حكاية وجريمة

جاك

جاك السفاح… مازال مجهولاً!!

جاك السفاح… مازال مجهولاً!! جاك السفاح انتزع رئة سيدة وأرسلها إلى قائد الشرطة البريطاني في علبة!! كان “جاك” باقر البطون يقتل بسرعة صاعقة، ثمّ يغيب في الضباب، ولم يستطع أحداً أن يرسم أي ملامح دقيقة لوجه سيد الرعب هذا!! في يوم من الأيام وجدت فتاة فرنسية مقتولة في شقتها الصغيرة في “لكسنغتون ستريت”. ومرة أخرى كانت هناك ضحية أخرى وجدت مخنوقة في دكان خالٍ في شارع “شفتسبرغ”، ولم يترك القاتل أي دليل يخبر عنه، وكان العالم المحيط بالضحايا صامت بشكل غريب!! كانت “جانيت” تعيش مع عشيقها الطباخ الايطالي وابنه وهو غلام في الرابعة عشر من عمره، حيث كانت تحبه وتعنى به. كانت مهنة “جانيت” بيع جسدها في شوارع “لندن”، ومرّة دخل الغلام غرفة “جانيت” فظنّ أنها مغمى عليها ثم لاحظ المنديل حول عنقها، وغالباً ما تعقّد شعرها به، فمدّ يده  إلى وجهها فكان بارداً، فأصيب بالرعب وهرع يستغيث. وذات مساء دخلت فرنسية أخرى اسمها “لولو” إلى صيدلية ليلية متورمة الوجه، ولم تلبث حتى أغمي عليها، وقد حل الصيدلي القسم الأعلى من ثيابها فوجد آثار أظافر على جسدها، كما وجد على عنقها خطوطاً بنفسجية طويلة، وكأنها آثار لمحاولة خنق. وجدت مذبوحة هي وأمها في شقتها!! حين عادت إلى صوابها، لم تستطع أن تعطي إلا معلومات غامضة عن المعتدي: جهم، أسمر، أنيق الثياب، بعد عدة أيام، وجدت فتاة “ايرلندية” مذبوحة في شقتها وقد عثر على أم الفتاة مذبوحة، وكانت كلتاهما تحمل آثار الخنق المميتة نفسها. في صباح يوم ضبابي تلقّّى الجنرال “السير شارلز وارن” قائد الشرطة اللندنية تقريراً من مخفر المنطقة مفاده :”لقد عثر على جثة امرأة مقتولة بطعنات سكين، لقد هاجمها القاتل، وطعنها في عنقها وبطنها 39 طعنة، إنها مبقورة من الأعلى إلى الأسفل، امرأة في الأربعين من عمرها”. بعد ثلاثة أسابيع عثر على جثة امرأة أخرى وكانت هذه الجريمة شبيهة بسابقتها، وبعد هذه الجريمة بعدة أيام وجدت فتاة أخرى مبقورة البطن، لم يتوصل أحد لمعرفة الدافع لجرائم القتل هذه. في تلك الأثناء جن جنون مدينة “لندن”، وقد دبّ الهلع في قلوب الكثيرين والكثيرات، وبعد أيام وجدت جثة امرأة خلف بناء “النادي العالمي للعمال”، وهي امرأة من أصل “سويدي”، وبعد قليل عثر أحد عمّال الخدمة الليلية على جثة امرأة بائسة أخرى كان بطن الضحيتين مبقوراً. في اليوم ذاته من وقوع الجريمة، تلقت وكالة الأنباء الصحفية في “لندن” رسالة يقول فيها المجرم باختصار:” لن أتوقف عن بقر البطون إلا عندما يلقى القبض عليّ، إن الجريمة الثالثة  التي سأرتكبها سأقطع فيها أذني السيدة وسأرسلهما إلى ضابط الشرطة”، ثم وقع “جاك” باقر البطون!!. تلقّى قائد الشرطة “رئة” القتيلة في العلبة!! كانت الناس متوترة من رجال الشرطة، وأخذت تهزأ بهم وبعملهم، وتابع رجال الشرطة أبحاثهم دون فائدة، وفي اليوم التالي لتلك الرسالة اكتشفت قرب الأوبرا جسد امرأة مبقورة البطن ومشوهة وقد انتزع القاتل إحدى رئتيها، وبعد يومين تلقّى قائد الشرطة تلك الرئة موضوعة في علبة!! بعد فترة أيضاً وجدت امرأة مذبوحة في شارع “الإيست إند”، وبعدها ثلاث نساء مذبوحات، وعلى إثر ذلك استقال الجنرال “شارلز وارن” من منصبه وبعدها لم يسمع عن أي جريمة، وعاد الاطمئنان إلى نفوس الناس، وقد بدا أن الشرطة أيضاً توقفت عن الاهتمام بالتحقيق والبحث عن السفاح..! هذا الموقف المريب أثار شكوك الناس، فراحوا يتهامسون بأن “جاك” باقر البطون ليس شخصاً مهماً، كان معروفاً بتصرفاته الغريبة، وظلّت هذه الهمسات تخفت شيئاً فشيئاً حتى طويت تماماً لفقدان الدليل، ثم عادت وأثيرت بعد 80 عاماً عندما كتب الدكتور “ستويل” سنة 1970 مقالاً يتحدث فيه عن “جاك” باقر البطون، وقال فيه أنه سليل أسرة ذات مكانة رفيعة في المجتمع البريطاني، وإن جدته وأفراد أسرته يتمتعون بالاحترام والتقديس، وأن رجال الشرطة قد عرفوه، ولكنهم اضطروا إلى التكتم وهذا السبب هو الذي دعا الجنرال “وارن” إلى الاستقالة من منصبه، لكن جميع هذه الدلائل لا تثبت شيئاً، مما حمل رجال الصحافة على استجواب كاتب المقال الدكتور “سويل” لمعرفة اسم السفاح، فرفض الإدلاء به وأصرّ على كتمانه، وظلت هذه القضية لغزاً مستعصياً على الحل..

جاك السفاح… مازال مجهولاً!! Read More »

Portrait of Henri Landru, or 'Bluebeard

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه احتيال على النساء الراغبات في الزواج “هنري لاندرو” هو أشهر سفاح في القرن التاسع عشر، ولد في باريس، تعددت أسمائه كما أحكام السجن لديه، مرة سنة ومرة سنتين وآخر مرة حكم عليه لمدة أربع سنوات. ثم اختفى بعد ذلك، بدأ حياة الاحتيال على النساء الراغبات في الزواج عام “1909” بسلب أموالهن ثم قتلهن، والحكاية بدأت عندما تلقى رئيس بلدية “غامبيه” في باريس رسالة من الآنسة “لاكوست” مفادها أن أختها السيدة “بويسون” قد اختفت هي وخطيبها “فريميه” وبعد أيام تلقى رئيس البلدية أيضاً رسالة مشابهة للرسالة السابقة، تبحث عن السيدة “كولومب بيلله” التي اختفت مع صديقها أيضاً، وعلى أثر ذلك اتفقت الأسرتان على تقديم دعوى ضد مجهول، ولدى التحقيق عن ذلك الرجل الذي يحمل “إسمين مختلفين” لكنهما بنفس المواصفات، بدأ لغز اختفاء السيدتين يأخذ منحى أكبرعند مفوض الشرطة، ودائرة الشك كانت تحوم حول شخص يدعى “فريمييه” وقد اختفى فجأة ولم يجدوا له أثراً، ومرة كانت السيدة ” أونور” وهي صديقة السيدة “بويسون” المختفية تسير في السوق، فشاهدت “فريميه” يغادر مخزناً لبيع الأواني الخزفية، فلحقت به ولكن ما لبث أن اختفى فجأة بين الزحام، ذهبت السيدة إلى مفوضية الشرطة وأدلت بمعلوماتها حول “فريميه”، وبالعودة إلى المخزن، تبين أن مجموعة الأواني الخزفية قد اشتراها المهندس “غيلله”، وعندما ذهب المفوض إلى بيت “غيلله”، قالت له خادمة المبنى أن السيد “غيلله”، متزوج وقد سافر مع زوجته إلى خارج “فرنسا”. متهم بعدة حوادث سرقة ونصب واحتيال عاد المفوض إلى المخفر وراجع مذكرات الشرطة الجنائية، فوجد عدة ملفات باسم “السيد هنري ديزيريه لاندرو” وبالمقارنة بين المواصفات وبين “فريمييه” تبين أنها أسماء لرجل واحد متهم بعدة حوادث سرقة ونصب واحتيال، بدأ المفوض يراقب منزل “غيلله” بانتظار عودته، عاد “غيلله” بعد أسبوع برفقة امرأة شقراء في السادسة والعشرين من عمرها، فألقوا القبض عليه وقد اعترف في دائرة الشرطة بسرقاته واحتياله لكنه نكر جرائمه في حق السيدتين ومعرفته بهن، وقد أودع في السجن بانتظار التحقيق، ذهب مفوض الشرطة مع رجاله إلى منزل “غيلله”، وبحث عن أدلة تدين الرجل وتكون بمثابة الضربة القاضية ” لغيلله” خاصة عندما استدعى السيدتين المدعيتين فقلن أنه هو الذي احتال على المرأتين وأغراهن بالزواج منه، وفي منزل “غيلله” عثر على دفتر مذكرات مكتوب فيه بقلم رصاص أسماء عشر نساء، بينهم اسم السيدة “بويسون” والسيدة “كولومب” وهما المرأتان المختفيتان وعندما بحثوا في الكراج عثروا على رسائل من نساء يطلبن الزواج من “غيلله”، وأيضاُ وجدوا ثياباً نسائية داخلية وشعراً مستعاراً وأسناناً اصطناعية!. لمن تكون تلك البقايا؟؟ من بين صاحبات هذا الحطام تبين للشرطة أنهما للمرأتان المختفيتان، اتجه مفوض الشرطة إلى الأسماء الباقية فوجد امرأة مختفية وهي بائعة ثياب، كانت أرملة ولها ولد في السابعة عشر من عمرها، قد اختفت منذ أشهر وثمة سيدة لعوب في الثامنة والثلاثين قد اختفت مع كلابها الثلاثة بعد اعلان زواج نشرته الصحف، أثناء البحث في حديقة المبنى، استطاع رجال الشرطة العثور على جثث الكلاب الثلاثة، أما المرأة فلم يجدوا لها أثراً، وبالتحقيق تبين أن هناك نساء أخريات قد تعرفن على “غيلله” واختفين، وبدأ المحقق في التنقيب والبحث في كل شبر من المبنى والحديقة وعثر في القبو على فرن صغير فارغ إلا من الرماد ، وبدأو باستجواب الجيران الذين يعرفون “غيلله” أو “لاندرو” أحد الجيران شهد أن “لاندرو” كان يشتري كميات كبيرة من الفحم، وجار آخر قال: أن الدخان كان يتصاعد لوقت طويل من مدخنة “لاندرو”، وأكدت سيدة أنها كانت تشم رائحة لحم متفسخ!! عاد مفوض الشرطة إلى منزل “لاندرو” وقرأ مذكراته مرة أخرى، ولفت نظره تواريخ متعددة قد اشترى “لاندرو” شفرات للمنشار تستخدم لنشر المعادن، كان واضحاً أن هذه المناشير تستخدم لتنشر جثث الضحايا وتقطعها لإدخالها في الفرن الصغير. في السابع من شهر تشرين الثاني سنة “1921” بدأت المحاكمة، وكانت أنظار النسوة مشدودة إلى “لاندرو” الذي بدا أنيقاً، وسيماً بقامته الطويلة ولحيته المسترسلة. استمرت جلسات محاكمته ثلاث وعشرون يوماً، وفي شباط “1922” حكم على لاندرو بالموت لارتكابه إحدى عشر جريمة قتل ضد خطيباته مع إبن إحداهن! اقتيد “لاندرو” إلى الساحة العامة ليكون عبرة للآخرين، وكانت المقصلة قد بترت رأس أشهر سفاح في القرن التاسع عشر.

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه Read More »

الماريشال

الماريشال الساحر … ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان

الماريشال الساحر: ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان المكافأة الكبرى: منح لقب الماريشال… في أثناء احتلال انكلترا لمعظم أنحاء فرنسا أوائل القرن الخامس عشر، كان “شارل السابع” ملكاً على فرنسا، وكان يحكم بلاده بمساعدة عدد من أصدقائه والمقربين منه، وكان لا يستطيع محاربة الانكليز، فهب عدد من الفرسان المخلصين له ومن بينهم “جان دارك” و “جيل دولافال بارون دوري”، وقد انتصروا على الإنكليز. عمد “شارل السابع” بمناسبة تتويجه إلى مكافأة أنصاره الأوفياء، فمنح لقب “شوفاليه” “فارس” إلى عدد منهم، وخص المكافأة الكبرى إلى “جيل دولافال بارون دوري” ومنحه لقب “ماريشال فرنسا” وهو في الخامسة والعشرين من عمره. ليس كل ما يبرق ذهباً: كان الماريشال “جيل دوري” من أكبر أثرياء أوروبا، ومن أعظمهم شأناً، ومحباً للآداب والفنون والعلوم، ويتكلم عدة لغات، ومبحر “باللاتينية”، كما كان جميلاً وقوياً. وحين انتقل الماريشال إلى مزرعته المفضلة في “تيفوج” كان في صحبته مائتا فارس من أعلى الرتب ولكل منهم خدمه وأتباعه وأعوانه، وكان الماريشال ينفق عليهم جميعاً ببذخ وسخاء. لكن ليس كل ما يبرق ذهباً، فخلف تلك المظاهر الكذابة، بؤرة من الفساد تجمع “الماريشال” كل ليلة مع “شلة” من الفاسقين ومنهم أبناء عمه. كانت ثروة الماريشال تتبدد شيئاً فشيئاً، حتى أنه صار يبيع من أملاكه ويستدين ليغطي حياة البذخ التي يعيشها، وقد أوشك على الانهيار. لكن زوجته وابنته شعرا بتلك الهوة التي يعيشها “الماريشال” فقررا اللجوء إلى الملك “شارل السابع” لكي يضع حداً لتلك المهزلة، فأصدر قراراً يمنع فيه الماريشال “دوري” من التخلي عن أملاكه. السحر الأسود للحصول على الذهب بعد ذلك الحد من تصرفات “الماريشال”، اتجه ذهنه إلى صنع الذهب بدلاً من البحث عنه، فأخذ يبحث في كتب التجار عن الصيغ التي تساعده على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، وأصبح يلتهم كتب الكيمياء القديمة الملازمة للتنجيم والذي اختلط بها السحر الذي ينقسم إلى شقين، “السحر الأبيض” وهو الذي يتوسل الله والقديسين من أجل عمل الخير و”السحر الأسود” الذي يتجه إلى استحضار الشيطان لالتماس عونه عن طريق الذبائح الحيوانية والبشرية التي تقدم إليه كقربان، أرسل “الماريشال” من يبحث عن ساحر عظيم يحول المعدن إلى ذهب، وبدأ السحرة يتوافدون إلى القصر، وكان “الماريشال” يمدهم بأدوات وأفران لتذويب المعادن، وقد اعتكف معهم في قبو القصر الذي تحول إلى بؤرة من طقوس السحر والشعوذة، وكل شيء كان في الخفاء، لأن ممارسة السحر آنذاك يعتبر جريمة عقوبتها الإعدام. كان كل ساحر يوهم “الماريشال” بأن الشيطان قد ظهر له بصورة أو بأخرى “كثعبان، أو فهد أو نمر” وهكذا كان “الماريشال” يبذخ بالمال والذهب على السحرة الذين كانوا يخفقون ويرحلون، لكن “الماريشال” لم ييأس بعد وقد خيل إليه أن الشيطان يقترب منه أكثر فأكثر. وأخيراً عثر على الساحر المطلوب وهو شاب فائق الجمال في الثالثة والعشرين من عمره أعجب “الماريشال” به إعجاباً شديداً، واستمرت طقوس السحر أياماً وليال دون فائدة، وعمد الساحر إلى تقديم القرابين الحيوانية للشيطان، ثم ادعى أن الشيطان قد ظهر له وطلب منه “يداً وقلباً وعيناً ودماً” منزوعة من أطفال جميلين، وعندما سمع “الماريشال” هذا الطلب لم يصبه الذعر أو الغرابة، فما أكثر الأطفال الذين قتلهم وأخفاهم من أجل متعته! فلماذا لا يقتلهم من أجل الذهب؟؟ فأتوا بفتى جميل كقربان أول لتقديمه إلى الشيطان، وقد انتزع “الماريشال” يد الضحية وقلبها وعينها وزجاجة من الدم الدافئ ووضعهم في منديل أبيض وقدمها للساحر لاستحضار الشيطان، وقد انتهى طقس الاستحضار في الصباح وتتالت طقوس أخرى وضحايا جدد دون فائدة. ثورة المطران: كانت حالة الذعر والذهول تهيمن على البلاد والعباد، وبدؤوا بالبحث عن أطفالهم المختفين، وما لبث هؤلاء أن تأكدوا أن حوادث الاختطاف تتم في قصر “الماريشال” “جيل دوري”، وأخبروا المطران بذلك وأطلعوه على شكوكهم، فألف المطران لجنة سرية لمراقبة “الماريشال” وراقبوه وهو يأمر جنوده بإلقاء الجثث في أعماق الحصون. تم العثور على “80” جمجمة لأطفال، بعد ذلك أصدر المطران قراراً يتهم فيه “جيل دوري” وبعض أعوانه بخنق الأطفال الأبرياء والتمثيل بهم بوحشية بعد أن يمارسوا معهم “اللواط”. وصل الأمر للملك وأمر بتأليف محكمتين: واحدة مدنية وأخرى كنائسية في مدينة “نانت”، واستمع أعضاء المحكمة والجمهور إلى الشهود عن تفاصيل الجرائم التي اقترفت بوحشية. واعترف “الماريشال” بكل جرائمه وتحدث عن ممارسته للسحر لاستحضار الشيطان، وأنه قام بتنفيذ أوامر الشيطان وإرضاءه، بعد ذلك قضت المحكمة بإعدام الماريشال “جيل دوري” ومساعديه والساحر شنقاً ثم إحراق جثثهم.

الماريشال الساحر … ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان Read More »

الاسقف

الأسقف أوربان غرانديه ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً

الأسقف “أوربان غرانديه”… ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً كان الأسقف الشاب “أوربان غرانديه” الذي ولد سنة “1590” يتمتع بحرية الفكر واستقلال الرأي، ولا يستطيع التقيد بنظام الطاعة بشكل عشوائي، فقد كان يتمسك بأصول الدين، وروحه الداعية إلى الفضيلة والمحبة دون طقوس ومظاهر، أو إتباع أوهام وخرافات تتنافى في رأيه مع المنطق السليم ولا تتلاءم مع جوهر الدين، في عصر كان مليء بالدجالين والمشعوذين الذين يتاجرون بالمبادئ السامية. كان لـ “غرانديه” خصوم عديدون، في طليعتهم الكاهن “مينيون”، ومنافسون يحسدونه على ما يتمتع به من حجج قوية وحيوية عارمة وشباب ريان وما يحظى به لدى الناس من حب وإعجاب ولا سيما عند النساء المفتونات بجماله وبلاغته، وقد اتهم بإقامة علاقات غرامية مع العديد منهنّ، وكانوا ينتقدونه لمعارضته سياسة الدولة خاصة في ظل حكم الكاردينال “ريشيليو” الذي كان يحكم فرنسا حكماً دكتاتورياً في عهد “لويس الثالث عشر”، والذي أرهق البلاد بالحروب. بدأ هؤلاء بمؤامرة ضد “غرانديه” فاتهموه بالتهاون في واجباته الدينية وإقامة علاقات غرامية مع النساء، فاعتقل في “بواتيميه” عام “1629”،  وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر والامتناع عن الطعام إلا من الخبز والماء. بعد مدة رفع “غرانديه” الحكم إلى مطرانية “بوردو”، وبعد التأكد من إدعاءات الدجالين والكاهن “مينيون” بحق “غرانديه”، صدر حكم القضاء عام “1631” بتبرئة “أوربان غرانديه” من التهم التي نسبت إليه، وإبطال الحكم الصادر بحقه، ولكنه نُصِحَ بألا يعود إلى كنيسته وأن يستعفي من منصبه، تجنباً للاصطدام مع خصومه الكثيرين، إلا أنه لم يعمل بهذه النصيحة وإنما عاد إلى موقعه يتحدى به أولئك الخصوم الأقوياء انتقاماً للشهور التي قضاها مضطهداً في السجن. ما كاد “غرانديه” يستقر في بلدته وكنيسته، ويعاود سيرته في انتقاد زملائه والطعن في مسلكهم الذي يتعارض مع أقوالهم، والدعوة إلى نبذ الأوهام والخرافات، حتى بدأ هؤلاء من جديد بمحاربته وعلى رأسهم الكاهن “مينيون”. كان في الكنيسة دير للراهبات هو دير “الأورسولين”، أخذت تظهر على الراهبات عوارض غريبة وعجيبة، منها “النوبات الهستيرية”، فقيل أن الشياطين قد اجتاحت الدير وسكنت في أجساد الراهبات المتعبدات لتفسدهنّ وتخرجهنّ عن سواء السبيل. وقد اتهموا القس “غرانديه” بالتحالف مع الشياطين ليتلبس جسد الراهبة، وبدأ الناس يخافون من “غرانديه” وينظرون إليه بحذر شديد. كانت “رئيسة الدير” وبالتحالف مع “مينيون” قد اتهما “غرانديه” بأنه قام بإلقاء  غصناً من الورد في حديقة الدير، وما من راهبة لمست وروده إلا وفعل السحر فعله فيها وحلّ الشيطان في جسدها… تألفت على أثر ذلك هيئة من القضاة للنظر في هذه القضية، ومثلت الراهبات المسكونات أمامها، وكان “غرانديه” قد قابل التهمة بالهزء والسخرية. وقد شكا أمره إلى كبير أساقفة “بوردو”، فأرسل طبيبه الخاص إلى الكنيسة للتحقيق في هذه القضية، وما كاد الطبيب يصل حتى شفيت الراهبات وتوقفن عن الأعراض التي كانت تنتابهنّ، فأيقن الكثيرون بأنهن كاذبات وسقطت التهم عن “غرانديه”. وفي أحد الأيام وقع كتاب هجائي في يد الوزير “ريشيليو” وفيه هجوم شديد على الوزير وعلى المظالم التي ترتكب في عهده بأسلوب فكاهي ساخر، فأكد بعض الكهنة أن “غرانديه” هو الذي كتبه، وسرعان ما أمر الوزير معاونيه بتوقيف “غرانديه”، وما كاد أن يدخل السجن حتى اتفق “مينيون” مع الراهبات أن يعيدوا المؤامرة على “غرانديه” وعادت الشياطين للظهور في أجسادهنّ، وحاول بقية الكهنة إثبات وجود الشياطين في أجساد الراهبات بشتى الأساليب لكن الطبيبين “دونكان وكيليه” استطاعا فضح ذلك الافتراء وإظهار ما وراءه من تصنع وخداع، وجعلا من قضية الشياطين موضوع فكاهة وسخرية لدى الجمهور الذي حضر الفحص، مما أغضب رئيس الكهنة فأصدر قراراً منع فيه الطبيبين من التعرض للراهبات والكهنة وأراد أن يبطش بالطبيبين، فاستجار الأول بالماريشال “بروزه” الحاكم، وهرب الثاني إلى إيطاليا. طلب رئيس الكهنة من “ريشيليو” أن يحاكم “غرانديه” بتهمة السحر والتحالف مع الشيطان، في “18” آب عام “1634” أصدرت المحكمة حكمها بأن يوثق “غرانديه” على وتد فوق محرقة تقام في الساحة كي يحرق جسده حياً وتحرق معه نزعاته السحرية، وأن ينثر رماده في الريح، وطُلبَ من “غرانديه” الاعتراف بذنوبه وطلب الغفران، ورغم شتى أنواع التعذيب أصر “غرانديه” على القول بأنه لم يمارس السحر يوماً، ولم يؤمن بوجوده أصلاً، ولم يرى للشيطان وجهاً أو يسمع له صوتاً. وبينما كانت ترتفع صرخات الجمهور استنكاراً مطالبة بالكف عن تعذيبه إلا أنهم أوثقوه إلى وتد بسلك من حديد، وارتفعت أصوات الكهنة المصطفين بأغان دينية تهدف إلى إخراج الشيطان من جسده، وكان “غرانديه” يردد بأنه بريء وأن الله يعلم بأنه بريء وأن في السماء إلهاً سيحاكمهم!! كانت تلك كلماته الأخيرة عندما كانت النار التي تؤججها الريح قد أحاطت به من كل جانب، وما هي إلا دقائق، لم يبق من “أوربان غرانديه” سوى عظام متفحمة.

الأسقف أوربان غرانديه ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً Read More »

اغتصاب

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها..

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها.. عبر التاريخ القضائي الفرنسي، هناك قضايا تبعث على الألم والاشمئزاز ومن بين تلك القضايا جريمة اغتصاب وقتل لفتاة قاصر، وقد حدثت هذه الجريمة عام 1848 أي في القرن التاسع عشر. كانت الضحية فتاة في الخامسة عشرة، وقد اكُتشفت جثتها في مقبرة “سان أوبان” في “تولوز” والتي يفصلها عن بستان الرهبان جدار. كانت الجثة تحمل آثار جروح في رأسها ودم في راحتيها وخدوش وتمزقات في مواضع حساسة من جسدها، بدت وكأنها آثار لعنف ممارس على الضحية المغتصبة والتي تدعى “سيسيل”. وقبل يوم من اكتشاف جثتها كانت ترافق معلمها الذي تعمل عنده كمبتدئة في تجليد الكتب، وقد رافقته إلى بيت الرهبان لتسليم كمية من الكتب المجلدة، وحين انتهت طلب منها معلمها أن تنتظره في رواق الدير ريثما يحاسب الرهبان، ولما عاد لم تكن موجودة وانتظرها بعد الظهر وكل الليل على أن تعود لكن دون جدوى. جثة الفتاة كانت جافة رغم الأمطار.. في اليوم التالي عثر حارس المقبرة على الجثة، اتجه التحقيق نحو بيت الرهبان وفتشوه شبراً شبراً، وحتى الرماد والنفايات فحصت بدقة دون وجود أي أثر للجريمة، لكنهم عثروا على عشب مسحوق وآثار سلم وأقدام من ناحية جدار البستان، وعلى قمة الجدار وجد أثر قشط يدل على أن جسد الضحية جُرّ على الحائط قبل أن يلقى به إلى الناحية الأخرى، والذي أقلق المحققين أن السماء كانت تمطر طوال الليل والأرض مبللة بينما جثة الفتاة كانت جافة كما لو أنها وضعت بهدوء، لكن كل هذه الأدلة تؤكد مرور الجثة من بستان الرهبان إلى المقبرة. لا شكّ أن الأنظار كانت تحوم حول معلم الفتاة لأنه لم يشارك يوم اختفاء “سيسيل” في البحث عنها، ثم سافر في اليوم التالي في رحلة لم يعرف سببها ولا غايتها ولا ضرورتها، وكان من الممكن حمل الكتب إلى مقر الرهبان دون اصطحاب الفتاة، وعندما عاد من سفره وقع تحت التحقيق والاستجواب، فقال بأنه شاهد في الرواق حيث كانت “سيسيل” تنتظر راهبين مختصين بالأمور الاقتصادية وهما: “ليوتاد وجبريان”. استدعى المحقق الراهبين الذين أنكرا مشاهدتهما لأي فتاة، وبسؤال السكان الذين يحيطون بالمقبرة ومعلم “سيسيل” عن هذين الراهبين تبين أن “ليوتاد” كان يصدر منه حركات فاضحة، فأوقف القضاة “ليوتاد” وأحيل إلى محكمة الجنايات، وقد جمعت ضده أدلة جديدة، فقد وجد مابين قميصه وجلد بطنه قشّتان مخضّبتان بالدم، ووجد في الثياب المعدّة للغسيل في المقر قميصاً ملوثاً من الداخل، ومن الخارج، وتبين أن صاحب القميص هو “ليوتاد”. قاد الفتاة إلى جانب المقبرة واغتصبها!!.. وافتتحت الجلسة في قصر العدل “بتولوز” وكان الجميع ينتظرون مصير “ليوتاد”، وبدأ النائب العام هجومه على “ليوتاد” قائلاً: “عندما يجتمع الاغتصاب بالفجور يدع خلفه أثاراً تنبئ بجريمة من ارتكبها، هناك دائماً دلائل لا تخدع مثل تلك التخريبات التي يسببها انفجار تلك العواطف عندما تنتقم لنفسها ذات يوم”، وأضاف: “إن سيسيل الصغيرة لم تختنق بين ذراعي رجل إباحي أو زير نساء أو تحت وطأة عناق فاجر، لكنها سقطت تحت سطوة هيجان يشبه الهذيان، والعفة تفرض التكبر على النزوة وضغط الحواس، وعندما تهرب العفة من يد المرء، تثور الغرائز بشكل فوضوي ضد عبودية النفس الطويلة، فتحدث الكوارث التي تشبه إنفجارات الحمم التي تمزق جوانب البركان”. كان النائب العام قد توصل لمن ارتكب تلك الجريمة البشعة مسنداً أقواله إلى دلائل من أناس وأشياء، وقد قال: “إن كل شيء جرى في غرفة الخدم” فربما طلبت “سيسيل” رؤية الحمام وقد اقتاد “ليوتاد” الفتاة إلى الحمام ثم سلك طريقاً آخر أمام صديقه، فالريشة العالقة بين ثياب “سيسيل” تشبه تلك الموجودة في فرشة سرير “ليوتاد”، والفتاة عندما شاهدت اهتمام “ليوتاد” بها ذهبت معه إلى غرفة فيها كومة قش وقد تعانقا هناك، ثمّ قاد الفتاة إلى جانب المقبرة وتم اغتصابها بوحشية وقتلها… وجلب سلّماً ورماها إلى الحائط الآخر، أخذ “ليوتاد” يدافع عن نفسه ويكرر بأنه برئ، وقد حكمت عليه المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة، ولم يسُمع منه أي تذمر طوال وجوده في سجن “تولوز”.

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها.. Read More »