفنهم وإبداعهم، فالفنان يبقى في داخله فنان إذا كان حقيقي. كونك ربة أسرة وأم لطفلين هل سبب ذلك عائقاً أمام مسيرتك الفنية؟ في مرحلة ما عندما كان أولادي أطفالاً ابتعدت عن المجتمع، فلم يكن لدي الوقت لعرض لوحاتي ومتابعة كل جديد، ولكن هذا لم يبعدني عن الرسم، فهاجس الرسم بقي يلازمني طوال حياتي. وكان أطفالي يرسمون معي، وكنت أستمد أفكاري منهم فكنت أرسم كل حركة وكل فعل يقومون به خطوة بخطوة، وعندما كبروا أكثر بدؤوا يستوعبون ما حولهم ويدعمونني بشكل كبير، فكانت علاقتي معهم مبنية على الحب والتفاهم لذلك كانوا متعة وعوناً بالنسبة لي وليسوا هماً. في فترة من حياتك عملت بالتلفزيون كيف كانت هذه الفترة؟ بعد تخرجي عملت مباشرة بالتلفزيون، وكانت فترة جميلة جداً في حياتي، فأنا أحب السينما والدراما وأستمتع عندما أصمم “ديكور” لمسلسل أو برنامج ما وخاصة المسلسلات التاريخية، فهي تتيح فرصة التخيل والإبداع في الديكور، فكنت أرسم المشاهد كما أتخيلها، إضافة إلى أن هذا يضيف لثقافتي، والفنان يجب أن يكون مثقفاً ولكن عندما يرسم ينسى الثقافة وينسى كل شيء. ما رأيك بالنهضة التشكيلية الحاصلة في سوريا؟ برأي المشهد التشكيلي السوري رائع، وهو من أهم المشاهد الآن ليس فقط في العالم العربي بل في العالم ككل. كلمة أخيرة للمجلة؟ هي من المجلات الجميلة والمتنوعة وأكثر ما يميزها مواضيعها الثقافية وأتمنى لها التوفيق والاستمرار.  

الفنانة التشكيلية أسماء فيومي … Read More »

نقيب

نقيب الفنانين التشكيليين الدكتور “حيدر يازجي”…

نقيب الفنانين التشكيليين الدكتور “حيدر يازجي”… المزاجية مفتعلة وأهم الفنانين العالميين طبيعيين ريشة الفنان “حيدر يازجي” لها نمط خاص، فهو يبدع في رسم الأشخاص بمقاساتهم الحقيقية أو القريبة من الحقيقة ليعطي انطباعاً للمشاهد أنه أمام شخص كبير بفنه وإبداعاته، فلو نظرنا إلى لوحاته نرى أن التفاصيل الصغيرة تتجسد بعبقرية عفوية وبإحساس أن الأشخاص يتحركون بفعل النسيم اللطيف الذي ينفح من أثواب المرسومين…. – أنت نقيب الفنانين التشكيليين منذ عام “2000” ماذا أضافت لك تلك الصفة؟ العمل الإداري بشكل عام قاتل للإبداع، وأنا أشعر أنّ النقابة لم تعطني أكثر مما أستحق، فقد تفرغت كثيراً لهذا العمل لأنني أحبه، فقبل أن أكون نقيباً للفنانين استلمت منصب”رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية” لمدة ثمان سنوات، فكانت المسؤولية كبيرة جداً، وقد أحببت موضوع التدريس لذلك تميزت وأبدعت في هذا المجال، وخلال فترة رئاستي للإتحاد استلمت منصب “نقيب الفنانين التشكيلين”. ما هي المشكلات التي تلمسها في النقابة وتحاول حلّها؟ منذ السنة الأولى التي عينت فيها “نقيب للفنانين” كان هاجسي الأول وضع قانون خاص لنقابة الفنون الجميلة، وقد عملنا بجد إلى أن صدر “قانون الفنانين التشكيليين”، ووسعنا الدائرة وأصبح “اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية”، وحلمنا إنشاء جامعة لكل اختصاص “كالرسم والديكور والنحت والحفر”، كما عملنا على إصدار مجموعة من القوانين وأهمها “قانون التقاعد” وإنشاء “صندوق” لمساعدة الفنانين التشكيليين ودعمهم. – أنت فنان متعدد المواهب فقد حصلت على امتياز شرف في الديكور والإخراج الفني للأفلام، وأنت أستاذ في الجامعة وحاصل على دكتوراه فلسفة العلوم الفنية، كيف تستطيع بيد واحدة حمل كل تلك المواهب؟ أنا من خريجي الدفعة الأولى من معهد الفنون التشكيلة في حلب ضمن اختصاص “رسم”، ثم درست في جامعة دمشق، وبعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة تم ترشيحي للبعثة، كانت لدي الفرصة لدراسة أكثر من اختصاص وكنت أعمل ما بين “15 إلى 17” ساعة يومياً، وحصلت على ماجستير في “إخراج الديكور السينمائي والتلفزيوني” وبنفس الوقت ماجستير في “التصوير الزيتي”، وكنت من محبي كلية الرسوم المتحركة لذلك كانت أطروحة الدكتوراه “وضع أول قوانين حركة لأفلام الكرتون”، ووضعت سلسلة كيف يمكن أن تحرك الأجسام، وقد اعتمدت هذه الأطروحة ككتاب يدّرس في معهد السينما على اعتباره أول كتاب يشمل جميع قوانين الحركة للرسوم المتحركة. أين تجد نفسك الآن؟ في الرسم والتصوير الزيتي، فهو الاختصاص الأحب إلى قلبي، فالفنان عندما يرسم “بورتريه” فهو يحمل توقيعه وأفكاره ويبقى اسمه خالداً عليه، كما أنني عندما عملت في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قمت بتأسيس أول استديو لأفلام الرسوم المتحركة، وتمكنت من تدريس هذا الاختصاص في الجامعة لمجموعة من الشباب الذين أبدعوا في هذا المجال. – الفنان لا يملك القدرة في تحديد أيَّ لوحة من لوحاته هي الأفضل لأنها مع الزمن ترتبط بالناس، في رأيك أيّ معرض لك حقق نجاحاً أكثر من غيره؟ يمكن القول أنّ في حياتي نقاطاً أساسية تبدأ من مرحلة التكوين في معهد الفنون التشكيلية في حلب وفترة وجودي في موسكو التي أعتبرها فترة انتقال من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف والتمييز، وكنت أحاول ملاحظة ودراسة أعمال أعظم الفنانين العالميين والاستفادة منهم، وخلال وجودي في موسكو قدمت حوالي “12” معرضاً، وعندما عدت إلى سورية أقمت أول معرض عرض فيه حوالي “600” عمل وهو نتاج أعمالي في موسكو. – في لوحاتك إحساس بالحركة، فأنت تهتم بالتفاصيل الصغيرة، وأحياناً تلك الحساسية تقارب العاطفة، هل ترسم أحاسيسك الداخلية أم أنها مجرد “بورتريه” عادي لأشخاص تحبهم؟ الرسام عندما يرسم أي لوحة لابد أن تحرضه مشاعر من الداخل تربطه بهذه اللوحة، “فالبورتريه” ليس مجرد صورة فوتوغراف وإنما تعكس قصة أو حدثاً غير جامد وعلى الفنان الدخول إلى العالم الداخلي الذي يعكس هذه الأبعاد على الوجه أو الجسم أو حركة الأيدي “للبورتريه”. – هل تتسم بمزاجية معينة، أي أنك لا ترسم في كل الأوقات؟ الظروف أحياناً لا تكون ملائمة للرسم، ولكن في كل لحظة أخزن الملاحظات وأضع الأفكار لأنفذها فيما بعد، وبرأي أنّ المزاجية هي مفتعلة وأنا شخص طبيعي وواقعي سواءً في حياتي أو عملي الفني، وأهم الفنانين العالميين هم طبيعيون في حياتهم. – كيف تجد هذا “الجيل الجديد” واهتمامه بالرسم؟ هل هو أفضل مما كان أم ينقصه أشياء كثيرة؟ هناك شيء مميز في سورية لا نجده في معظم الدول، وهو انتشار العديد من الأماكن في كل أنحاء البلد لتعليم الرسم للأطفال ومن قبل مدرسين محترفين، مما يساعد على تنشئة جيل مبدع إضافة إلى اهتمام الدولة التي تتيح التدريس في مراكز الفنون التشكيلية وبأسعار رمزية، وبالتالي فقد توفرت للجيل الجديد معاهد وكليات ودعم من قِبَل الدولة والأهل الذين يشجعون أبناءهم على الفن، وأيضاً حركة الإفادة التي قامت بها الدولة بإرسال بعثات إلى الخارج، إضافة إلى أننا في النقابة كنا نقيم معارض سنوية لتشجيع الشباب على عرض أعمالهم الفنية. – تقنية الألوان تناسب الموضوع وكأنك لا تحب الألوان النارية أو الصاخبة بل أنك تحب الهدوء في توظيف كل لون مكانه، كيف ذلك؟ أنا أحب التناغم اللوني في العمل الفني بشكل يخدم الموضوع الذي يفرض ألوانه وتكوينه وحركته، وأنا دون شك أحب الألوان الهادئة والتي تشكل تناغم ينعكس على حياتنا اليومية. – تعتمد في تحديد المعالم الدقيقة في رسوماتك من تفاصيل الوجه واليدين و”العكاز” وغيرها، لكن في نفحات من الحزن؟ لماذا الأشخاص حزينين؟ دائماً تعبير الحزن أبلغ من تعبير الفرح، وأحب أن يعكس العمل الفني مسحة الحزن والكآبة وحتى أثناء التفكير والتأمل تظهر على وجه الإنسان علامات الحزن، فمسحة الحزن هي “كاركتر” للإنسان ويعكسها الفنان من خلال الوجه والعين والحركات، وأنا أفضل أن استخدم اليد للتعبير لأنه في اليد يوجد تفكير وتعبير لا يقل عن وجه الإنسان. – الفنان يعيش ويسعى إلى أحلامه فما هي أحلامك المستقبلية؟ كان جزء من أحلامي أن أقدم أعمالاً عن النضال واستطعت أن أحقق جزءاً منها عندما قمت برسم لوحة عن “بانوراما حرب تشرين التحريرية”، وكانت لوحة جميلة نالت إعجاب الكثيرين وطبع منها بالآلاف. كلمة أخيرة للمجلة؟ مواضيعها جميلة ومتشعبة، فهي تشمل أبواباً عديدة اجتماعية، أدبية، ثقافية…الخ بشكل يمكّنها من مخاطبة جميع الأعمار والفئات، كما تتميز بانتقاء المواضيع وأيضاً نوعية الطباعة والألوان، أقول مبروك وآمل لكم الاستمرار والنجاح. دانيا جانو

نقيب الفنانين التشكيليين الدكتور “حيدر يازجي”… Read More »

الفنان

الفنان التشكيلي حمود شنتوت

الفنان التشكيلي حمود شنتوت: اللون هو اللغة التشكيلية الوحيدة للفنان   من يشاهد لوحات الفنان “حمود شنتوت” يسافر إلى عالم غريب مليء بالأساطير، أو أنه يقرأ حكاية من العصور الوسطى لريشة رائعة تنطوي على معانٍ ومناحٍ عديدة مع التباسات كثيرة من التمرد على الواقع، فالفن من دون تمرد لا يساوي شيئاً. في مرسمه الأنيق كان لنا معه هذا اللقاء.. الفنان “حمود” بعد سنوات من الإبداع هل ترى أن لوحاتك أخذت طابعاً آخر أو كانت منحى آخر مختلف، أم أنك تحب أن تحافظ على هويتك الإبداعية؟ بالنسبة لعملي أنا أعتقد أني اخترعت طريقة تجعلني أسلي نفسي دائماً بتكنيك جديد، فعندي عدة تقنيات تقريباً أعمل عليها، عندما أعمل مثلاً بالألوان الطبيعية على القماش أدخل عليها أجواء من تدرجات اللون البني والألوان الحارّة والكثيفة والإضاءة القوية، وعندما أشعر بالملل من هذه الطريقة أنتقل إلى الجدار الأبيض وأستخدم ألوان وعناصر قليلة وتكنيك مختلف تماماً، كأن يكون العمل على خشب بدلاً من القماش، وهذا يحتاج لتحضيرات أخرى، وعندما أريد الانتقال من الأسلوبين السابقين أترك تضاريس الخشب موجودة ثم أرسم عليها، وفي مواضيع أخرى مثل “العشاء الملائكي” أجد أنها تحتاج إلى عالم افتراضي وألوان كثيفة ورمل، أنا أغيّر دائماً بالتكنيك حسب الموضوع وحالتي النفسية. ترسم الطبيعة والنساء وحكايا الأساطير بخصوصية وإتقان، وبألوان صاخبة وسط عالم غريب مليء بالسحر والأمراء، وكأنك تنأى عن الواقع فتتخيل أشياء كانت منذ قرون! لماذا ابتعدت عن الواقع وفضّلت التحليق بعالم أسطوري؟ الفنان في البداية يأخذ كثيراً من الطبيعة، لقد كنت أرسم غرفتي وأرسم الطبيعة الصامتة، والبورتريه، لكني أعتقد أن الفنان يفعل ذلك ليخلق عالمه الخاص، وأنا لا أستطيع أن أرسم دائماً نفس الموضوع لأني أشعر بالملل. في الفترات الماضية قرأت عن الصوفيين وأيضاً لمحمود درويش، هذا الشيء خلق لي ربما عالم خيالي له علاقة بالجنة والماورائيات، لذلك حاولت أن أرسم ما أتخيله وأخلق عالم له علاقة بعقلي الباطني وتفكيري الآني البعيد عن الواقع والذي يعكس حالتي النفسية. حضور الملائكة والمرأة وقصص من الكتب المقدسة، هل ممكن أن نقول أنك تأثرت بقصص الأنبياء أم بالقرون الماضية بكل سحرها وجمالها أم بماذا؟ نعم تأثرت بها لأني أحب أن أجسد الحنين للماضي في لوحاتي، حتى أن أكثر أعمالي أسميها “الزمن الجميل”، لذلك لا يستطيع الفنان أن يفسر لماذا يرسم هذا الموضوع ولماذا يتركه وينتقل لموضوع آخر. اللوحات مذكرات عن الحياة يسجلها الفنان في أعماله. تهتم بالألوان وتغلب الألوان الترابية والنارية على لوحاتك فأنت سخي بتلوين الطبيعة! ما تأثير الألوان لديك وكيف تجدها مناسبة لذلك؟ أنا أعمل عمل تجريدي في البداية حيث آخذ حرية كبيرة في وضع الألوان على اللوحة، وأشعر أن “جنين العمل” يشكل 90% من اللوحة بمعنى أن الفنان إذا لم يضع منذ البداية شيء له قيمة ستصل اللوحة إلى طريق مسدود لأن اللون هو اللغة التشكيلية الوحيدة للفنان، أنا أعتبر اللون أهم ما في اللوحة لكي تصل أحاسيسنا للمشاهد وبعد أن أضع الألوان التي تعبّر عن شحناتي الداخلية أرسم الموضوع. الأساطير، الخريف، الربيع وعصور قديمة يفوح منها عبق الماضي في لغة واحدة وهي التخيل والأحلام، هل ترى أن الفنان وجب أن يبقى كما هو أم أن التغيير أجمل؟ سعادتي بالفن تتحقق عندما أشعر في كل لوحة وكأني أرسم لأول مرة، متعة اكتشاف اللون لأول مرة شيء جميل، أنا أرسم منذ عشرات السنين، وإلى الآن أضع الألوان بدون تخطيط أو تفكير مسبق أو قواعد وهذا ما يعطي اللوحة روحها. الفنان يعيش  بتغيير مستمر وأنا أبحث دائماً عن خامات وألوان جديدة، صحيح أن أسلوبي واحد لكن التكنيك مختلف. أحياناً أبدأ باللوحة ثم أصل معها لطريق مسدود فأتركها لسنوات وأرسم غيرها والسبب أني لا أخطط للوحة وأتركها تعبّر عن أحاسيسي بشكل عفوي. الرسم هو الملاذ الوحيد للفنان، هل تستطيع الرسم في أي وقت كان؟ هذا الموضوع تجاوزناه الآن، في البدايات كنا نقف أمام اللوحة لساعات ننتظر الإلهام والوحي ولا ننجح بذلك وكان يصيبنا الإحباط من جراء ذلك، وفي أحيانٍ أخرى كنا نرسم لوحة في نصف ساعة، كنا نقتنع بمسألة الوحي كثيراً أما الآن فلقد أصبح عندنا خبرة حيث تتدفق الأفكار والمشاعر والأحاسيس إلى اللوحة بعد دقائق معدودة من الوقوف أمامها. الفنان الحقيقي ينقل كل الحياة إلى لوحاته بتفاصيلها الدقيقة لكن بخصوصية تميزه عن غيره، أي فنان يستطيع أن ينقل الواقع لكن الفن الحقيقي يبدأ بعد رسم الواقع، أي “ماذا سيضيف الفنان على هذا الواقع”.   ما تأثير المرأة في نفسك لتجسدها في لوحاتك؟ أنا مع مقولة أن المرأة نصف ملاك، لكني أراها من وجهة نظري ملاك كامل موجود في الحياة ولولاها الحياة بلا معنى ولا تطاق. المرأة آلهة تمشي على الأرض، الله كرمنا بوجودها ولذلك أحب أن أرسمها كثيراً وأبذل جهداً كبيراً لأرسمها كما أراها في داخلي، وأعتبر أن حضورها في الحياة نعمة.   كيف ترى الفن في وقتنا الحاضر؟ الفن السوري معافى وهو بخير، ويوجد الكثير من الفنانين الشباب الذين يقدمون أعمالاً رائعة رغم أن بعضهم لم يجد لنفسه خصوصية ويأخذ من الفن الأوربي كثيراً لكن كل هذا مفيد.   هل تشعر أنك حققت ما كنت تحلم به أم أن لديك أحلاماً كثيرة؟ أشعر أني مهما تعلمت ونجحت فهناك الكثير الذي ما زال ينقصني، وهذا أمر طبيعي لأن الفنان عندما يشعر أنه حقق كل طموحاته الفنية فهذه هي بداية انهياره، أنا عندي تواضع كبير تجاه الفن وأشعر أنه يوجد عندي طموحات كثيرة لم أحققها. الفن أعطاني أجمل اللحظات في الحياة، لقد امتهنت عملاً أحبه كثيراً، الفن بالنسبة لي مذكرات أفرغ فيها كل مشاعري، فعندما أكون حزيناً أو منزعجاً يغلب على لوحاتي اللون الأسود والعكس صحيح. الفن توازن فبعد أن أنتهي من رسم اللوحة أشعر براحة كبيرة، الحياة قاسية والأشياء الجميلة فيها قليلة، الجميل بالحياة هي العائلة والمهنة التي يحبها الإنسان والأهل، لكن بالمقابل هناك أشياء قاسية جداً كالوحدة أو فقدان إنسان نحبه، وكل إنسان يفرغ الشحنات الموجودة بداخله بطريقة معينة. ما رأيك بمجلتنا؟ قرأت مجلتكم وقد أعجبتني، فهي مهتمة بالمواضيع الجدية والإنسانية وهذا توجه جميل أتمنى لكم التوفيق. ريما الزغيّر

الفنان التشكيلي حمود شنتوت Read More »