Author name: Tahani-Saker

معاناة المرأة المطلقة وأولادها

معاناة المرأة المطلقة وأولادها

معاناة المرأة المطلقة وأولادها بين قصور القانون وتحايل الرجل منذ أسطورة “عشتار” آلهة الخصب والجمال.. مروراً بـ “زنوبيا” ملكة تدمر.. والإمبراطورة السورية “جوليا دومنا” والدة قيصر روما العربي.. إلى السيدة مريم العذراء والدة المسيح عليه السلام.. كانت المرأة السورية عبر العصور والحضارات جزءاً مباشراً أو غير مباشر في صناعة المجتمع السوري وتقدمه روحياً وحضارياً.. بل وفي تقدم الإنسانية بشكل عام. حين نذكر المرأة السورية.. تتدفق إلى أذهاننا صور تؤرخ لعظمة نساء ساهمن في تحقيق الاستقلال السوري.. ومررن إلى عصر المعرفة بنجاح في الجوانب الثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وصولاً إلى نهضة عامة للمجتمع. واليوم.. وعلى الرغم من النقاط المضيئة في حياة المرأة السورية قديماً وحديثاً من خلال تبووئها مناصب رفيعة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً.. ما زالت المرأة تناضل للحصول على بعض من حقوقها المدنية والشرعية، وللتخلص من ظلم الطلاق والهجر الذي يسبقه إخضاعها لسيطرة الرجل والمجتمع بسبب منظومة الأعراف والتقاليد والقوانين المستندة زيفاً إلى الموروث الديني. وفي التحقيق التالي نحاول تسليط الضوء على جزء من هذه المعاناة من خلال الإطلاع على بعض إحصائيات انتهت إليها المحاكم الشرعية في كافة المحافظات السورية، حيث نلحظ تزايداً مستمراً لعدد دعاوى التفريق بين الأزواج، ففي دمشق وحدها عام 2008 وصلت حالات الطلاق لـ 5242 حالة، وبالتأكيد هذا العدد يتكرس سنوياً زيادة أو نقصان. وهذه الحالات والقضايا ترافقها قضايا أخرى تتعلق بحضانة الأولاد والنفقة وتأمين السكن للحاضنة وما شابه، ولكل قضية تفرعاتها. أهمية الاستقلال الاقتصادي للمرأة من جهتها ترى الدكتورة ديالا الحاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية أن أهم معاناة للمرأة المطلقة والحاضنة هي مشكلة النفقة،  وبحسب القانون فالنفقة يحددها القاضي الذي يعتمد على حساب معدل دخل الزوج، وتضيف: برأيي أن هذه النفقة لا تكفي، وينبغي أن تستقل المرأة اقتصادياً لتكون مستقلة في قراراتها دون الاعتماد على الآخر. وفي موازاة واقع مؤلم تعيشه المرأة المطلقة والحاضنة، فثَمَة واجبات تحتمها المسؤولية الرسمية والشعبية تجاهها ومنها ما ذكرته الدكتورة ديالا الحاج عارف عن “عقد شراكة بين وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية تطوير المرأة، حيث استحدثت الجمعية مأوى للنساء اللواتي تعرضن للعنف، ولإعادة تأهيلهن ليكن منتجات ويحققن دخولاً مادية لإعالة أنفسهن وأولادهن. لكن في الوقت ذاته ترى الدكتورة ديالا بأن “الجهود السابقة لا تنفي أن قوانين تنفيذ إجراءات الطلاق غير منطقية و”ذكورية” وبحاجة إلى إعادة نظر”. وللحديث أكثر عن “مأوى النساء المعنَفات” التقينا مديرة الجمعية السورية لتطوير دور المرأة رانيا الجابري طلاس، حيث قالت: “في هذا المأوى تتعلم النزيلات بعض الحرف اليدوية البسيطة ومن ثم نسوّق ما ينتجنه لإعالة أنفسهن، إضافة لإشراكهن في دورات للحاسوب ونقدم لهن استشارات اجتماعية وطبية وقانونية مجاناً”. الجهل أهم أسباب الطلاق في المنوال ذاته تضيف رانيا الجابري طلاس: “إن الجهل والفقر من أهم أسباب الطلاق، فالجهل يضعف شخصية المرأة ويجعلها خاضعة لخوف شبح الطلاق، ويجعلها تلتزم الصمت عن المطالبة بحقوقها المشروعة خشية إغضاب زوجها وبالتالي طردها من منزل يأويها وتشريدها مع أولادها”. وترى السيدة رانيا “أهمية رفع سويَة العلم لدى المرأة لمواجهة هكذا أزمات، وضرورة إعادة النظر في قضية تحديد “النفقة”، إضافة لإجراءات الطلاق التعسفي”. وتضيف: من السهل على بعض الرجال التحايل على القوانين وتقديم شهادة “فقر حال” للتهرب من مسؤولياته كمنفق على زوجته وأولاده، الأمر الذي ينعكس على حال أطفالهم الذين يشعرون بالحرج أمام زملائهم نتيجة “العوز” الذي يعانونه مقارنة بأقرانهم، إضافة إلى أن مكان لقاء الزوجين المنفصلين غير مؤهل نفسياً لوجود أولادهم، حيث ينعدم فيه “الجو الأسري” ما يؤدي إلى تزعزع شخصية الطفل. الطلاق التعسفي وحسب تجارب سابقة لنساء مطلقات، فإن معاناة معظمهن تأتي نتيجة تعرضهن لما يوصف بـ “الطلاق التعسفي” ، ويشير المحامي نذير سنان إلى أن “المشرّع السوري انتبه لهذا الأمر وعدَل قانون الأحوال الشخصية رقم 95 لعام 1953 بالقانون 34 لعام 1975، وأهم ما فيه أنه إذا تبين للقاضي أن الزوج متعسف في طلاقه لزوجته دونما سبب معقول، وأن الزوجة سيصيبها نتيجة الطلاق بؤس وفاقة، جاز للقاضي أن يحكم للزوجة على مطلقها بحسب ماله ودرجة تعسفه بتعويض لا يتجاوز مبلغ نفقة ثلاث سنوات لأمثالها إضافة لنفقة العدة، وللقاضي أن يجعل دفع التعويض دفعة واحدة أو شهرياً بحسب مقتضى الحال”. ويقول المحامي سنان: “الطلاق التعسفي هو انحراف الزوج عن السلوك والأخلاق وما حددته الشريعة على الزوج من واجب حماية زوجته وأولاده بما لا يقل عن حمايته لأمه، بحيث لا يفرق الزوج بين حقوق أمه عليه وبين حقوق زوجته، فهي أم أيضاً”. ويضيف: “الطلاق التعسفي يتعارض مع حقوق أفراد الأسرة في المجتمع السوري، ويعطل حقوقهم في الحياة، ويخالف أهداف الزواج الذي شرعه الله في شريعته”. ويأسف سنان “لنتائج تطبيق قانون الأحوال الشخصية الخاص بـ”النفقة” رقم 59 لعام 1953 وتعديلاته حتى نهاية عام “2008”. ويشير إلى أن “الجدول المرفق رقم (1) يؤكد ضرورة تعديل بعض مواد قانون الأحوال الشخصية الخاصة بحماية الزوجة والأولاد إضافة إلى أهمية إفساح المجال للقاضي بالتصرف فيما يراه مناسباً وإنسانياً لفرض نفقة حضانة للزوجة وأولادها تكفيهم العوز وتسد احتياجاتهم الأساسية. المعاملة على أساس المساواة في الإطار ذاته تتفق هند قبوات المستشارة الدولية وسفيرة حل النزاعات مع الرأي السابق لجهة “ضرورة إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية وإجراء تعديلات تناسب تطور الزمن”، فالحكم في الأحوال الشخصية ينبغي أن يكون للقانون المدني المناسب لمختلف المذاهب والطوائف، بحيث يصبح لنا كمواطنين سوريين قانوناً موحداً لأسرة علمية متطورة يستند إلى الدستور وتكون المعاملات على أساس المساواة بعيداً عن أي تمييز. وترى قبوات أن “القانون الحالي للأحوال الشخصية في سورية يعاني من ثغرات ينبغي تداركها وتقييدها دفعاً للضرر، فلا ضرر ولا ضرار، والمطلوب نفقة إعالة يتوجب ألا تقدَر بحد أدنى للكفاية بل بما يليق لبناء أفراد متكاملين ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وضرورة توفير مسكن مؤهل للمرأة الحاضنة لرعاية أولادها دون الحاجة إلى تسول حقها الشرعي من الأهل والأقارب والجمعيات الخيرية، ولن يتحقق ذلك بحفظ الحقوق من خلال قوانين تمنع الزوج من ارتكاب قرارات تعسفية ضد زوجته وأولاده. وتشير المحامية هند قبوات إلى جانب آخر يساعد في حفظ حقوق المرأة يتعلق  بـ”أهمية المعرفة والعلم للمرأة وضرورة تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية لمحاربة جهل الفتيات والنساء وتمكينهن من حقوقهن المشرعة لهن، فالمرأة التي تملك المعرفة قادرة على مواجهة تحديات الحياة، ومن خلال التنمية الثقافية والمعرفية ستكون المرأة مؤهلة للاعتماد على نفسها بعيداً عن “مزاجية” الرجل أحياناً وعن التقاليد الجائرة أحياناً أخرى”.   المرأة أكثر من نصف المجتمع من جهة ثانية، يردد البعض فكرة أن “النفقة للزوجة ينبغي أن تتبع الزمان والمكان”، وأن “نمو الأولاد وزيادة احتياجاتهم سبب مبرر لزيادة النفقة”. ذلك ما أكدته مديرة تحرير مجلة المعارج لحوار الأديان هند عبيدين، حيث تقول: “المرأة ليست نصف المجتمع عدداً فقط  بل أكثر من ذلك بحكم تأثيرها في أولادها وأسرتها والمجتمع عامة، والدفاع عن المرأة وحقوقها ليس دفاعاً عن شخصيتها بل دفاعاً عن قيم التحضر والتقدم والتنمية وقيم العدل والمساواة التي جاء بها الدين

معاناة المرأة المطلقة وأولادها Read More »

مطلقات والسبب... والدة زوجي عرّابة أقواله وأفعاله

مطلقات والسبب… والدة زوجي عرّابة أقواله وأفعاله

مطلقات والسبب… والدة زوجي عرّابة أقواله وأفعاله طفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر، ولم أعثر على امرأة تمشط شعري الأشقر، وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السّكر… فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر!! كلمات نسجها الشاعر “نزار قباني” لتعكس ظاهرة وواقع يحتاج للوقوف عنده مطولاً، فمن الطبيعي أن يشبّ الطفل ليصبح رجلاً له شخصية ورأي حازم، ويرتبط بامرأة مقتنعة هي الأخرى بأنها شريكة حياته في السرّاء والضرّاء وصاحبة الرأي الصائب في حل مشكلاته، لتصطدم بالواقع وتجد نفسها المرأة الثانية وأحياناً المهمّشة. فبعض الأزواج تبقى حياتهم معلّقة بأمهاتهم بشكل يشذ عن الطبيعة، وتبقى الأم كاتمة الأسرار و صاحبة الحضن الدافئ، وأحياناً يشتكي الزوج إليها من زوجته ليريها أنها أفضل إمرأة في العالم. بعد وفاة والده نام عند أمه أربعين ليلة أثبتت بعض الدراسات أن أكثر الأزواج تعلقاً بأمهاتهم هم الأقدر على إسعاد زوجاتهم وأكثر إرضاء لهن، ولكن الواقع يعكس حالات مخالفة تماماً، فكثير من قصص الزواج التي تكون فيها والدة الزوج هي المسيطرة تنتهي بالفشل، وهذا ما حدث مع “نور” 26 عاماً موظفة في البنك التي بدأت حديثها بصوت حزين: “منذ أيام الخطوبة شعرت بتعلق زوجي بوالدته، حيث كان لا يستطيع اتخاذ أي قرار إلا بعد مشورتها، فقد تدخلت بكل شيء “ديكور المنزل، يوم العرس ومكانه، عدد المدعوين، حتى أنها اختارت باقة الزهور التي حملتها يوم عرسي”، ولأنني كنت أحبه رضيت بالأمر الواقع لتبدأ المشاكل بعد الزواج، وكان أكثر ما يغضبني شعوري بالتهميش، فكان يعاملني كإمرأة غريبة وأنا آخر من يعلم بأخباره، وعندما يعود من العمل يدخل لشقة والدته ويبقى عندها بالساعات، وكثيراً ما كان يسافر معها ويتركني، إضافةً إلى اعتذاره عن أي مناسبة إن لم تكن والدته مدعوة، وتحمّلت جميع هذه الأمور التي أوصلتني لمرحلة اليأس، ولكن ما أوصلني لمرحلة “الطلاق” أنه بعد وفاة والده نام عند أمه أربعين ليلة وتركني في المنزل وحدي بحجة أن “والدته” هي في حاجة شديدة له. زوجي طفل أمه الصغير عندما تكون كل أقوال وأفعال الرجل مبنية على آراء والدته، يتحول المنزل إلى سجن يبعث على التوتر والاكتئاب هكذا بدأت ربى “32” عاماً متزوجة من المهندس “حسام” حديثها لتكمل: “لم أستطع أن أتعرف على حسام جيداً قبل الزواج بحكم أن عمله يتطلب السفر، لذلك لم ألاحظ أنه طفل تلقنه والدته كل أفعاله وأقواله، لتبدأ المشاكل بعد اليوم الأول من الزواج، عندما اتخذ قرار بإلغاء فكرة شهر العسل اختصاراً للتكاليف، وكنت قد سمعتُ والدته تقترح عليه هذه الفكرة، وبعد فترة شهرين علمت بأنني حامل، وحين أخبرته كانت سعادته لا توصف ليعود مساءً من منزل والدته ويقول “يجب أن نتأكد من هذا الحمل”، رغم التحاليل وعلمه بأنني زرت الطبيب مع والدتي، فكانت المشكلة أنه لا يثق بأي رأي أو فعل إلا إذا كان صادر من والدته، وهكذا قضينا السنة الأولى تحت رحمة قرارات “حماتي”. وبعد أن جاء طفلنا الأول، سافر “حسام” ليعود بأفكار أمه الغريبة، حيث  تركني ستة أشهر عند والدتي، فحزمت حقائبي لأعود معه إلى المنزل ونقضي شهرين كأي زوجين طبيعيين لأتفاجأ بقوله ” لا داعي للعودة إلى المنزل سأبقى هذه الفترة عند والدتي”، وبعد تدخل الأهل ومغالطتهم للفكرة اقترح أو بالأحرى اقترحت والدته أن تبقى معنا في المنزل طوال فترة الشهرين حينها طفح الكيل وطلبت الطلاق لا يراني إلا من خلال أمه وتصرفاتها أما مشكلة “هدى” وهي ربة منزل وأم لطفلين، زوجها لا يراها إلا من خلال أمه وتصرفاتها أو بالأحرى يبحث عن أم أخرى حسب وصفها، وتابعت: “زوجي يعلّق على كل تصرفاتي، أمي لم تكن تفعل كذا.. وأمي كانت تتصرف بطريقة أخرى لو واجهتها نفس المشكلة، وأصبح شبح “حماتي” يطاردني في كل زوايا بيتي وفي كل تصرفاتي، من جزئيات ترتيب البيت، إلى الطبخ وتربية الأبناء، وأضافت “هدى”: “تحملّت بما فيه الكفاية تبعات هذه المقارنة، على الأقل عندما كان الأمر لايتعدى حدود التعليق أو مجرد التلميح، لكن حين أصبحت كل تصرفاتي كزوجة لا ترضيه، لأنها ليست طبق الأصل لتصرفات أمه، أصبح زواجنا على حافة الفشل”. الشيخ راتب النابلسي “لا  يجوز أن يطغى حق الأم على حق الزوجة” عندما استشرنا فضيلة الشيخ د.”راتب النابلسي ” في موضوعنا هذا كان رأيه على النحو التالي: “إن الله عز وجل ورسوله الكريم يحذران من الظلم سواءً تجاه الزوجة أو أي شخص آخر، قال رسول الله (ص): “أعط كل ذي حق حقه”، فلا  يجوز أن يطغى حق الأم على حق الزوجة أوحق الزوجة على حق الأم”. ويؤكد “الشيخ” على أن طاعة الأم واجب على الرجل دون أن يظلم زوجته، فإذا كانت توجيهات الأم فيها إخلال بحقوق الزوجة لا يجوز تنفيذها، لأن في ذلك عصيان لأوامر الله عزّ وجل، قال “ص”: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”. كما يطلب “فضيلة الشيخ” من الرجل أن يكون حكيماً وعادلاً بين أمه وزوجته، حتى لو اضطر أحياناً إلى الكذب الإصلاحي الذي لا يؤدي إلى أكل الحقوق، كأن يقول لوالدته ” طبخك أطيب من طبخ زوجتي”. الرجل عندما يفتقد الحنان من زوجته يبحث عنه خارجاً.. إذا كانت الكثيرات من الزوجات قد وجدن تعلّق الرجل بوالدته مشكلة وسبباً “لخراب البيوت”، فهناك آراء تخالف هذه الفكرة و تعتبرها أمر طبيعي بعد أن ربّته وعاش معها فترة طويلة. فقد عبّرت “منى” عن رأيها وهي طبيبة وأم لطفلين بقولها :”لا أعتقد أن تعلّق الرجل بوالدته ومقارنتها مع زوجته فيه إنقاص من دور الزوجة كإمرأة، خصوصاً إذا اعتبرت الزوجة أن أقرب إنسان وأحب إنسان للزوج هي أمه، وإذا أراد الزوج أن تكون زوجته قريبة من شخصية وتفكير والدته فلأنه يحبها ويقدرها. أما “مروان” وهو محامي في الـ “55” من عمره، يقول بخصوص هذا الموضوع: “إن الأم هي أكثر إنسانة تفهم ابنها، وتعرف ما يحب وما لا يحب، ولكن هذا لا يعني أنها تسيطر عليه أو تحرّكه، ويضيف: “عندما يكون هناك خلاف وعدم تفاهم بين الزوج والزوجة، تبدأ هذه الخلافات والمقارنات لأن الزوجة لم تستطع أن تنشر الأمان والاستقرار في المنزل، فالموضوع لا يتعلق بارتباط الرجل بوالدته، وإنما يبدأ من عدم التفاهم بين الزوجين وتفكك في العلاقة الزوجية نفسها فيلجأ الرجل لوالدته ليشتكي إليها”. ويشاركنا المهندس عمار قائلا: “الرجل عندما يفتقد الحنان من زوجته  يبحث عنه خارجاً، ويعيش في ذكرى طفولته وحنان والدته الذي افتقده بين ليلة وضحاها”. ويتعجب من النساء اللواتي يغضبن لذلك، وبرأيه أن يأخذ الرجل الحنان من والدته أفضل بكثير من أن يبحث عنه عند حبيبة أو زوجة أخرى. رأي مختص أمّا  الدكتور “يوسف لطيفة” الاختصاصي بالأمراض النفسية فقد أبدى رأيه بالموضوع موضحاً: “غالباً ما تكون العلاقة بين الرجل ووالدته طبيعية وصحيحة ، حيث تكون الأم هي الناصحة والمحافظة على مصالح ابنها ضمن حدود لا

مطلقات والسبب… والدة زوجي عرّابة أقواله وأفعاله Read More »

تحقيقات العدد الثالث

تعلق الرجل بالمرأة اللعوب.. تنفيس عن رغبات مكبوتة تلغي القيم وتخلط بين الحلال والحرام!! ظاهرة غريبة تفشت في مجتمعاتنا العربية منذ فترة ليست بقليلة لكنها تتزايد يوماً بعد يوم لدرجة أنها أصبحت “كارثة”!؟ هل يكفينا أن ندق جرس الإنذار في كل بيت أم أننا نحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير!؟ ما الذي يردع الرجل عن ارتكاب خطايا اللهاث خلف الفتاة اللعوب بعد أن غابت القناعة والرضا عن قاموس حياته؟؟ لماذا يعبث الرجل بحياته كطفل صغير دون أن يدرك حجم الأذية التي يرتكبها بحق زوجته وبحق نفسه. السمعة وكلام الناس صفات تُحاسب عليها المرأة فقط ، أما أغلبية الرجال فإنهم يتباهون بأي ذنب أخلاقي يرتكبونه وكأنه وسام للتفاخر به أمام الآخرين!! تساؤلات غريبة وكثيرة تفضي إلى أجوبة أكثر غرابة أجريناها في هذا التحقيق… المرأة اللعوب تُفرح القلوب الدكتور “سالم” أخصائي بالأمراض النسائية فسّر هذه الظاهرة “بالجملة البديهية التي يبرر بها الرجال نزواتهم دائماً” حيث قال: “يبحث الرجل في هذه العلاقة عن شيء ينقصه مع زوجته حتماً، فلو كان مكتفياً لما لفتت انتباهه أي امرأة، وأعرف الكثير من الرجال الذين يهربون من بيوتهم ليرتموا بأحضان أي امرأة حيث يجدون السعادة بهذه العلاقة التي تتحول مع الأيام إلى عادة وإدمان وربما تتطور إلى حب وزواج لكن النهاية تكون غالباً فراق وطلاق”. أما السيد “سامر” تاجر فله مبرر آخر حيث قال: “الغيرة دفعتني إلى دخول هذا العالم المشبوه فقد رافقت أصدقائي أكثر من مرة إلى أماكن السهر، واكتشفت أن كل واحد منهم لديه “صديقة”، ودون أن أشعر رأيت نفسي متورطاً في علاقة غير شرعية مع فتاة تعمل في الملهى وجدت في هذه العلاقة شيء غريب عن المعتاد وبعيد عن المألوف. أسلوب هذا النوع من النساء في التعامل مع الرجل غريب ويبهر ويشد ويأسر”!! من يجرب الانحراف والشذوذ عن الحياة الزوجية مرّة يستمر في ذلك مئة مرة، بهذه العبارة بدأ المحامي “أمجد” حديثه مؤكداً أن الزوجة قد تصفح عن نزوة زوجها إذا شعرت أنه نادم بالفعل وإذا كانت تحبه وتريد الحفاظ على بيتها واستقرار أسرتها لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هل يستطيع الرجل أن ينسى هذه النزوة والخطيئة التي ارتكبها ويعود لزوجته بكل كيانه وحبه أم أنه يركض مسرعاً عند كل خلاف تافه وصغير مع زوجته إلى أحضان الحب الحرام!؟ ويتابع السيد “أمجد” قائلاً: “الرجل مخلوق أغرب بكثير من المرأة ولا يعرف ماذا يريد بل يترك الحياة تأخذه أينما تريد. في عصرنا هذا المرأة هي التي تختار الرجل وتجره إلى الخطيئة وهو ليس أكثر من أداة للتنفيذ”! الزواج واجب.. والحب يبيح لنا ما نشاء!! السيدة “د. ج” تقول عن رأيها في هذا الموضوع:” يجد الرجل متعة أكبر مع المرأة اللعوب حتى لو كان متزوجاً فهو يشبع غرائزه ورغباته الجنسية بطريقة يخجل أن يقوم بها مع زوجته. المرأة اللعوب تبادر بحركات غريبة من تلقاء نفسها وقبل أن يطلب منها ذلك، بالإضافة لأنه يريد أن تبقى زوجته دائماً امرأة مثالية ومربية صالحة لأبنائه وبالتالي يجب ألا تقوم بهذه التصرفات، وربما لأنه لا يريد من داخله أن تتفتح زوجته على هذه الأمور، ويفضّل أن تبقى دائماً في نظره الزوجة التقليدية”. السيد “ف، ر” مهندس معروف بسمعته الطيبة وأخلاقه العالية، زوجته امرأة مثقفة وجميلة ومن عائلة معروفة، ورغم ذلك أقام علاقة عاطفية مع امرأة أخرى يقول:” لا أعرف كيف حدثت هذه العلاقة، التقيت بها في إحدى السهرات ورغم أنها كانت برفقة رجل لكني أعجبت بها بشدة، وشعرت بانجذاب غريب تجاهها لدرجة أنها لاحظت ذلك، ولم تتردد بأن ترمي لي برقم هاتفها من تحت الطاولة. استغربت من جرأتها، ولكني لم أتردد بالاتصال بها، ورغم معرفتي بأن سمعتها سيئة تعلقت بها ونشأت بيننا علاقة عميقة كانت تتطور يوماً بعد يوم إلى أن وجدت نفسي وقد تزوجتها من شدة حبي لها، وكانت تقنعني طوال الوقت أنني الرجل الوحيد في حياتها وأنها قطعت كل علاقاتها السابقة مع غيري، ولأنني أحببتها صدقتها وأخفيت الأمر عن “أم أولادي” تلافياً للمشاكل إلا أن زوجتي علمت بزواجي الثاني ولم تتقبل الموضوع أبداً، وبعد إصرارها الشديد على الطلاق انفصلنا، لكني اكتشفت بعد ذلك بأني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي فقد عادت زوجتي الثانية إلى ماضيها، وصارت تخرج كثيراً من المنزل دون أن أعلم، وبالنهاية اكتشفت أنها تخونني، وهنا شعرت بالذنب الكبير، وبأنني تسرّعت بالزواج من امرأة كان همها الوحيد هو المال والتسلية، وصارت عندي قناعة أن هذا النوع من النساء من المستحيل أن يعرف معنى الحب والإخلاص والحياة الزوجية، وكما يقولون: “من شب على شيء شاب عليه”. خسرت زوجتي وأبنائي وسمعتي والسبب امرأة لعوب دمرت حياتي”. سلطان الحب على عقل الرجل! تزوجها بعد علاقة حب لكن عائلته وأصدقاؤه كانوا دائماً يلفتون نظره إلى أن تصرفات زوجته ليست طبيعية، وبدوره كان يدافع عنها دائماً ولا يسمح لأحد بأن يتكلم عنها بطريقة سيئة، ومع مرور الأيام والسنوات أصبح يتلقى أخباراً كثيرة من أشخاص مجهولين بأن زوجته تخونه، وعندما كان يسأل زوجته كانت تبكي بشدة وتتهمه بأنه لا يثق بها، فيتراجع عن اتهامه مباشرة ويضعف أمام دموعها الغالية جداً على قلبه، حتى جاء اليوم الذي استيقظ فيه من غفوته حيث أرسل إليه أحد الأشخاص الصور التي تثبت خيانة زوجته له، وفي تلك اللحظة انهار الزوج العاشق والمخدوع وأسرع إلى والدته يشكي لها همه، وبسرعة البرق أخبرت الأم كل أفراد العائلة بهذه الفضيحة وطالبه الجميع بأن يطلقها، وفي زحمة المشاعر المتقلبة التي عاشها الزوج نفّذ قرار الطلاق مباشرة انتقاماً لكرامته المجروحة، وعاش في أزمة نفسية لا توصف من العذاب والصدمة التي لم يستفق منها إلا بعد عدة أشهر، لكن المفاجأة الأكبر أنه شعر بحنين كبير لزوجته، وندم لأنه طلقها لدرجة أنه صار يبكي كالأطفال أمام أصدقائه وأهله ويطلب منهم أن يعيدوا زوجته التي يحبها إلى أحضانه. أما الزوجة فلا يعنيها هذا الأمر أبداً وتعيش حياة التسلية واللهو مع أي رجل تلتقيه! الآنسة “ناديا” موظفة تقول من خلال التجارب التي تراها أو تسمع عنها: “الرجل يهوى المغامرة سواء أكان سعيداً في حياته الزوجية أم غير سعيد، وسواء أكان متزوجاً أو عازباً، حتى لو كانت زوجته أجمل نساء العالم وأكثرهن ثقافة وعلماً، لأن الرجل طمّاع بطبعه ويحب إثبات رجولته أمام رفاقه وبأنه محبوب ومرغوب من كل النساء، بالإضافة لأنه إنسان ملول ويهوى التغيير في حياته. المشكلة هي في تركيبة الرجل الذي ليس أمان وليس في المرأة، لأنها مهما فعلت لتسعد زوجها فلن يكون راضياً وسعيداً، ويظل يشكي ويتذمر ليبرر لنفسه أي نزوة، والكثير من الرجال يختلقون العيوب في زوجاتهم ويفتعلون المشاكل حتى يجدون سبباً يحررهم من قيود الالتزام الزوجي، فتصبح أي امرأة في الشارع أحسن من زوجاتهم، والقليل من الرجال يكونون

تحقيقات العدد الثالث Read More »

امتحانات الثانوية العامة أصبحت كالوباء المدمر..

امتحانات الثانوية العامة أصبحت كالوباء المدمر..

امتحانات الثانوية العامة أصبحت كالوباء المدمر.. الثانوية العامة “قنابل” من الضغوطات يكتوي بنارها الجميع.. بعض الآباء والأمهات ينسون ما كانوا عليه في صغرهم، ويبدؤون بمحاكمة أبنائهم بقولهم “عندما كنت بعمرك، كنت أفعل كذا وكذا، كنت الأول في المدرسة” وهكذا، حتى يتهيأ للابن أنه أمام ملاكين وليسا من لحم ودم، ينشأ الشاب أو الشابة في بيئة من الضغوطات النفسية والتلقينية، فبالإضافة إلى ضغط الثانوية العامة  والرعب من  نتائجها، هناك حرب قائمة بين الأهل والطالب، حتى يضطر الابن للكذب أحياناً تجنباً للشجار!! العلاقة بين الشباب وآبائهم يسودها حالات، منها الخوف والرعب والقلق ومنها الطمأنينة، وفي كل  الأحوال الجيل القديم يؤثر في الشباب رغم أنفه، فالشاب يتأثر بشكل غير مباشر ودون أن يدري والأم أمنيتها في الحياة أن تكون “أم الدكتور أو المهندس” وكذلك الأب، فيمتلئ الشاب بحلم الكلمات الرنانة التي تشكل له هاجساً ليلاً نهاراً، وبدل أن يحاول الأهالي تفهم الشباب وتخفيف ضغط “البكالوريا” الشديد، يشاركون في هذه الملحمة التي أصبحت “غول” اسمه الثانوية العامة حيث تصبح “كالعنقاء” تؤرق حياة الجميع. أمراض الثانوية العامة.. كثير من الأهالي يلجؤون إلى الشجار اليومي مع الطالب، فعندما  يجدوه ينصرف قليلاً إلى التلفاز يبدؤون بزجره والشجار معه، بأنه يضيّع الوقت الذي هو كالسيف، ويبحثون له عن ملخصات ومدرسين خصوصيين حتى ولو كان لاحاجة له بذلك. وآخرون يعيشون في وسط تربوي حزين لآباء متسلطين، يعيشون في كنف علاقات تربوية عنيفة وصدامات انفعالية شديدة تساهم في تكوينهم الذهني والعضوي يتلقفها الطالب أو الطالبة، خاصة الطلاب الذين لا يستطيع أهاليهم اللجوء إلى الدروس الخصوصية. لذلك فإن آثار القمع والتسلط الداخلي من الأبوين قد يشكل أزمة نفسية للشاب ويؤدي إلى تدميره ذهنياً وأخلاقياً في مراحل لاحقة من حياته، أو ربما قد يؤدي به إلى جلطة “دماغية أو قلبية”. حالات كثيرة أودت الطالب إلى الانتحار.. من منّا لم يسمع منذ سنتين بقصة “إسماعيل” طالب “البكالوريا” في مدينة “حلب” الذي انتحر بعد صدور نتائج الثانوية العامة، وأيضاً “زينب” في مدينة “طرطوس” التي انتحرت السنة الماضية!! “إسماعيل” كان طالباً  لا بأس به في مدرسته، حاول المستحيل لإرضاء أهله وتلك هي “طاقته” كان الأهل يعيّرونه دائماً بأبناء أعمامه “الأطباء والمهندسين”، وغالباً ما كان ينشب الشجار بينه وبين والده عقب كل امتحان بعدوانية كلامية “فاشل ما رح تدخل جامعة بحياتك” هذا الضغط قد قاد “إسماعيل” إلى اليأس ومن ثم الاكتئاب وبعدها الانتحار..! وكذلك الطالبة “زينب”، فانتحار الشباب يرجع إلى ظروف أسرية النشأة وليس لها علاقة بالامتحانات، الشاب يتحمل الضغط والحفظ والتلقين والذاكرة القوية نضيف إليهم الرعب والخوف والقسوة.. رأي مختصين: تبين الدراسات أن العنف التربوي يؤثر بقوة في عملية نمو الدماغ واستقراره، وقد يصل هذا التأثير إلى مستوى تدمير الدماغ وشلّ القدرة العقلية لدى الشباب، فيصبحون ضحايا العنف التربوي وحسب درجته في هذا النطاق يتحدّث عالم الأعصاب الدكتور “أنطونيو داماسيور”على المستوى البيولوجي العصبي: “أثناء الخوف من العقاب، يعاني الشاب فرط إفرازات  هرمونية مضطربة تؤثر مباشرة في النسق الوظيفي لعمل المخ ونموه وتضع الجسد في حالة استنفار كامل لمواجهة الخطر، فإن ردود الفعل تكون في حالة الدفاع أو الهرب أو الضياع أو في حالة التوتر والاكتئاب الشديد، وبالتالي فإن هرمونات الاكتئاب والصدمة تتحول إلى قوة تفتك بالجسد، فتهجم على النظام العصبي لدى الفرد وتلحق به أشد الأضرار لأن اضطرابات النظام الدماغي يمكنها أن تؤدي إلى عطالة وظيفية في طبيعة الدماغ ولا سيما في الدورة المجهرية للعصبونات الدقيقة”. كيف نوقف مآسي الثانوية العامة؟! أحد الآباء المهندسين قال لنا: “لقد شققنا طريقنا في ظل منظومة من المحرمات فرض علينا البحث عن وجودنا في الحياة خلف أبواب مغلقة لم تجد منفذاً، بالإضافة إلى قسوة “الدنيا” ومع ذلك صرنا وصنعنا مستقبلنا، واجتهدنا وتفوقنا لكي نخرج بشيء نتسلح به، بالإضافة إلى أننا تفوقنا على أقراننا ودخلنا كلية تفاخر بها والدانا أمام أقاربهم، ولكي نشعر أننا أفضل من الآخرين، لكن هذا الزمان غير زماننا، فهناك “الفضائيات” و “الكمبيوتر” وتطورات أخرى، ولا يمكن أن نقارن بين ما كنّا عليه وبين حياة أبنائنا، فالشاب المراهق يعيش بين حرب نفسية رهيبة، منشأها ذلك التطور الساحق في العالم وهو يريد أن يصل بسرعة إلى المال والشهادات والمستقبل دون أن يمر بمراحل عديدة، لذلك وجب على الأهل تقديم النصائح والإرشاد للشاب بدل تلك الحرب النفسية الرهيبة التي يعيش بين أجوائها ولنضع أسوأ الاحتمالات إن فشل الطالب في الثانوية العامة فهناك المهن العديدة، أو إعادة الثانوية واحتمالات أخرى”. طرد المخاوف من المستقبل.. “العلم كالهواء والماء” مقولة خالدة للأديب “طه حسين” لربما كان هذا في زمن غير هذا الزمن وظروف غير تلك الظروف، ففي هذا العصر أصبح  المال أهم من العلم بالنسبة للشباب، وكم من شاب قد تخرج من أفضل الجامعات ويعمل أعمالاً مهنية لا علاقة لها بشهادته الجامعية، لذلك على الآباء أن ينحوا إلى المرح والليونة بدلاً من الصرامة والجدية والرعب “إنكم تكسبون المعارك أكثرها إذا استعملتم العسل بدلاً من الخل”. ومن غير المحبب أن نهين الطالب أو نجرح مشاعره أو نعيّره بأقربائه وجيرانه فيصبح منبوذاً.. يقول الدكتور الفرنسي المختص في علم النفس “جوزيف لودو”: “حاولوا أن تكونوا مثلاً طيباً لأبنائكم وأن يكون الوالد كريماً في دعم ابنه وفي إعطائه الحب اللازم في هذا العمر، ادعموا أولادكم من خلال المكافآت والعطاء ولا تحاولوا أن تقللوا من شأنه وانقلوا إحساسكم بالرضا حتى وإن فشل في الامتحان، أشعروه بأنه قد بذل أقصى مجهود وليحاول أن يعاود الكرّة، أبعدوا عنه الخوف الشديد من الفشل والقلق، ولنعلّمه أن هناك أشياء أخرى وأعمال عديدة ممكن أن يتعلمها ليصبح ناجحاً في المجتمع، واطردوا عنه المخاوف من المستقبل فلا يوجد أحدٌ كاملٌ في الحياة التي هي ليست فقط حكراً على شاب يرتدي سماعة وصدرية بيضاء أو من يحمل مسطرة بحرف “T”، هناك مهن عديدة في المجتمع بحاجة لها، وكلٌ ينجح في عمله، لذلك ولتطوير الشباب وتعبئة قدراته وطاقاته نحتاج خطة كبيرة طويلة الأمد، بالإضافة إلى تفهم الشباب واحترامهم وتقبل تفكيرهم المختلف، فإذا كان الشاب لم يتعلم كيف ينقذ نفسه بنفسه، وأن يتوقف عن النظر حوله، والتطلع لما في يد غيره، تاركاً قدراته تشيخ مع الزمن، وجب علينا أن نحاوره ونقدم له الحب بغض النظر عن الآخرين، ولنبين له أن فلسفة الإرادة هي الفلسفة الوحيدة التي أثبتت نجاحها على مر العصور، وأنه لا مكان للقلوب الضعيفة في هذا العالم، لنحاول أن نكون أصدقاء ونوجد له الحلول المناسبة إذا فشل في امتحان الثانوية العامة.   فاديا ناصر

امتحانات الثانوية العامة أصبحت كالوباء المدمر.. Read More »

أفعى الحشيش والمخدرات تجتاح الوطن العربي!!

أفعى الحشيش والمخدرات تجتاح الوطن العربي!!

“أفعى” الحشيش والمخدرات تجتاح الوطن العربي!! أما من سبيل لقطع رأس “الأفعى”؟؟ الحشيش “شجرة القنب” أكثر المخدرات انتشاراً في العالم عموماً وفي الوطن العربي خصوصاً، ذلك لرخص ثمنه وسهولة تعاطيه وتأثيره السريع على الجهاز العصبي المركزي بوصول المادة “الحشيش” من الرئة إلى الدم ومنه إلى أنحاء الدماغ. ما سبب انتشار الحشيش؟؟ إن التطور الحضاري السريع وما ارتبط به من تغيرات في القيم الاجتماعية والمعنوية، والتغيرات التي طرأت على الأحوال الثقافية والاقتصادية والتعليمية، والتأثر بالحضارات الأخرى وانعكاسها على الأمة العربية، وانتشار الفضائيات المروّجة “للحشيش”، وبثّ الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، تبيّن فيه فوائد “تعاطي الحشيش” في الإبداع والراحة النفسية. إنهم شياطين العصر وأفاعيه، يمارسون غوايتهم الدنيوية على الشباب لإيقاعه في أسر سجن مسموم لا مفرّ منه وهو الإدمان..! الندم والحزن وتدمير الجسد والنفس.. تبين الإحصائيات حسب الأرقام الرسمية المتوفرة في الأمم المتحدة أن 29836 من الشباب في الوطن العربي يتعاطون “الحشيش” والمخدرات، وأن إجمالي عدد الجرائم كان سببها تأثير المخدر، وقد بلغت 2186 جريمة في الوطن العربي عام 2000، وكلهم من الشباب..! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لمَ الشباب.؟! هل لأن هذه المرحلة العمرية الخطرة من 15- 22 لا تقدّر ما الذي ينفعها والذي يضرها، وباعتبار أنه لا يوجد من يرشدهم إلى الطريق السوي فإن هؤلاء الشباب يتسمون بالرغبة في التحدي لكل ما هو قائم من عموميات ومسلّمات ويتسمون بالتهور والاندفاع نحو المغامرة. هؤلاء الشباب الذين هم عصب الأمة وأحلام المستقبل يصبحون تربة خصبة لتلقي ذلك الإلهام الباطني الشيطاني، فيسلكون طريق التخبط والعمى من سوء تصرفاتهم، ويعيشون في ظلام أبدي، هذا الشباب المنفلت من كل قيد يصوغ فضاء الظلمة الحالكة بدل أن يستثمر إمكانياته المدهشة والحيوية والنشاط، يندفع لاكتشاف أوكار الأفاعي والعقارب ووساوس الشيطان ومكنوناته الخبيثة وهواجسه الخفية، ليمارس كل ما هو محرّم ومؤذي ويغوص في الموبقات، وبعد فوات الأوان يحصد الندم والحزن وتدمير النفس، فيكتشف وجه القمر الأسود المعتم، فكأنه يفعل في نفسه كما يفعل العدو به. ما هي أسباب تعاطي “المخدرات” وتداولها: هناك عدة أسباب تدفع الشباب لتعاطي “المخدرات”، أولها أساليب التنشئة الخاطئة في البيت، وثانياًَ البعد عن الدين الذي ينهي عن المنكر، فحسب الإحصائيات المدونة في الأمم المتحدة أن 40% من الشباب المدمن هم ممن خرجوا من أسر مفككة مليئة بالمشاكل، فالأساليب الغير السوية في الأسرة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتكوين الشخصية المضربة، وتمارس عليها التسلط والإهمال، وإثارة الألم النفسي، التحقير والقسوة، والتفرقة في التعامل بين الأبناء تدفع الشباب للجوء إلى المخدرات لمضايقة آبائهم، وكأن الإدمان تعبير عن الرفض لهم ولمعاييرهم وسوء تربيتهم وطرق معيشتهم، وأيضاً إن وجد الشاب والده يتعاطى “الحشيش” أو إحدى أنواع المخدرات يكون تربة خصبة لتقليده. والسبب الثالث هو أنّ 21% من الشباب المتعاطي سببه التدليل الزائد في الأسرة والعيش في حالة الرفاهية واللامبالاة، كل شيء مسموح به، وعدم المسؤولية الذاتية، حسب مبدأ “اطلب تعطى”. أما السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات نسبة 70% منهم هو وجود أصدقاء السوء: إن مجاراة الأصدقاء المتعاطين، وخوف الشاب من الرفض، يؤدي إلى الإحباط والحزن والتوتر، فيجاريهم ليحظى برضاهم، والسبب أنهم يرفضون الصديق الذي لا يكون مثلهم، ويطلقون عليه الصفات والألقاب التي تقلل من شأنه.. هناك أيضاً أسباب أخرى، كنسيان المشاكل، وتخفيف الألم والرغبة في التقليد، وكذلك “الإشباع الجنسي”، فأغلب جرائم الاغتصاب تحدث تحت تأثير المخدر. يتنوع السلوك الغير سوي عند المدمن من ضرب وقتل وسرقة وتزوير واعتداء على الآخرين والانتحار، لأن المدمن يقدم على كل أشكال الانحراف غير الأخلاقي دون إدراك بسبب سيطرة “المخدرات” على دماغه، فمرحلة المراهقة الحرجة من أصعب ما تكون، وكثير من الأهل يضيّعون أولادهم بإهمالهم لهم، وقلة اهتمامهم بتوجهات أبنائهم ومن يرافقون، وماذا يفعلون، وإلى أين يذهبون؟! – وأيضاً التدليل الزائد يودي بالمراهق للانحراف والإدمان، كقصة “نادر” التي تداولتها وسائل الإعلام العربية، والذي انتهت حياته  بسبب الإدمان، فكثير من الأهل يضيعون أولادهم في تلبية كل ما يطلبون، كان “نادر” دائم الخلاف مع أبويه، وطلباته التي لا تنتهي مجابة مهما كان ثمنها، وبالمقابل المطلوب منه أن ينجح في دراسته وينال الثانوية العامة، وهو أمر مستحيل بالنسبة إليه بالرغم من الدروس الخصوصية، كان بليد الذهن، غير آبه بما يفعله أبواه من أجله، يصبّ كل طاقاته وتفكيره في ألعاب الكمبيوتر، ويقضي ساعات طويلة في غرفته المغلقة أو في “coffee-net” رامياً الدراسة وراء ظهره. من الدلال الكثير إلى الحرمان القاسي: في إحدى المرات اتصل مدير الثانوية بالأب ليطلعه على نتائج ابنه السيئة وسوء أخلاقه مع مدرسيه وأصدقائه، فجن جنون الأبوين وقررا نسف معاملتهم المدللة مع ابنهم، فطبقا عليه قائمة الحرمان ابتداءً من مصروف الجيب حتى إغلاق باب الغرفة عليه، ومنعوه من استقبال أصدقائه أو الذهاب معهم، لكن النتائج كانت بالغة السوء، فقد مضى أيام وحالة “نادر” تسوء أكثر فأكثر، وعلى رغم ذلك استجمع الوالدان قوتهما حتى لا تغلبهما العواطف علّه يعود ابنهما إلى جادة الصواب ولا ينسى هذا الدرس القاسي طوال حياته، وذات يوم عادا من العمل، وفور دخولهما المنزل توجهت الأم إلى المطبخ لتحضّر طعام الغذاء بسرعة، وتوجه الأب إلى غرفة النوم ليغير ملابسه، ثم دخل ليطمئن على “نادر” فصعق وأصدر صرخة مخيفة جعلت الأم تهرع من الخوف: “نادر” مرمي على الأرض، وإلى جانبه عدد من الأدوية وعدة عبوات فارغة مختلفة من “مهدئ” و”منوم”.. وغيرها. استجمع الأب قواه وطلب الإسعاف لكن الأوان قد فات، فقد فارق الابن الحياة قبل ساعات بسبب التسمم بالأدوية، وحسب تقرير الطبيب الشرعي أن الشاب مدمن  مخدرات وأنّ نقص هذه المادة يسبب فقدان التوازن و”هستيريا” لذلك لجأ إلى الحبوب المهدئة علّها تقوم بمفعول “المخدرات”. إن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بكل أنواعها يعود أيضاً للشعور بالإحباط والفشل ونوع من النسيان والهروب من الواقع الاقتصادي، وكأن الشاب يمارس نوعاً من العنف ضد نفسه، ويظهر ذلك في الانسحاب من الحياة الاجتماعية واللجوء إلى عالم المخدرات معتبره طوق النجاة. أما من سبيل لقطع رأس الأفعى وهو تاجر المخدرات؟! في سياق ذلك الموضوع الخطير سألنا الدكتور “ناظم حجل” أخصائي في الجراحة  العصبية فقال: “إن الحشيش وجميع أنواع المخدرات تؤثر على الجهاز العصبي للدماغ، فيشعر المتعاطي بالاسترخاء والنعاس والابتهاج والانتعاش بدايةً ثم الإحساس بضعف شديد في القدرة على التركيز والانتباه، لأن الإدمان يؤدي إلى ضمور دماغي يظهر بأعراض جمّة، منها خلل في التوازن الحسي والحركي مع زيادة ضربات القلب، فتجعل الشخص عنيفاً بالإضافة إلى فقدان الذاكرة والتدهور العقلي، وسوء الحالة المزاجية والصداع وانعدام الدافع والطموح، فيتحول إلى إنسان سلبي متلبد، ويأخذ طابع الشخصية العدوانية دوماً واختلال في الوظائف النفسية، وعلى المدى البعيد يؤدي إلى اضطراب القدرة الفعلية فيصبح وكأنه مجنون، وإن كل أنواع المخدرات والحشيش لها نفس النتائج السلبية وتؤدي إلى الإدمان. أما الدكتور “محمد حبش” فقد قال رأيه من

أفعى الحشيش والمخدرات تجتاح الوطن العربي!! Read More »

بيوت البغاء سرطان يستشري في الوطن العربي!!

بيوت البغاء سرطان يستشري في الوطن العربي!!

“بيوت البغاء” سرطان يستشري في الوطن العربي!! بنات الهوى يفعلن بالرجال ما لم تفعله بندقية ! عناوين استفزازية لكنها ليست “خطاً أحمراً” والسبب أن “بيوت البغاء” تنتشر بكثرة في الوطن العربي، وقد تعددت تسمياتها لكن الهدف واحد وهو الربح المادي، منهم من يسمونها “بيوت البغاء” أو “بيوت الهوى”، وتحت اسم “سياحة جنسية”، وخلف ستار “النوادي الليلية”، حتى فنادق الخمس نجوم لا تخلو من أماكن “الرقص”، وفيها تتم صفقات بيع أجساد النساء، فعلى مسرح الواقع تلك “الأوكار” تعد ظاهرة مرضية تتكاثر وتنمو في شرايين البلاد حتى بات انتشارها كالطوفان الجارف لا يقف أمامها لا قانون ولا تشريع سماوي. في هذا الملف نحاول أن نعرّي كل ما يتصورونه واقعاً مرعباً وحساساً ومحظوراً، ويكفينا أن تتحول المحاولة إلى مشكلة نطرحها عبر صفحاتنا، فلا نحن ولا أكبر قضاة العالم يستطيع أن يوقف ذلك الزحف السرطاني..! في قلب العاصفة: جذور هذه المهنة الغريزية تمتد بعيداً في أعماق تراب اللاوعي البشري، هي أقدم مهنة في التاريخ وكل حكومات العالم ترعاها تحت تسميات أخرى، وغايات مختلفة، والشيء الغريب أن الفتيات اللواتي يعملن داخل تلك النوادي الليلية والمطاعم وأماكن السهر والبيوت السكنية يحصلن على رخصة مصدّقة من الجهات المسؤولة والنقابات الفنية بصفة “فنانة – راقصة” أو “فنانة استعراضية” ليمارسن “البغاء” بعد انتهاء وصلاتهن.. إنها أماكن خطرة وتهدد مجتمعاتنا العربية، وهي الأقوى في استقطاب واستجرار التجار والشخصيات المرموقة والأثرياء بالإضافة إلى المنحرفين والمنحلين أخلاقياً، وهي الأقوى أيضاً في التحريض على القتل والسرقة بالإضافة إلى أنها أوكار لتعاطي المخدرات والخمر، في سرية تامة وخلف كواليس المواخير الرطبة التي لا ترى الشمس، والتي يديرها “مافيات” من رجال ونساء، تتم صفقات بيع أجساد النساء والتي تعد برأيهم مفصلاً من مفاصل الربح المادي، يتحركون في الظلام في أوكار نتنة تكثر فيها الجراثيم والجرائم والمجون وكل الموبقات، وكأنها أصبحت ظاهرة تتكاثر “كـالأميبيا” إذا بترنا طرفاً منها خرج مئات الأطراف، ولم يكفينا ما ابتلت به بلداننا العربية من راقصات محليات لتستورد راقصات أجنبيات، فها هي الراقصة “كاتيا” الأوكرانية التي تعمل في ملهى ليلي وتتحدث الإنكليزية بطلاقة جاءت لتنافس “أجدع” الراقصات، وقد كانت تعمل سكرتيرة في بلدها وما أن وطأت قدماها الأرض حتى تلقفتها “مواخير” الملاهي الليلية نظراً لجمال وجهها وجسدها، قالت إنها تمارس “البغاء” منذ سنة وهي مرتاحة وسعيدة بمهنتها: “أعيش حياة محترمة”!! ولم تكتفِ بالرقص لأنها تريد أن تشتري بيتاً في “أوكرانيا” كما قالت لنا. ما هي الأسباب التي دعت إلى تفشي “دور البغاء”: الابتعاد عن الدين: فهو يدفع المرء للتردد على تلك الأماكن وبجهالة متناهية، فلا يخافون الحساب ولا يعبؤون بالحلال والحرام. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض” وأيضاً : “لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساءت سبيلا”. الحالة الاقتصادية من فقر وجهل: أغلب قصص الفتيات اللواتي يعملن في “بيوت الهوى” خرجن من بيئة فقيرة أو مفككة، بل إنهن يجدن من يشجعهن على هذا السلوك المنحرف، فأم “نتالي” وجدت ابنتها جميلة جداً فأخذتها بيدها إلى عالم النوادي الليلية وهي تجهز أوراقها وتقف بها أمام موظف النقابة للحصول على تصريح لمزاولة الرقص وبجرأة غريبة وكأنها تقف مع ابنتها أمام مكتب طلبات الانتساب للجامعة، تقول “أم نتالي”: “أعمل كخادمة في البيوت ولا أحد يصرف علي وعلى أولادي الخمسة وأنا مطلقة منذ عشر سنوات وطليقي في السجن حتى “النفقة” لا أستطيع أخذها”. هي تعد ابنتها الجميلة مصدر ثراء لها ولعائلتها والمنقذة التي ستنتشلها مع أبنائها من براثن الفقر والحرمان. ومنهن من هربت من تعنيف زوجها وضربه الدائم لها، فما أن طلقها حتى عملت راقصة وبإسم مستعار، وقصص كثيرة تعيد وتزيد وبأسلوب ميلو درامي فج في تفاصيل الهروب الكبير من واقعهن ومن الظروف والحبيب الذي غدر بهن، ومنهن تريد أن تحقق شهرة سريعة ومالاً كثيراً فرأت أن ممارسة “البغاء” لا يحتاج إلى شهادة أو علم بل إلى إمكانيات جسدية جميلة وكلمة ابتذال وحركات مثيرة، وجميع هؤلاء الفتيات يحصلن على تراخيص مزاولة الرقص، فإلى متى تظل هذه التراخيص البوابة التي تمر من خلالها الراقصات إلى عالم البغاء لتحصل على حق الريادة فيه!؟ الكبت الجنسي: لأن كل ممنوع مرغوب فبيوت البغاء تستقطب المحرومين والممنوعين، خاصة الشباب الذين لا يملكون المال للزواج فيلجؤون للحرام، وهذا دليل قاطع على سوء الحالة الاقتصادية وعلى ذوبان الشخصية العربية في سلوك هذا الطريق للحصول على المتعة، بالإضافة إلى الإغراءات الجسدية التي يتعرض لها الشباب من قبل فتيات الليل. التربية الأسرية: أغلب اللواتي يعملن في البغاء والذين يرتادون تلك البيوت من “زبائن”، عاشوا الضياع والتخبط وخرجوا من أسر مفككة، بالإضافة إلى التنشئة الخاطئة وأصدقاء السوء وعدم الرغبة في تكوين أسرة. الغنى الفاحش: كثير من الرجال يرتادون تلك الأماكن ويصرفون على هؤلاء الراقصات مبالغ خيالية في سهرات المجون التي تقام حتى الصباح في سبيل مشاهدة “هستيريا” العري وفوضى الأغاني والرقص الإباحي دون الاكتراث بحجم الأموال التي ترمى فوق رؤوس الراقصات، وتلك الأماكن تعجبهم ومن سوء حظ أحدهم إن علق بيد إحداهن فتبيّعه الأخضر واليابس، وتساهم في خراب بيته إن كان متزوجاً “كأس وغانية يفعلان بالأمة ما لا يفعله رشاش ومدفع”، رغم أن أغلب مرتادي الملاهي والذين يمارسون “البغاء” ينتمون إلى طبقة اجتماعية متدنية من اللصوص والمقامرين والمحتالين وتجار المخدرات. الإعلام والفضائيات العربية: لقد بلغ الإعلام في عصرنا هذا أشده وأسوأه في الترويج للبغاء والفساد، فلا يمكن أن نشاهد فيلماً عربياً أو مسلسلاً أو كليباً إلا ويحتوي على مشاهد مثيرة للغرائز، يحشرون فيه “فتيات الليل”، إنهن يدخلن بيوتنا وبكامل إرادتنا، فوسائل الإعلام مغرية للشباب والشابات ومبنية على هشيم الفضائيات المروّجة للجنس ولأجساد الفتيات العارية، وعند مشاهدة “الزوج” لتلك الفتيات يتسرب إليه الملل من زوجته فيسقط في فخ “البغاء”، بالإضافة إلى أن مواقع الانترنت مليئة بصور فتيات وبأشكال فاضحة دون مقص الرقابة، ويسعى الشاب لمعرفة ذلك العالم السري “جسد المرأة” وأصابعه تداعب أزرار الكمبيوتر وبسهولة يحصل على ما يريد “فالجنس” هدف آلاف المواقع المختلفة ونقطة ضعف المراهقين والمراهقات، إن طبيعة الشاب العربي المكبوت الذي يعرض له ما شاء من صور ومواقع لديه الاستعداد الكامل للانحراف وخاصة في غياب دور الأب والأم التوجيهي والتربوي وفرحتهم بأبنائهم الذين استطاعوا اللحاق بلغة العصر بينما الشباب يفكرون كيف يصطادون سمكاً في الماء من خلال “الشات” وفتح المواقع الإباحية ؟! وكل يوم وعبر التلفاز نشاهد كماً هائلاً من راقصات متعريات يرقصن بكل إباحية تاركين لهم الحبل على الغارب، فلم تعد هناك أي رقابة، ولا يوجد سوى العري وأجساد تهتز من أجل المال لتهز معها كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها، ولا أحد يحرك ساكناً ليوقف ذلك المارد “البغاء” من قمقمه ويتحدث عن حقيقة ما

بيوت البغاء سرطان يستشري في الوطن العربي!! Read More »

تجار الأعضاء البشرية شياطين هذا العصر..

تجار الأعضاء البشرية شياطين هذا العصر..

شياطين هذا العصر وسفاحيه سماسرة لجلب الضحايا!! شبكات عالمية متخصصة تتعاون مع قراصنة عرب لخطف الأطفال وقتلهم وبيع أعضائهم للأغنياء!   أجساد الفقراء قطع غيار للأغنياء.. كل عضو له ثمن!! بسبب انتشار الحروب وغياب الأمن تزدهر مافيات الأعضاء البشرية وتعيش عصراً ذهبياً، فلا أحد يخفى عليه ما يحصل في بلادنا العربية من عصابات سمسرة محلية تنسّق مع عصابات دولية لتجارة الأعضاء البشرية، أما حقوق الإنسان في الحريات فتبقى مجرد يافطة مكتوبة بحروف ذهبية تخفي خلفها بؤراً متعفنة تصيب البصر بالزوغان حيث الطعم أجساد الفقراء، أسرى الحرب والمريضون نفسياً وأطفال خطفوا من أمام ديارهم. دون جدوى نتمعن في الحريات المسلوبة فنجد الصورة مؤلمة جداً رغم تكاتف وتكاثف خطابات الغضب والتنديد وملاحقة المجرمين ثم يطوى الملف وبلا فائدة، وبالنتيجة لا نملك سوى الهذيان الملتهب في ظل عالم وحشي يقتله الصمت والخوف وجمود أصداء الانفعالات بغضب أحمق!! جرائم كثيرة وعديدة هزت قلوب العالم بعضها اكتشف وبعضها ناموا عليها! أو حبست الدعاوى داخل صندوق خشبي أثقلته الرطوبة والعفن دون أدنى منفذ للشمس فالموج يلفنا من كل ناحية والسطور تبتلعها العبارات المقتضبة بالنحيب بعدما تحولت أرواح الناس إلى حفلة تنكرية يختلط فيها من باع ومن اشترى. وحوش نزعت من قلوبهم الرحمة واستباحوا أجساد البشر!! هنا تطفو على السطح عشرات الأسئلة تبحث عن إجابات، وأولها كيف تتحول الرحمة في القلوب إلى ساطور جزار يمزق الأجساد!؟ منذ فترة كانت عناوين الصحف تتصدر خبر اختطاف “جمعية خيرية” أكثر من 100 طفل من “دارفور” و “تشاد” وشحنهم على متن طائرة فرنسية إلى “باريس” إلا أن السلطة الأمنية في “تشاد” قد سيطرت على الوضع واستطاعت أن تحرر الأطفال قبل إقلاع الطائرة، وتمت فضيحة تلك الجمعية التي تتستر بفعل الخير بينما هي تقوم ببيع أجساد الأطفال للأغنياء أو بيع قطعهم للمشافي، إحدى الصحف كشفت عن مقتل فتاة في ظروف غامضة وسرقة أعضائها والمجرم كان زوجها الذي يحمل جنسية عربية، وبين الحين والآخر نقرأ عن عصابات لقتل المشردين والمجانين والأسرى والأطفال وسرقة أعضائهم بيد “مافيات” أبطالها أطباء وممرضون وسماسرة وتجار نزعت آدميتهم واستشاط الطمع والربح المادي في قلوبهم بدل الرحمة والإنسانية، فلم يعد المال والذهب وحده ما يسيل لعاب اللصوص لارتكاب الجرائم كما كان في الماضي بل أصبحت الأعضاء البشرية هدف العصابات وكلنا قرأ عن سرقة الأعضاء وتجارتها في “العراق” و”أفغانستان”، وجرائم بشعة ارتكبت في حق السجناء والأسرى والمخطوفين. فقد وجد العديد منهم بطونهم مفتوحة وقد نهبت أعضاؤهم وبعضهم قد تم إحراق جثته. إسرائيل من سرقة الأراضي والمياه إلى سرقة الأعضاء!! جميعنا يعلم ماذا فعل “الغراب” بالفلسطينيين، وللصهاينة باع طويل في السرقات، ففي ظل ممارسة الجيش الإسرائيلي للمجازر كشف صحفي سويدي النقاب عن جريمة سرقة أعضاء الفلسطينيين من “كلى وكبد وقلب وقرنية”، حتى أن جلد الظهر كان ينتزع من أجساد الفلسطينيين ليزرعوها في أجساد جنود إسرائيليين، وبالفضيحة التي أطلقها ذلك الصحفي السويدي والذي يدعى “دونالد بوستردم” اعترف الجيش الإسرائيلي أنه أخذ 69 جثة وانتزع أعضائها من أصل 133 من الشهداء أو ممن كان في السجون الإسرائيلية. مشافي لبيع لحوم البشر!! الكلية بـ 10000 دولار ، وقرنية العين بـ 15000 دولار، وفص الرئة بـ 20000 دولار، كل قطعة من الجسد ولها ثمنها، هذه التسعيرة وضعتها عصابات سرقة الأعضاء البشرية بالاشتراك مع سماسرة ومستشفيات ومعامل خاصة وأطباء عديمي الضمير باعوا أنفسهم للشيطان، وقد استخدموا أساليب عديدة في استدراج الضحية، فمنهم من يبيع أعضاءه بإرادته فبدلاً من التسول وسؤال اللئيم يبيع الفقير جسده، إحدى الصحف أوردت على صفحات غلافها محتوى شريط “فيديو” مصور حصلت عليه من أخصائيين في مشروع تحسين حياة الأطفال في المجلس القومي للأمومة والطفولة في القاهرة يحكى فيه عن عدد من الأطفال والمراهقين وتجاربهم مع بيع أعضائهم لمافيا منظمة تتخذ من مشفى في “القاهرة” مقراً لتنفيذ عملياتها، ويظهر في الفيديو طفلان بهما آثار جراحة خيطت ببشاعة وبإهمال، وهدف الأطفال إنقاذ أسرهم من الفقر المدقع، وقد ثبت تورط أطباء وسماسرة من المشفى مع حراس المقابر لسرقة الجثث بعد دفنها وبيعها لطلاب كلية الطب البشري في سوق إجرامية أبطالها سمسار وطبيب وممرض ومشفى، وكان جميع ضحاياهم أناساً تبخر مستقبلهم وضاع بمشرط الجراح الذي أصبح كالجزار لا يهمه سوى المال ورمي الشاة بعد ذبحها، وأيضاً هناك أناس تبيح الاستيلاء على الأعضاء من المحكوم عليهم بالإعدام. مجلس وزراء الصحة العرب.. في جلسة لمجلس وزراء الصحة العرب الذي عقد في عام 2008 ناشد المسؤولين في الدول العربية منظمة حقوق الإنسان والحريات العالمية أن تكون أكثر صرامة في معاقبة سماسرة الأعضاء البشرية، مناشدة الشعوب العربية والمسئولين الكشف عن هؤلاء المجرمين والمرتزقة وتطبيق أقصى العقوبات الصارمة حسب القانون الذي صدر عام 1986، وعلى أنه إذا كان يجوز للشخص التبرع أو أن يوصي بالتبرع بأحد أعضاء جسمه بعد وفاته، فإنه يجب أن يكون هذا الشخص كامل الأهلية البدنية والنفسية وأن تكون “الوصية” صادرة بموجب إقرار كتابي منه، وكما لا يجوز نقل عضو من أعضاء الجسم إذا كان هذا العضو هو ضروري للحياة حتى ولو كان بموافقة المتبرع كالقلب مثلاً، والمادة “5” تعتبر التبرع بعضو بشري عملاً مجانياً لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤخذ عليه أجر ولا يعتبر مستحق سوى المصاريف المتصلة بالعمليات الواجب إجراءها من أخذ وزرع الأعضاء ومصاريف الاستشفاء المتعلقة بهذه العمليات، وحددت المادة “8” مسؤولية إعلام المتبرع بالخطر الذي قد يتعرض له من الناحية الجسدية والنفسية، ولا يجوز أخذ عضو بشري من شخص حي إلا من أجل المصلحة العلاجية ومن أقرباء المتبرع حصرياً من آباء وأبناء وإخوة وممكن أخذ التبرع من الزوج أو الزوجة شريطة مرور سنة على زواجهما وبموافقة رئيس المحكمة أو أمام قاضٍ من المحكمة ويحرر محضر بموافقة المتبرع موقعاً من رئيس المحكمة أو القاضي المنتدب والطبيب، وممنوع التبرع من شخص قاصر. يقول الدكتور “أحمد عبادي” عالم في فقه الدين والإسلام: “إن جسم الإنسان ملك لله “سبحانه وتعالى” ولا يجوز الاتجار به، حتى ضحايا حوادث السير والموتى لا يجوز أخذ أي عضو منهم حسب القانون 16 و 98 ووجب الموافقة الخطية من الطرف المتبرع أو من أسرة المتوفى، وبذلك يكسبهم ويكسب الميت أجراً وثواباً في الآخرة، كما دعا إلى وضع إستراتيجية متكاملة بين مؤسسات الدولة ومراكزها لمكافحة جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية واستغلال الطبقة الغنية للطبقة الفقيرة، وتطبيق أقصى العقوبات عليهم وهي الإعدام”.   فاديا ناصر

تجار الأعضاء البشرية شياطين هذا العصر.. Read More »

المال كالجمال.. يتحوّل أحياناً من نعمة إلى نقمة في يد حديثي النعمة!!

المال كالجمال.. يتحوّل أحياناً من نعمة إلى نقمة في يد حديثي النعمة!!

المال كالجمال.. يتحوّل أحياناً من نعمة إلى نقمة في يد حديثي النعمة!!   أصعب ما في العمر أن نصحو على كذبة قاتلة.. أن تكون كل لحظاتنا السعيدة مجرد وهم، وأصعب ما في الوهم أننا نصدقه أحياناً… والمال هو المتهم الأول والأخير عند بعض الناس عندما يصبح في نظر الكثيرين منهم كغيره من الأكاذيب البراقة التي تظهر جميلة مزركشة ملونة كريش الطاووس لكنها تحمل في طياتها الكثير من الآلام والجراح، لا نعرف من أين نمسك بحد السكين فيجرحنا بسهولة، هذه المهارة لا يجيدها كثيرون عندما يرضخون لسطوة المال على حياتهم، ويجدون أنفسهم على مفترق طريق يتطلب منهم أن يدفعوا فاتورة ثرائهم كل يوم، هذا حال الكثيرين من حديثي النعمة! فهل الفقر قناعة والغنى طمع وجشع لا ينتهي؟ هذا ما حاولنا الإجابة عنه في تحقيقنا التالي… خليك عالأرض لا تعلى كتير!! لم يتردد ” فادي” ولا لحظة بإبلاغ كل أصدقائه أنه مسافر إلى “بيروت” للعمل هناك بعد أن وجد فرصة عمل مميزة، فقد كان يشعر بسعادة بالغة لأن الدنيا ضحكت له أخيراً، حزم أمتعته وودع رفاقه وكأنه مسافر إلى “أمريكا”، واستمر لعدة أشهر يتواصل مع عائلته ويطمئن على صحتهم وهو يزف إليهم أجمل الأخبار عن عمله الجديد في شركة للبرمجيات، وكان الجميع يدعون له بالتوفيق لأنه إنسان ذكي ويحمل شهادة جامعية تؤهله لإبراز قدراته في مجال دراسته بالهندسة، لذلك يستحق أن يشعر بنعمة المال ويحسن وضعه المادي السيئ الذي ظل لسنوات طويلة يرافقه. مرت الأيام والشهور وكل شيء على ما يرام، لكن الشيء الوحيد الذي تغير هو “فادي” فقد صار يختصر اتصالاته مع رفاقه وأهله، مرت شهور دون أن يجري معهم مكالمة واحدة. المبرر الوحيد كان أنه مشغول!! والجميع ربما اعتاد على ذلك وانشغل كل منهم بمشاغله، لكنهم كانوا يتذكرونه دائماً بالسهرات والحفلات التي يجتمعون فيها مع بعضهم لأنه صاحب نكتة “كما يقولون” ويضفي على جلسات الأصدقاء أجواء المرح والضحك، كانوا يحبونه ويشتاقون إليه لطيبة قلبه وبساطته ولهفته لمساعدة أي صديق يمر بمشكلة وإنه كان معروفاً في الحي بين الجيران بأنه كريم وذو أخلاق عالية. بعد مرور سنتين على غياب “فادي” فوجئت عائلته به يدخل المنزل، ركض الجميع لاحتضانه والسلام عليه والدهشة تملأ تقاسيم الوجوه وترسم المئات من علامات الاستفهام، لماذا؟ لأن “فادي” يرتدي ثياباً فخمة ويحمل “السيكار” في فمه ورأسه منتصب للأعلى حتى أنهم بالكاد استطاعوا الوصول إلى وجهه ليقبلوه من وجنتيه، سارع الأصدقاء للقاء صديقهم وهم يسألونه بتعجب عن سبب غيابه طوال هذه الفترة، لكنه كان يهرب من الجواب، وزاد الاستغراب عندما شاهدوا “الهدايا” التي أحضرها لهم لأنها باهظة الثمن، لكنه كان يبتسم بتصنع وغرور ويقول لهم :”أنا أصبحت رجل أعمال ومن اليوم فصاعداً ستفاجئون بالكثير من الأشياء وليس فقط بالهدايا”! وبالفعل كانت المفاجآت تتوالى وتتزايد وكل مفاجأة تسبقها كلمة “أنا”، ففي البداية رفض “فادي” أن يقيم له أصدقائه سهرة في منزل أحدهم وصمم على أن تكون في فندق معروف بدمشق، وقال: “أنا سأدفع”، وبعد أيام قليلة اشترى سيارة فخمة وبعدها منزلاً يليق به، وصار يحضّر لافتتاح مشروع تجاري يستثمر به أمواله، لكنه رغم كل هذه التغيرات الإيجابية التي قام بها من الناحية المادية فقد تحوّل إلى شخص أناني مغرور متعالي، وأكبر صدمة تلقاها صديقه “سامر” عندما رفض “فادي” تزويجه من أخته، والمبرر طبعاً كان مختصراً بعبارة : “أنا لا أزوّج أختي لرجل فقير أو ربما يكون طامعاً في ثروتي”. تخلى “فادي” عن أجمل صفاته، واستبعد الجميع من دخول حياة الرفاهية الجديدة التي يعيشها، حتى أنه عندما تزوج رفض دعوة أصدقائه لحفل زفافه الذي تكلل بحضور رجال الأعمال والشخصيات المعروفة في المجتمع، ورويداً رويدا بدأ “فادي” يخسر أمواله في صفقات غير مشروعة ما أصاب والدته بنوبة قلبية توفيت على إثرها وهي غير راضية عنه، أما والده فقد تعرّض لحادث سيارة وبقي في المشفى أيام. ثم توفي دون أن يراه لأنه كان منغمساً في حياة اللهو والسهر، ما جعل أصدقاءه يتخلون عنه عندما طلب مساعدتهم بعد أن أفلس نهائياً، ليكون مصيره في مصح للأمراض العقلية بعد عشر سنوات من الثراء الفاحش، لقد فقد عقله من الصدمة قبل أن يجيب الكثيرين ممن حوله من أين جاء بكل هذه الأموال!! حتى أنه لا يعرف كيف خسرها!! كذبك حلو.. شو حلو لما كنت شي كذبة بحياتي… في جانب أخر من الحياة قصة أكثر بشاعة من قصة “فادي” بطلتها سيدة تدعى مدام “روز”، وهذا طبعاً اسمها الفني، فاسمها الحقيقي هو “رمزية”، أما قصتها فهي أغرب من الخيال، لقد عاشت “رمزية” حياتها كالكثير من الفتيات، نشأت في أسرة متوسطة الحال وتعلمت حتى حصلت على إجازة جامعية في مجال التجارة والاقتصاد، لكنها كانت دائماً تنظر إلى صديقاتها الثريات بعين الحسد وتسأل والدتها بسخط شديد: “لماذا نحن فقراء”؟ لم تكن تعنيها الجامعة أبداً لكنها درست بناءً على إصرار أهلها، فهي كانت تحلم بالثراء وتعتقد أن العمل بالتمثيل هو أقصر طريق لتحقيق هذا الحلم، لكن الرياح لا تجري كما تشتهي السفن، فقد رفض والداها دخولها الفن خوفاً عليها بسبب الخوف من المجتمع وكلام الناس وأجبروها على العمل في مجال شهادتها فلم تجد حلاً لمشكلتها سوى بالخداع واستغلال طيبة أهلها، حيث نجحت بإيهامهم أنها وجدت عملاً في شركة محترمة وبراتب مرتفع، ومرت عدة أشهر وهي تخرج صباحاً من المنزل وتعود مساءاً، وأحياناً تتذرع بعمل إضافي وتعود ليلاً، ولم يخطر على بال أحد من أهلها أن يسألوها عن عنوان الشركة لأنهم يثقون بها لدرجة كبيرة ولأنها استطاعت إقناعهم أن الشركة أجنبية ولا يتحدثون فيها بالعربي، لذلك طلبت منهم أن يتصلوا بها على “الموبايل” إذا أرادوا منها شيئاً. لقد استطاع أحد المنتجين المعروفين أن يوهمها بأنه سيصنع منها أكبر نجمة في الدراما السورية لأنها موهوبة وجميلة شرط أن تقبل الزواج منه بالسر، فهو لا يريد مشاكل مع زوجته، وهي اشترطت عليه بدورها أن يدفع لها مهراً كبيراً، وبيتاً يسجله باسمها. عندما ظهرت في أول دور على الشاشة ربما شاهدها أهلها لكنهما لم يتعرفا عليها لشدة تبرجها والشياكة التي كانت تزين بها جسدها، أما الجيران والمعارف فسرعان ما نقلا الخبر إلى الوالدين اللذين لم يصدقا ما سمعا، وعلى أحر من الجمر اتصلا بها وطلبا منها الحضور للمنزل فوراً، لكنها لم تبال فإن طردوها ستخرج بلا عودة وهي غير نادمة، فقد ملت الحياة ضائعة بين منزلين وتريد الاستقرار في منزل زوجها “العجوز المتصابي” لتتفرغ لفنها وترتاح من اختراع الأكاذيب لأهلها كل يوم، وبالفعل حدث ما توقعته فقد ضربها والدها حتى تورم وجهها، لكنه لم يطردها بل فرت هاربة من شدة الضرب، وهي تعرف جيداً إلى أين تذهب، وعندما عاد زوجها في المساء وروت له ما حدث لم يكترث بل طلب منها المكوث في

المال كالجمال.. يتحوّل أحياناً من نعمة إلى نقمة في يد حديثي النعمة!! Read More »

وتبقى روحها حاضرة...

وتبقى روحها حاضرة…

وتبقى روحها حاضرة… تطوف بها غمامة حول القمر فتصعد إليها… تضمها الغمامة ويحتفي بها القمر… مددت يدي إليها… إلى الروح فعادت موجة ليلكية زرقاء… تنشر البهاء والنور لتقول لي سلاماً… تساءلت كيف طيفها توحّد مع النجوم عندما انقشعت سحب مظلمة، اتّحد العالم في أشعة مضيئة… هي روحها! إنها فراشات مطوّقة في الربيع… تحوم بين الأزهار فتمتص رحيقها. وروحها… تطير بين الحقول كطير خرج من الأسر… مددت يدي إليها كطفلة ريفية بريئة… لكن يدي عادت لي خائبة ولم أكد أضمها…حتى غابت… شعرت بكثافة حضورها… كانت روحها تسبح في الأماكن التي تحبها شبحاً حاضراً في كل مكان وزمان… تتدانى… تتباعد هي الأيام هكذا… تزاحمها عيون وقلوب وحناجر فارقتها، والمدى يضيق وينأى وخيول الزمان تتراكض من حولنا، وكأن الذين رحلوا يستمرّون بصورة أو بأخرى… يسكنون الأماكن التي سكنوا فيها أو أحبوها… وتتراقص أرواحهم حول الأحباء منهم… رحلت… دون أن تحزم حقائبها المتناثرة وثيابها العالقة على مشجب الزمن… رحلت… بل عادت من حيث أتت… أثقلها انتظار فلذات كبدها ومرارة الفراق وأشجان الحب الصافي… أطفئت سيجارتها الأخيرة المحشوة بأمنيات سئمت الإجهاض… فأحرقتها. رحلت بعد أن رأت أنه لا جدوى من بكاء ضلّ الطريق… قد رحلت بعدما ملأت شرايينها من الإحتباس الحراري والإحتباس العاطفي واحتباس الدماء في رأسها الجميل… لربما ملّت مشاهدة العالم بتلك الوحشية وذلك الظلم… الذي حرمها النوم الهادئ على وسادتها أيام وليال… هاهي تغلق الدولاب الأخير…وتختفي.. بعدما أودعت ذكريات كثيرة مصفوفة على رفوف مكتبة يتيمة… حاولت لمس الأشياء من حولها لكنها اختفت مثل ملامحها… لربما اكتشفت أن الحياة حفل صاخب بلا روح ولا طعم… رحلت بعيداً وتركتنا لا نعرف أن نميّز بين الأحياء والأموات… ففي أبجديتنا الأموات حاضرين دوماً بلمسات مكهربة توقظنا من أحلامنا… لنعيش ليالي العزلة… حيث الأشباح أكثر دفئاً من البشر…   إلى كل الأمهات اللواتي فقدن أحد أبناءهن وكل من فقد والدته إلى أمي.. وإلى الأديبة كوليت خوري فاديا ناصر

وتبقى روحها حاضرة… Read More »

حب وياسمين وبنادق..

حب وياسمين وبنادق..

حب وياسمين وبنادق.. في كل صباح .. استيقظ من غفوتي.. أرتشف قهوتي.. أتلمس الأشياء من حولي.. أحدّق في عيون أولادي.. أتعرّف على أمنياتهم الصغيرة.. أحاول لمسها لأزيد ارتباطي بهم.. تلهمني أرضك وسماؤك وجبالك بمطلع القصيدة.. أجلس وحيدة مع أنفاسي وزفرات حنيني.. أرى شمسك تشرق من جديد.. بينما تشتد العواصف وترتفع الأمواج وتتجاذبني الأنواء.. أهرب إليك أجلس فوق عشب أخضر من لون عينيك.. وأنت وطن الأمجاد.. والأبطال.. تستعصي على تذاكر الطيران وتذاكر الشطآن. يقرؤون اسمك في جواز سفري فتصيبني ومضات العزة والشرف.. أرتشف قهوتي مرة تلو مرة.. أمام نافذة غرفتي.. أقف عند حدودك أسبح باتجاه سواحلك التي منحتني هويتي.. كبريائي.. وذكريات حبيبة تجفف جسدي المبتل بآلاف الأمنيات.. نردد حروفك.. نكوّن عبارات تشبهك.. كلما طويت فيك يوماً أشعر بنفضة الغياب.. فسكان أرضك بسطاء.. لم يسبق لهم امتطاء صهوة المغامرة في الصباحات الندية.. لا يحملون فيروس الكفر بالأوطان ولا جراثيم ازدراء الأديان.. تمتلئ قلوبهم بالحب والأحلام البسيطة.. عيناي ترقبان سماؤك تتبعها فراشات أحلامي.. تملؤني ألوانك وعباراتي المجنونة.. تدفعني لقراءة روايات وقصائد كتبت لك.. يضيع الزمان فوق أعلامك المرفوعة.. وحدي مع كوب قهوتي.. أبحث عن كلمات ساحرة تولج بعيداً نحو الأعماق.. لأنك أعظم وطن في الدنيا.. تلملم في ثنايا ضلوعك كل من فقد الحب والأمان.. الهاربين من بلاد اغتيلت فيها الأحلام.. أقرباء.. غرباء.. يحملون حكايا من رحم أزقتهم وأعناقهم يملؤها الشقاء.. في عباءاتهم رائحة الموت والإرهاق.. تساءلت كثيراً مثلما بكيت!. متى ينعمون بأوطانهم المسبية بعد أن لفها الدمار.. متى ينتهون من معبر الحواجز وقطع الأسلاك الشائكة.. وبنادق الاحتلال.. ماذا تبقى لديهم غير الصبر المرسوم بالرصاص.. ليأتوا إلينا ونحييهم كأبطال الحكاية.. وأستمر في رشف قهوتي على بوابة نافذتي وأنت تسري في شراييني.. ألثم ترابك وأترك مربعات الفراق عنك خلفي.. لأن دمك يملؤني.. يتحدى مساحيقي وصدى آذانك يؤجج صلواتي واسمك يحملني على بساط الريح لدفء احتوائك أطراف حكايتي الحزينة.. وأتساءل؟؟ هل أنت حقيقة لتضم روحي التائهة وأمنياتك الكبيرة.. لأنك الحب الوحيد الذي يسبق جفاف المعادلات العلمية ولا يخضع لتنبؤات الفلكيين ولا فناجين العرّافين.. مثل صهيل خيول برية!   فاديا ناصر

حب وياسمين وبنادق.. Read More »