Author name: Tahani-Saker

جاك

جاك السفاح… مازال مجهولاً!!

جاك السفاح… مازال مجهولاً!! جاك السفاح انتزع رئة سيدة وأرسلها إلى قائد الشرطة البريطاني في علبة!! كان “جاك” باقر البطون يقتل بسرعة صاعقة، ثمّ يغيب في الضباب، ولم يستطع أحداً أن يرسم أي ملامح دقيقة لوجه سيد الرعب هذا!! في يوم من الأيام وجدت فتاة فرنسية مقتولة في شقتها الصغيرة في “لكسنغتون ستريت”. ومرة أخرى كانت هناك ضحية أخرى وجدت مخنوقة في دكان خالٍ في شارع “شفتسبرغ”، ولم يترك القاتل أي دليل يخبر عنه، وكان العالم المحيط بالضحايا صامت بشكل غريب!! كانت “جانيت” تعيش مع عشيقها الطباخ الايطالي وابنه وهو غلام في الرابعة عشر من عمره، حيث كانت تحبه وتعنى به. كانت مهنة “جانيت” بيع جسدها في شوارع “لندن”، ومرّة دخل الغلام غرفة “جانيت” فظنّ أنها مغمى عليها ثم لاحظ المنديل حول عنقها، وغالباً ما تعقّد شعرها به، فمدّ يده  إلى وجهها فكان بارداً، فأصيب بالرعب وهرع يستغيث. وذات مساء دخلت فرنسية أخرى اسمها “لولو” إلى صيدلية ليلية متورمة الوجه، ولم تلبث حتى أغمي عليها، وقد حل الصيدلي القسم الأعلى من ثيابها فوجد آثار أظافر على جسدها، كما وجد على عنقها خطوطاً بنفسجية طويلة، وكأنها آثار لمحاولة خنق. وجدت مذبوحة هي وأمها في شقتها!! حين عادت إلى صوابها، لم تستطع أن تعطي إلا معلومات غامضة عن المعتدي: جهم، أسمر، أنيق الثياب، بعد عدة أيام، وجدت فتاة “ايرلندية” مذبوحة في شقتها وقد عثر على أم الفتاة مذبوحة، وكانت كلتاهما تحمل آثار الخنق المميتة نفسها. في صباح يوم ضبابي تلقّّى الجنرال “السير شارلز وارن” قائد الشرطة اللندنية تقريراً من مخفر المنطقة مفاده :”لقد عثر على جثة امرأة مقتولة بطعنات سكين، لقد هاجمها القاتل، وطعنها في عنقها وبطنها 39 طعنة، إنها مبقورة من الأعلى إلى الأسفل، امرأة في الأربعين من عمرها”. بعد ثلاثة أسابيع عثر على جثة امرأة أخرى وكانت هذه الجريمة شبيهة بسابقتها، وبعد هذه الجريمة بعدة أيام وجدت فتاة أخرى مبقورة البطن، لم يتوصل أحد لمعرفة الدافع لجرائم القتل هذه. في تلك الأثناء جن جنون مدينة “لندن”، وقد دبّ الهلع في قلوب الكثيرين والكثيرات، وبعد أيام وجدت جثة امرأة خلف بناء “النادي العالمي للعمال”، وهي امرأة من أصل “سويدي”، وبعد قليل عثر أحد عمّال الخدمة الليلية على جثة امرأة بائسة أخرى كان بطن الضحيتين مبقوراً. في اليوم ذاته من وقوع الجريمة، تلقت وكالة الأنباء الصحفية في “لندن” رسالة يقول فيها المجرم باختصار:” لن أتوقف عن بقر البطون إلا عندما يلقى القبض عليّ، إن الجريمة الثالثة  التي سأرتكبها سأقطع فيها أذني السيدة وسأرسلهما إلى ضابط الشرطة”، ثم وقع “جاك” باقر البطون!!. تلقّى قائد الشرطة “رئة” القتيلة في العلبة!! كانت الناس متوترة من رجال الشرطة، وأخذت تهزأ بهم وبعملهم، وتابع رجال الشرطة أبحاثهم دون فائدة، وفي اليوم التالي لتلك الرسالة اكتشفت قرب الأوبرا جسد امرأة مبقورة البطن ومشوهة وقد انتزع القاتل إحدى رئتيها، وبعد يومين تلقّى قائد الشرطة تلك الرئة موضوعة في علبة!! بعد فترة أيضاً وجدت امرأة مذبوحة في شارع “الإيست إند”، وبعدها ثلاث نساء مذبوحات، وعلى إثر ذلك استقال الجنرال “شارلز وارن” من منصبه وبعدها لم يسمع عن أي جريمة، وعاد الاطمئنان إلى نفوس الناس، وقد بدا أن الشرطة أيضاً توقفت عن الاهتمام بالتحقيق والبحث عن السفاح..! هذا الموقف المريب أثار شكوك الناس، فراحوا يتهامسون بأن “جاك” باقر البطون ليس شخصاً مهماً، كان معروفاً بتصرفاته الغريبة، وظلّت هذه الهمسات تخفت شيئاً فشيئاً حتى طويت تماماً لفقدان الدليل، ثم عادت وأثيرت بعد 80 عاماً عندما كتب الدكتور “ستويل” سنة 1970 مقالاً يتحدث فيه عن “جاك” باقر البطون، وقال فيه أنه سليل أسرة ذات مكانة رفيعة في المجتمع البريطاني، وإن جدته وأفراد أسرته يتمتعون بالاحترام والتقديس، وأن رجال الشرطة قد عرفوه، ولكنهم اضطروا إلى التكتم وهذا السبب هو الذي دعا الجنرال “وارن” إلى الاستقالة من منصبه، لكن جميع هذه الدلائل لا تثبت شيئاً، مما حمل رجال الصحافة على استجواب كاتب المقال الدكتور “سويل” لمعرفة اسم السفاح، فرفض الإدلاء به وأصرّ على كتمانه، وظلت هذه القضية لغزاً مستعصياً على الحل..

جاك السفاح… مازال مجهولاً!! Read More »

Portrait of Henri Landru, or 'Bluebeard

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه احتيال على النساء الراغبات في الزواج “هنري لاندرو” هو أشهر سفاح في القرن التاسع عشر، ولد في باريس، تعددت أسمائه كما أحكام السجن لديه، مرة سنة ومرة سنتين وآخر مرة حكم عليه لمدة أربع سنوات. ثم اختفى بعد ذلك، بدأ حياة الاحتيال على النساء الراغبات في الزواج عام “1909” بسلب أموالهن ثم قتلهن، والحكاية بدأت عندما تلقى رئيس بلدية “غامبيه” في باريس رسالة من الآنسة “لاكوست” مفادها أن أختها السيدة “بويسون” قد اختفت هي وخطيبها “فريميه” وبعد أيام تلقى رئيس البلدية أيضاً رسالة مشابهة للرسالة السابقة، تبحث عن السيدة “كولومب بيلله” التي اختفت مع صديقها أيضاً، وعلى أثر ذلك اتفقت الأسرتان على تقديم دعوى ضد مجهول، ولدى التحقيق عن ذلك الرجل الذي يحمل “إسمين مختلفين” لكنهما بنفس المواصفات، بدأ لغز اختفاء السيدتين يأخذ منحى أكبرعند مفوض الشرطة، ودائرة الشك كانت تحوم حول شخص يدعى “فريمييه” وقد اختفى فجأة ولم يجدوا له أثراً، ومرة كانت السيدة ” أونور” وهي صديقة السيدة “بويسون” المختفية تسير في السوق، فشاهدت “فريميه” يغادر مخزناً لبيع الأواني الخزفية، فلحقت به ولكن ما لبث أن اختفى فجأة بين الزحام، ذهبت السيدة إلى مفوضية الشرطة وأدلت بمعلوماتها حول “فريميه”، وبالعودة إلى المخزن، تبين أن مجموعة الأواني الخزفية قد اشتراها المهندس “غيلله”، وعندما ذهب المفوض إلى بيت “غيلله”، قالت له خادمة المبنى أن السيد “غيلله”، متزوج وقد سافر مع زوجته إلى خارج “فرنسا”. متهم بعدة حوادث سرقة ونصب واحتيال عاد المفوض إلى المخفر وراجع مذكرات الشرطة الجنائية، فوجد عدة ملفات باسم “السيد هنري ديزيريه لاندرو” وبالمقارنة بين المواصفات وبين “فريمييه” تبين أنها أسماء لرجل واحد متهم بعدة حوادث سرقة ونصب واحتيال، بدأ المفوض يراقب منزل “غيلله” بانتظار عودته، عاد “غيلله” بعد أسبوع برفقة امرأة شقراء في السادسة والعشرين من عمرها، فألقوا القبض عليه وقد اعترف في دائرة الشرطة بسرقاته واحتياله لكنه نكر جرائمه في حق السيدتين ومعرفته بهن، وقد أودع في السجن بانتظار التحقيق، ذهب مفوض الشرطة مع رجاله إلى منزل “غيلله”، وبحث عن أدلة تدين الرجل وتكون بمثابة الضربة القاضية ” لغيلله” خاصة عندما استدعى السيدتين المدعيتين فقلن أنه هو الذي احتال على المرأتين وأغراهن بالزواج منه، وفي منزل “غيلله” عثر على دفتر مذكرات مكتوب فيه بقلم رصاص أسماء عشر نساء، بينهم اسم السيدة “بويسون” والسيدة “كولومب” وهما المرأتان المختفيتان وعندما بحثوا في الكراج عثروا على رسائل من نساء يطلبن الزواج من “غيلله”، وأيضاُ وجدوا ثياباً نسائية داخلية وشعراً مستعاراً وأسناناً اصطناعية!. لمن تكون تلك البقايا؟؟ من بين صاحبات هذا الحطام تبين للشرطة أنهما للمرأتان المختفيتان، اتجه مفوض الشرطة إلى الأسماء الباقية فوجد امرأة مختفية وهي بائعة ثياب، كانت أرملة ولها ولد في السابعة عشر من عمرها، قد اختفت منذ أشهر وثمة سيدة لعوب في الثامنة والثلاثين قد اختفت مع كلابها الثلاثة بعد اعلان زواج نشرته الصحف، أثناء البحث في حديقة المبنى، استطاع رجال الشرطة العثور على جثث الكلاب الثلاثة، أما المرأة فلم يجدوا لها أثراً، وبالتحقيق تبين أن هناك نساء أخريات قد تعرفن على “غيلله” واختفين، وبدأ المحقق في التنقيب والبحث في كل شبر من المبنى والحديقة وعثر في القبو على فرن صغير فارغ إلا من الرماد ، وبدأو باستجواب الجيران الذين يعرفون “غيلله” أو “لاندرو” أحد الجيران شهد أن “لاندرو” كان يشتري كميات كبيرة من الفحم، وجار آخر قال: أن الدخان كان يتصاعد لوقت طويل من مدخنة “لاندرو”، وأكدت سيدة أنها كانت تشم رائحة لحم متفسخ!! عاد مفوض الشرطة إلى منزل “لاندرو” وقرأ مذكراته مرة أخرى، ولفت نظره تواريخ متعددة قد اشترى “لاندرو” شفرات للمنشار تستخدم لنشر المعادن، كان واضحاً أن هذه المناشير تستخدم لتنشر جثث الضحايا وتقطعها لإدخالها في الفرن الصغير. في السابع من شهر تشرين الثاني سنة “1921” بدأت المحاكمة، وكانت أنظار النسوة مشدودة إلى “لاندرو” الذي بدا أنيقاً، وسيماً بقامته الطويلة ولحيته المسترسلة. استمرت جلسات محاكمته ثلاث وعشرون يوماً، وفي شباط “1922” حكم على لاندرو بالموت لارتكابه إحدى عشر جريمة قتل ضد خطيباته مع إبن إحداهن! اقتيد “لاندرو” إلى الساحة العامة ليكون عبرة للآخرين، وكانت المقصلة قد بترت رأس أشهر سفاح في القرن التاسع عشر.

هنري لاندرو… دفتر مذكراته كان بمثابة المقصلة التي قطعت عنقه Read More »

الماريشال

الماريشال الساحر … ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان

الماريشال الساحر: ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان المكافأة الكبرى: منح لقب الماريشال… في أثناء احتلال انكلترا لمعظم أنحاء فرنسا أوائل القرن الخامس عشر، كان “شارل السابع” ملكاً على فرنسا، وكان يحكم بلاده بمساعدة عدد من أصدقائه والمقربين منه، وكان لا يستطيع محاربة الانكليز، فهب عدد من الفرسان المخلصين له ومن بينهم “جان دارك” و “جيل دولافال بارون دوري”، وقد انتصروا على الإنكليز. عمد “شارل السابع” بمناسبة تتويجه إلى مكافأة أنصاره الأوفياء، فمنح لقب “شوفاليه” “فارس” إلى عدد منهم، وخص المكافأة الكبرى إلى “جيل دولافال بارون دوري” ومنحه لقب “ماريشال فرنسا” وهو في الخامسة والعشرين من عمره. ليس كل ما يبرق ذهباً: كان الماريشال “جيل دوري” من أكبر أثرياء أوروبا، ومن أعظمهم شأناً، ومحباً للآداب والفنون والعلوم، ويتكلم عدة لغات، ومبحر “باللاتينية”، كما كان جميلاً وقوياً. وحين انتقل الماريشال إلى مزرعته المفضلة في “تيفوج” كان في صحبته مائتا فارس من أعلى الرتب ولكل منهم خدمه وأتباعه وأعوانه، وكان الماريشال ينفق عليهم جميعاً ببذخ وسخاء. لكن ليس كل ما يبرق ذهباً، فخلف تلك المظاهر الكذابة، بؤرة من الفساد تجمع “الماريشال” كل ليلة مع “شلة” من الفاسقين ومنهم أبناء عمه. كانت ثروة الماريشال تتبدد شيئاً فشيئاً، حتى أنه صار يبيع من أملاكه ويستدين ليغطي حياة البذخ التي يعيشها، وقد أوشك على الانهيار. لكن زوجته وابنته شعرا بتلك الهوة التي يعيشها “الماريشال” فقررا اللجوء إلى الملك “شارل السابع” لكي يضع حداً لتلك المهزلة، فأصدر قراراً يمنع فيه الماريشال “دوري” من التخلي عن أملاكه. السحر الأسود للحصول على الذهب بعد ذلك الحد من تصرفات “الماريشال”، اتجه ذهنه إلى صنع الذهب بدلاً من البحث عنه، فأخذ يبحث في كتب التجار عن الصيغ التي تساعده على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، وأصبح يلتهم كتب الكيمياء القديمة الملازمة للتنجيم والذي اختلط بها السحر الذي ينقسم إلى شقين، “السحر الأبيض” وهو الذي يتوسل الله والقديسين من أجل عمل الخير و”السحر الأسود” الذي يتجه إلى استحضار الشيطان لالتماس عونه عن طريق الذبائح الحيوانية والبشرية التي تقدم إليه كقربان، أرسل “الماريشال” من يبحث عن ساحر عظيم يحول المعدن إلى ذهب، وبدأ السحرة يتوافدون إلى القصر، وكان “الماريشال” يمدهم بأدوات وأفران لتذويب المعادن، وقد اعتكف معهم في قبو القصر الذي تحول إلى بؤرة من طقوس السحر والشعوذة، وكل شيء كان في الخفاء، لأن ممارسة السحر آنذاك يعتبر جريمة عقوبتها الإعدام. كان كل ساحر يوهم “الماريشال” بأن الشيطان قد ظهر له بصورة أو بأخرى “كثعبان، أو فهد أو نمر” وهكذا كان “الماريشال” يبذخ بالمال والذهب على السحرة الذين كانوا يخفقون ويرحلون، لكن “الماريشال” لم ييأس بعد وقد خيل إليه أن الشيطان يقترب منه أكثر فأكثر. وأخيراً عثر على الساحر المطلوب وهو شاب فائق الجمال في الثالثة والعشرين من عمره أعجب “الماريشال” به إعجاباً شديداً، واستمرت طقوس السحر أياماً وليال دون فائدة، وعمد الساحر إلى تقديم القرابين الحيوانية للشيطان، ثم ادعى أن الشيطان قد ظهر له وطلب منه “يداً وقلباً وعيناً ودماً” منزوعة من أطفال جميلين، وعندما سمع “الماريشال” هذا الطلب لم يصبه الذعر أو الغرابة، فما أكثر الأطفال الذين قتلهم وأخفاهم من أجل متعته! فلماذا لا يقتلهم من أجل الذهب؟؟ فأتوا بفتى جميل كقربان أول لتقديمه إلى الشيطان، وقد انتزع “الماريشال” يد الضحية وقلبها وعينها وزجاجة من الدم الدافئ ووضعهم في منديل أبيض وقدمها للساحر لاستحضار الشيطان، وقد انتهى طقس الاستحضار في الصباح وتتالت طقوس أخرى وضحايا جدد دون فائدة. ثورة المطران: كانت حالة الذعر والذهول تهيمن على البلاد والعباد، وبدؤوا بالبحث عن أطفالهم المختفين، وما لبث هؤلاء أن تأكدوا أن حوادث الاختطاف تتم في قصر “الماريشال” “جيل دوري”، وأخبروا المطران بذلك وأطلعوه على شكوكهم، فألف المطران لجنة سرية لمراقبة “الماريشال” وراقبوه وهو يأمر جنوده بإلقاء الجثث في أعماق الحصون. تم العثور على “80” جمجمة لأطفال، بعد ذلك أصدر المطران قراراً يتهم فيه “جيل دوري” وبعض أعوانه بخنق الأطفال الأبرياء والتمثيل بهم بوحشية بعد أن يمارسوا معهم “اللواط”. وصل الأمر للملك وأمر بتأليف محكمتين: واحدة مدنية وأخرى كنائسية في مدينة “نانت”، واستمع أعضاء المحكمة والجمهور إلى الشهود عن تفاصيل الجرائم التي اقترفت بوحشية. واعترف “الماريشال” بكل جرائمه وتحدث عن ممارسته للسحر لاستحضار الشيطان، وأنه قام بتنفيذ أوامر الشيطان وإرضاءه، بعد ذلك قضت المحكمة بإعدام الماريشال “جيل دوري” ومساعديه والساحر شنقاً ثم إحراق جثثهم.

الماريشال الساحر … ينتزع من الأطفال القلب والعين واليد قرباناً للشيطان Read More »

الاسقف

الأسقف أوربان غرانديه ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً

الأسقف “أوربان غرانديه”… ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً كان الأسقف الشاب “أوربان غرانديه” الذي ولد سنة “1590” يتمتع بحرية الفكر واستقلال الرأي، ولا يستطيع التقيد بنظام الطاعة بشكل عشوائي، فقد كان يتمسك بأصول الدين، وروحه الداعية إلى الفضيلة والمحبة دون طقوس ومظاهر، أو إتباع أوهام وخرافات تتنافى في رأيه مع المنطق السليم ولا تتلاءم مع جوهر الدين، في عصر كان مليء بالدجالين والمشعوذين الذين يتاجرون بالمبادئ السامية. كان لـ “غرانديه” خصوم عديدون، في طليعتهم الكاهن “مينيون”، ومنافسون يحسدونه على ما يتمتع به من حجج قوية وحيوية عارمة وشباب ريان وما يحظى به لدى الناس من حب وإعجاب ولا سيما عند النساء المفتونات بجماله وبلاغته، وقد اتهم بإقامة علاقات غرامية مع العديد منهنّ، وكانوا ينتقدونه لمعارضته سياسة الدولة خاصة في ظل حكم الكاردينال “ريشيليو” الذي كان يحكم فرنسا حكماً دكتاتورياً في عهد “لويس الثالث عشر”، والذي أرهق البلاد بالحروب. بدأ هؤلاء بمؤامرة ضد “غرانديه” فاتهموه بالتهاون في واجباته الدينية وإقامة علاقات غرامية مع النساء، فاعتقل في “بواتيميه” عام “1629”،  وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر والامتناع عن الطعام إلا من الخبز والماء. بعد مدة رفع “غرانديه” الحكم إلى مطرانية “بوردو”، وبعد التأكد من إدعاءات الدجالين والكاهن “مينيون” بحق “غرانديه”، صدر حكم القضاء عام “1631” بتبرئة “أوربان غرانديه” من التهم التي نسبت إليه، وإبطال الحكم الصادر بحقه، ولكنه نُصِحَ بألا يعود إلى كنيسته وأن يستعفي من منصبه، تجنباً للاصطدام مع خصومه الكثيرين، إلا أنه لم يعمل بهذه النصيحة وإنما عاد إلى موقعه يتحدى به أولئك الخصوم الأقوياء انتقاماً للشهور التي قضاها مضطهداً في السجن. ما كاد “غرانديه” يستقر في بلدته وكنيسته، ويعاود سيرته في انتقاد زملائه والطعن في مسلكهم الذي يتعارض مع أقوالهم، والدعوة إلى نبذ الأوهام والخرافات، حتى بدأ هؤلاء من جديد بمحاربته وعلى رأسهم الكاهن “مينيون”. كان في الكنيسة دير للراهبات هو دير “الأورسولين”، أخذت تظهر على الراهبات عوارض غريبة وعجيبة، منها “النوبات الهستيرية”، فقيل أن الشياطين قد اجتاحت الدير وسكنت في أجساد الراهبات المتعبدات لتفسدهنّ وتخرجهنّ عن سواء السبيل. وقد اتهموا القس “غرانديه” بالتحالف مع الشياطين ليتلبس جسد الراهبة، وبدأ الناس يخافون من “غرانديه” وينظرون إليه بحذر شديد. كانت “رئيسة الدير” وبالتحالف مع “مينيون” قد اتهما “غرانديه” بأنه قام بإلقاء  غصناً من الورد في حديقة الدير، وما من راهبة لمست وروده إلا وفعل السحر فعله فيها وحلّ الشيطان في جسدها… تألفت على أثر ذلك هيئة من القضاة للنظر في هذه القضية، ومثلت الراهبات المسكونات أمامها، وكان “غرانديه” قد قابل التهمة بالهزء والسخرية. وقد شكا أمره إلى كبير أساقفة “بوردو”، فأرسل طبيبه الخاص إلى الكنيسة للتحقيق في هذه القضية، وما كاد الطبيب يصل حتى شفيت الراهبات وتوقفن عن الأعراض التي كانت تنتابهنّ، فأيقن الكثيرون بأنهن كاذبات وسقطت التهم عن “غرانديه”. وفي أحد الأيام وقع كتاب هجائي في يد الوزير “ريشيليو” وفيه هجوم شديد على الوزير وعلى المظالم التي ترتكب في عهده بأسلوب فكاهي ساخر، فأكد بعض الكهنة أن “غرانديه” هو الذي كتبه، وسرعان ما أمر الوزير معاونيه بتوقيف “غرانديه”، وما كاد أن يدخل السجن حتى اتفق “مينيون” مع الراهبات أن يعيدوا المؤامرة على “غرانديه” وعادت الشياطين للظهور في أجسادهنّ، وحاول بقية الكهنة إثبات وجود الشياطين في أجساد الراهبات بشتى الأساليب لكن الطبيبين “دونكان وكيليه” استطاعا فضح ذلك الافتراء وإظهار ما وراءه من تصنع وخداع، وجعلا من قضية الشياطين موضوع فكاهة وسخرية لدى الجمهور الذي حضر الفحص، مما أغضب رئيس الكهنة فأصدر قراراً منع فيه الطبيبين من التعرض للراهبات والكهنة وأراد أن يبطش بالطبيبين، فاستجار الأول بالماريشال “بروزه” الحاكم، وهرب الثاني إلى إيطاليا. طلب رئيس الكهنة من “ريشيليو” أن يحاكم “غرانديه” بتهمة السحر والتحالف مع الشيطان، في “18” آب عام “1634” أصدرت المحكمة حكمها بأن يوثق “غرانديه” على وتد فوق محرقة تقام في الساحة كي يحرق جسده حياً وتحرق معه نزعاته السحرية، وأن ينثر رماده في الريح، وطُلبَ من “غرانديه” الاعتراف بذنوبه وطلب الغفران، ورغم شتى أنواع التعذيب أصر “غرانديه” على القول بأنه لم يمارس السحر يوماً، ولم يؤمن بوجوده أصلاً، ولم يرى للشيطان وجهاً أو يسمع له صوتاً. وبينما كانت ترتفع صرخات الجمهور استنكاراً مطالبة بالكف عن تعذيبه إلا أنهم أوثقوه إلى وتد بسلك من حديد، وارتفعت أصوات الكهنة المصطفين بأغان دينية تهدف إلى إخراج الشيطان من جسده، وكان “غرانديه” يردد بأنه بريء وأن الله يعلم بأنه بريء وأن في السماء إلهاً سيحاكمهم!! كانت تلك كلماته الأخيرة عندما كانت النار التي تؤججها الريح قد أحاطت به من كل جانب، وما هي إلا دقائق، لم يبق من “أوربان غرانديه” سوى عظام متفحمة.

الأسقف أوربان غرانديه ادّعوا أنه متحالف مع الشياطين فأحرقوه حياً Read More »

اغتصاب

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها..

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها.. عبر التاريخ القضائي الفرنسي، هناك قضايا تبعث على الألم والاشمئزاز ومن بين تلك القضايا جريمة اغتصاب وقتل لفتاة قاصر، وقد حدثت هذه الجريمة عام 1848 أي في القرن التاسع عشر. كانت الضحية فتاة في الخامسة عشرة، وقد اكُتشفت جثتها في مقبرة “سان أوبان” في “تولوز” والتي يفصلها عن بستان الرهبان جدار. كانت الجثة تحمل آثار جروح في رأسها ودم في راحتيها وخدوش وتمزقات في مواضع حساسة من جسدها، بدت وكأنها آثار لعنف ممارس على الضحية المغتصبة والتي تدعى “سيسيل”. وقبل يوم من اكتشاف جثتها كانت ترافق معلمها الذي تعمل عنده كمبتدئة في تجليد الكتب، وقد رافقته إلى بيت الرهبان لتسليم كمية من الكتب المجلدة، وحين انتهت طلب منها معلمها أن تنتظره في رواق الدير ريثما يحاسب الرهبان، ولما عاد لم تكن موجودة وانتظرها بعد الظهر وكل الليل على أن تعود لكن دون جدوى. جثة الفتاة كانت جافة رغم الأمطار.. في اليوم التالي عثر حارس المقبرة على الجثة، اتجه التحقيق نحو بيت الرهبان وفتشوه شبراً شبراً، وحتى الرماد والنفايات فحصت بدقة دون وجود أي أثر للجريمة، لكنهم عثروا على عشب مسحوق وآثار سلم وأقدام من ناحية جدار البستان، وعلى قمة الجدار وجد أثر قشط يدل على أن جسد الضحية جُرّ على الحائط قبل أن يلقى به إلى الناحية الأخرى، والذي أقلق المحققين أن السماء كانت تمطر طوال الليل والأرض مبللة بينما جثة الفتاة كانت جافة كما لو أنها وضعت بهدوء، لكن كل هذه الأدلة تؤكد مرور الجثة من بستان الرهبان إلى المقبرة. لا شكّ أن الأنظار كانت تحوم حول معلم الفتاة لأنه لم يشارك يوم اختفاء “سيسيل” في البحث عنها، ثم سافر في اليوم التالي في رحلة لم يعرف سببها ولا غايتها ولا ضرورتها، وكان من الممكن حمل الكتب إلى مقر الرهبان دون اصطحاب الفتاة، وعندما عاد من سفره وقع تحت التحقيق والاستجواب، فقال بأنه شاهد في الرواق حيث كانت “سيسيل” تنتظر راهبين مختصين بالأمور الاقتصادية وهما: “ليوتاد وجبريان”. استدعى المحقق الراهبين الذين أنكرا مشاهدتهما لأي فتاة، وبسؤال السكان الذين يحيطون بالمقبرة ومعلم “سيسيل” عن هذين الراهبين تبين أن “ليوتاد” كان يصدر منه حركات فاضحة، فأوقف القضاة “ليوتاد” وأحيل إلى محكمة الجنايات، وقد جمعت ضده أدلة جديدة، فقد وجد مابين قميصه وجلد بطنه قشّتان مخضّبتان بالدم، ووجد في الثياب المعدّة للغسيل في المقر قميصاً ملوثاً من الداخل، ومن الخارج، وتبين أن صاحب القميص هو “ليوتاد”. قاد الفتاة إلى جانب المقبرة واغتصبها!!.. وافتتحت الجلسة في قصر العدل “بتولوز” وكان الجميع ينتظرون مصير “ليوتاد”، وبدأ النائب العام هجومه على “ليوتاد” قائلاً: “عندما يجتمع الاغتصاب بالفجور يدع خلفه أثاراً تنبئ بجريمة من ارتكبها، هناك دائماً دلائل لا تخدع مثل تلك التخريبات التي يسببها انفجار تلك العواطف عندما تنتقم لنفسها ذات يوم”، وأضاف: “إن سيسيل الصغيرة لم تختنق بين ذراعي رجل إباحي أو زير نساء أو تحت وطأة عناق فاجر، لكنها سقطت تحت سطوة هيجان يشبه الهذيان، والعفة تفرض التكبر على النزوة وضغط الحواس، وعندما تهرب العفة من يد المرء، تثور الغرائز بشكل فوضوي ضد عبودية النفس الطويلة، فتحدث الكوارث التي تشبه إنفجارات الحمم التي تمزق جوانب البركان”. كان النائب العام قد توصل لمن ارتكب تلك الجريمة البشعة مسنداً أقواله إلى دلائل من أناس وأشياء، وقد قال: “إن كل شيء جرى في غرفة الخدم” فربما طلبت “سيسيل” رؤية الحمام وقد اقتاد “ليوتاد” الفتاة إلى الحمام ثم سلك طريقاً آخر أمام صديقه، فالريشة العالقة بين ثياب “سيسيل” تشبه تلك الموجودة في فرشة سرير “ليوتاد”، والفتاة عندما شاهدت اهتمام “ليوتاد” بها ذهبت معه إلى غرفة فيها كومة قش وقد تعانقا هناك، ثمّ قاد الفتاة إلى جانب المقبرة وتم اغتصابها بوحشية وقتلها… وجلب سلّماً ورماها إلى الحائط الآخر، أخذ “ليوتاد” يدافع عن نفسه ويكرر بأنه برئ، وقد حكمت عليه المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة، ولم يسُمع منه أي تذمر طوال وجوده في سجن “تولوز”.

اغتصاب وقتل لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها.. Read More »

لجاسوسة-الراقصة-ماتا-هاري-ليست-إلا-شيطاناً-في-جسد-امرأة

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” – ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!!

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!! ما من رجل أو امرأة في ذلك الزمن إلا ويعرف اسمها… إنها أشهر جاسوسة عرفها التاريخ… الراقصة “ماتا هاري”…”نجمة الصباح” بالأندونيسية. خلقت لتكون ملكة ولدت “ماتا هاري” عام “1876” من أم أندونيسية وأب هولندي واسمها الحقيقي “مارغريتا زيلا”، ماتت أمها وهي في الرابعة عشرة من عمرها وسرعان ما مات أبوها لاحقاً، عندما أصبحت “ماتا هاري” في الثامنة عشرة التقت بالكابتن “ماك ليود” فشغف كل منهما بالآخر، وبعد قصة حب عميقة تزوجها، لكن الكابتن الوسيم كان عصفوراً ينتقل من غصن إلى آخر ومن زهرة إلى أخرى. وقد هجر بيته وانطلق وراء حياة السهر والمجون ومصاحبة الفتيات، بعد زواجهما بسنة أنجبت “ماتا هاري” طفلاً مريضاً يعاني من مضاعفات مرض “الزهري” وقد مات بعد سنة، وبعدها أنجبت طفلة أسمتها “باندا”. مرة اصطحب الكابتن زوجته الشابة إلى البلاط الهولندي، فأدهشت الحاضرين بجمالها الغريب وملامحها الشرقية، فشعرت “ماتا هاري” حينئذ أنها لم تخلق لتكون زوجة تعيش في كنف ضابط متعدد العلاقات، وإنما خلقت لتكون ملكة!! العمل لحساب المخابرات الألمانية عٌيّن الزوج بعد ذلك في مدينة “جافا” في الهند، وعاد لحياة السهر واللهو ولعب القمار، وكانت “ماتا هاري” تجيد الرقص الشرقي، فقد تعلمته من المعابد الهندوسية التي كانت تزورها، و كانت الحياة قد استحالت بينها وبين زوجها بسبب طموحها في الرقص، وتطور الأمر حتى انفصلا، وقد أخذ معه ابنته التي توفيت لاحقاً في عمر “21” عاماً. جن جنونها وفشلت في البحث عن ابنتها فقررت الرحيل إلى باريس عاصمة النور والجمال، وأخذت ترقص في الملاهي، ومرة فوجئت بأحد ضباط المخابرات “الألمانية” في حجرتها، وعرض عليها العمل مباشرة لحساب المخابرات “الألمانية”، وافقت وبدأت بتوطيد علاقاتها مع المسؤولين “الفرنسيين” وكبار قادة الجيش وأخذت المعلومات العسكرية تتسرب إلى “الألمان” على نحو أقلق رجال الأمن الفرنسي. وبدأت الحرب العالمية الأولى سنة “1914”، وإذ بالراقصة الحسناء تغدو ممرضة في جيوش الحلفاء، كان الضباط يعجبون بـ “ماتا هاري” الممرضة ويفتنون بها، وكانوا لا يكتمونها سراً فتلاقيهم تحت جنح الليل، إنها المرأة التي أتقنت ترويض الرجال، تنتزع من أفواههم المعلومات العسكرية والخطط الحربية وتبعث بها إلى دائرة الجاسوسية الألمانية، وقد أدى عملها هذا إلى إحباط الكثير من خطط الحلفاء، وإلى إبادة الألوف من جنودهم، وبحكم علاقاتها الواسعة والشبهات التي تدور حولها، وضعت تحت المراقبة من قبل الأمن الفرنسي ليلاً نهاراً على أمل العثور على دليل إدانة واحدة يتيح لهم إلقاء القبض عليها ومحاكمتها. ماتا هاري…عميلة مزدوجة على الرغم  من أنه لا يجوز اعتراض الحقائب الدبلوماسية وتفتيشها، فقد نجح رجال الأمن “الفرنسي” في التقاط خطابات بإسم “هـ -21” من إحدى الحقائب الدبلوماسية وراحوا يفحصونها بكل دقة، لقد أنكرت “مارتا هاري” وراحت تدافع عن نفسها وتؤكد ولاءها “لفرنسا” وإنها على استعداد للعمل من أجلها. وبدلاً من إدانتها، انتهت باتفاق أن تعمل لحسابهم نظراً لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان، ووافقوا على ذلك وأرسلوها في مهمة سرية إلى “بلجيكا”، حيث التقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين، وأعطتهم معلومات خطرة عن “الألمان”، وأصبحت “ماتا هاري” عميلة مزدوجة. لكن اللعب على الحبلين لا يدوم طويلاً خاصة مع الألمان الذين اكتشفوا أمرها وأرادوا أن يردّوا لها الصاع صاعين، وبدؤوا في مراسلتها بشكل صريح بخطابات مستخدمين شيفرة يفهمها “الفرنسيون”، مما جعل الفرنسيون يلقون القبض عليها بتهمة التجسس لحساب “الألمان”، مع وجود دليل قاطع يدينها وهو “الخطابات”. وليس كل مرة تسلم الجرّة، فقد وقعت بين براثن “الأمن الفرنسي” المشهود له بقوته آنذاك، وفشلت في الدفاع عن نفسها، وتمت محاكمتها في “باريس” وصدر الحكم بإعدامها بالرصاص في 15 تشرين الثاني عام 1917. في الليلة السابقة لإعدامها، خلعت ملابسها ورقصت أمام سجينتين وراهبتين عارية تماماً، وقد قالت عنها إحدى الراهبتين: “لقد شاهدت شيطاناً يرقص ويتلوى، إن “ماتا هاري” ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة…!”.

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” – ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!! Read More »

ريتشارد-سورج-...-اسطورة-الجاسوسية

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية كان جاسوساً للاتحاد السوفيتي، ليس طمعاً بالمال، إنما لأنه شيوعياً مخلصاً، والجاسوسية في الاتحاد السوفيتي لها ميزات التمويه والسرية التامة، حتى أنهم كانوا يحبذون العمل على جماعات تشكّل شبكة وبعدة أوجه ويقومون بأدوار مزدوجة يلعبونها. كان “سورج” قد ولد سنة 1895 في “باكو” جنوب روسيا، من أم روسية وأب ألماني، ولتأثره بوالدته أصبح جاسوساً للاتحاد السوفيتي، كان والده مهندساً يعمل في إحدى شركات “القوقاز” للنفط، ثم انتقلت أسرته إلى “برلين” وتلقى “سورج” تعليمه الألماني، وكان جدّه “لوالدته” أميناً للسر عند “كارل ماركس”، تطوع في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد الحرب واصل دراسته حتى حصل على شهادة “الدكتوراه” في العلوم السياسية، وبعد خمس سنوات سافر إلى “موسكو” وانتسب إلى الحزب الشيوعي الروسي، وقد أظهر دراية واسعة لقضايا الشرق الأقصى. تكوين شبكة جاسوسية: عيّن “سورج” مراسلاً صحفياً “لروسيا” في الشمال الأوربي، وفي عام 1930 أرسله “الروس” إلى “شنغهاي” في “الصين”، بمهمة سرية، وهي تكوين شبكة جاسوسية هناك، تحت غطاء مراسل صحفي. نجح في مهمته نجاحاً مذهلاً، كان يتعلم اللغتين “الصينية” و”اليابانية”، حتى أجادهما إجادة تامة، وفي “الصين” تعرّف على الصحفي الياباني “أوزاكي هوزومي”، بعد فترة وجيزة أرسله “الروس” في مهمة أخرى إلى “اليابان”، لتكوين شبكة جاسوسية أخرى، يقوم بإدارتها، وعندما اعتلى “هتلر” زمام السلطة في “ألمانيا”، ذهب “سورج” إلى “ألمانيا” وانتسب إلى الحزب النازي ووافق الحزب على عمله كمراسل صحفي رسمي في “اليابان”، كانت أولى خطواته هي التعرف على السفير “الألماني”، وبذلك نجحت خطة السوفيت في زرع شبكة جاسوسية لها في “اليابان” بقيادة “سورج” وهناك تعمقت علاقته بمساعد الملحق العسكري الألماني العقيد “أوجين آوت”، الذي كان ينتقد المخططات النازية. كان “سورج” يحصل على المعلومات والوثائق والصور الهامة وكلها تحمل نوايا “اليابانيين” العسكرية والخطط الاستراتيجية المقترحة التي تم إرسالها عبر اللاسلكي إلى “موسكو”. وبدأ بتعميق علاقته بالسفير “الألماني” وأعضاء السفارة، مما دعا السفير إلى ترشيحه لمنصب الملحق الصحفي في السفارة. وجاءت الموافقة من “برلين”، وهكذا استطاع أن يطلع على جميع المخططات النازية، واليابانية، أما “أوزاكي” الياباني، فقد ضم للشبكة عشرة يابانيين من ذوي الميول الشيوعية، وكل تلك المعلومات كانت ترسل للاتحاد السوفيتي. وكانت المعلومات التي يرسلها “للروس” صحيحة مئة بالمئة ولم يكن بمقدور “الروس” سحب جندي واحد من الجبهة الشرقية لوقف التقدم الألماني تجاه “موسكو”، وضغوط “هتلر” على اليابانيين للانقضاض على “روسيا” من الشرق. مفاجأة وصلت إلى ستالين: أما القيادة اليابانية فهي لم تتدخل ضد “روسيا” بأي شكل من الأشكال. وقد استطاع “أوزاكي” الحصول على صورة محضر اجتماع المجلس الامبراطوري الياباني، وذهل “سورج” أمام المفاجأة التي أرسلها فيما بعد إلى “ستالين” في “روسيا”، وهنا قرر “ستالين” أن يجلب من الشرق الأقصى قوات كثيفة تجبر القوات النازية على التراجع لأول مرة، وهذا ما حدث في معركة “ستالينجراد”، التي كانت بداية النهاية لجيوش “هتلر”، الذي هزم مع دولته أمام “ستالين”، الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي. وهكذا أنقذ “سورج” روسيا وقد شعر أن مهتمه قد انتهت، ولكن حدثت مفاجأة ليست على البال، ففي عام 1941 اعتقلت السلطات اليابانية “أوزاكي” بتهمة التجسس، وبتعذيبه بوحشية اعترف بزعيم الشبكة “ريتشارد سورج”، الذي كان يعيش حياة اللهو مع راقصة يابانية فاتنة اسمها “كيومي”، والتي كانت جاسوسة لليابان وقد دفعت “سورج” لقراءة ورقة تحوي بعض الأسرار العسكرية أمامها، ثم مزقها وألقى بها في سلة القمامة، فقامت “كيومي”، بإبلاغ الحكومة اليابانية، التي أعادت تجميع الورقة وإعادة لصقها، ثم مواجهة “سورج” بها، وبالمطابقة مع المعلومات التي أدلاها “أوزاكي”، سقط هذا الجاسوس وسقطت شبكته كلها، في السابع من “شباط”، تم تنفيذ حكم الإعدام في الدكتور “ريتشارد سورج”، وقد نكّست الأعلام في “موسكو”، حداداً على مصرعه، وتم إصدار طابع بريد يحمل صورته، بعد زمن قصير أخبرت “كيومي” أصدقاءها في الملهى وهي ترتجف من الرعب أن “سورج” متواجد بين رواد الملهى وأنه عاد ليقتلها جزاء ما فعلت به، ولم يصدقها أحد، لكن بعد مضي عدة أيام، ماتت “كيومي” بحادث غامض، لتترك خلفها لغزاً محيراً بمصرعها.

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية Read More »

مي-ثورب-باك..-أسرت-الرجال-بجمالها-وذكائها-الحاد

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد التجسس لصالح البريطانيين: أصرت “آمي ثورب باك” على التدريب وأخذ دروس في ” التنشين ” وإطلاق النار على الهدف داخل السفارة “البريطانية”، ولمدة ساعة واحدة يومياً، لكن سكان الحي، تململوا وضجروا واشتكوا من الصوت القوي الذي يحدثه مسدسها فتركته وحاولت التأقلم مع عالم الاحتفالات والبروتوكولات، مع زوجها الذي كان أحد كبار الدبلوماسيين “البريطانيين” في السفارة. كانت “آمي ثورب باك” أمريكية الجنسية، واعتبرها “البريطانيون” أنها جميلة ومتحررة جداً، وتتميز بذكاء حاد، وهذه الصفات تنطوي على التحدي الذي تتطلع إليه وهو التجسس بعدما اكتشفت مدى تأثير أنوثتها وجمالها المذهل على الرجال. في إحدى المرات قامت “آمي ثورب” بإغواء مسؤول عسكري “بولندي” وحصلت منه على معلومات خطيرة تتعلق بخطط “بولندا” في التعامل مع “ستالين وهتلر” في حال هجومهما على “بولندا” أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على معلومات استخباراتية حققت الفائدة لـ “بريطانيا” بعد قيام “الألمان” باجتياح “بولندا”، ومحاولة “البولنديين” إعطاء أسرار الشيفرة “الألمانية” إلى عملاء “بريطانيين”، وكانت هذه المعلومات بمثابة الخطوة الأولى على طريق نجاح “البريطانيين” في حل رموز الشيفرة “الألمانية”. نجوم عالميون في عمليات التجسس: عندما عادت “آمي ثورب” مع زوجها إلى “أمريكا” شعرت بالملل والفراغ، فكثرت الخلافات بينها وبينه حتى انفصلت عنه عام 1941، وفجأة اتصل بها “ستيفنسون” وهو رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي 6” والمسؤول عن مراقبة عمليات الاستخبارات “الألمانية” في “أمريكا”، وحاول إقناعها بأن تعاود العمل كجاسوسة، وأمل التعاون معها، وقد وافقت على مهمتها التي تكمن في جعل “الولايات المتحدة” تدخل الحرب العالمية إلى جانب “بريطانيا”، وأن “ونستون تشرشل” هو الذي أوعز إلى “ستيفنسون” بأن تقوم “آمي” بهذه المهمة وهو الذي اتخذ قراره بإرسال “ستيفنسون” إلى “الولايات المتحدة”، وهذا الأخير قد جعل من “نيويورك” مركزاً لعمليات التجسس ومقراً له، وشرع في العمل، وقام بتجنيد حوالي 2000 شخص من الهواة، ومنهم نجوم عالميون أشهرهم “غريتا غاربو” و “مارلين ديتريش”، وقام بتجنيد كبار كتاب الصحافة لكتابة مقالات تخدم سياسة “بريطانيا”، ثم أرسل “آمي ثورب” إلى “واشنطن”، لتتمكن من إغواء رئيس محطة الاستخبارات “الإيطالية” في السفارة، وقد نجحت في ذلك وحصلت منه على الشيفرة السرية للبحرية “الإيطالية” التي كانت تفوق البحرية الملكية “البريطانية” في “البحر المتوسط” من حيث العدد والمعدات الحربية. انتهاء التهديد البحري الإيطالي لخطوط الإمدادات البريطاني: حُلت شيفرة الرسائل السرية الإيطالية، وعُرفت تحركات الأسطول الإيطالي، وتمكن “البريطانيون” من تدمير جزء من الاسطول في معركة “ماتابان” أثناء الحرب العالمية الثانية، وانتهى بذلك التهديد البحري الإيطالي لخطوط الإمدادات البريطانية في البحر الأبيض المتوسط. في عام “1942” كانت “آمي ثورب” في السفارة الفرنسية تنسج خيوطها وترمي بشباكها لتصطاد أحد الدبلوماسيين واسمه “تشارلز بروس”، وهو الملحق الصحفي في السفارة الفرنسية، فاستطاعت أن تجنده في غضون شهر لصالح الحلفاء، وبعدئذ بدأت المعلومات السرية تتدفق إلى العملاء. تمكنت “آمي ثورب” مع “تشارلز بروس” من دخول السفارة الفرنسية ليلاً وتصوير الشيفرات الموجودة داخل خزنة حديدية كبيرة، وقد استغرقت العملية 6 ساعات متواصلة أنهتها بنجاح. وفي نفس اليوم طارت الصور مع رموز الشيفرة الغامضة إلى “لندن”، وكانت تلك آخر عملية تقوم بها بعدما وقعت في حب حقيقي لـ”تشارلز بروس”، الذي تزوجته في عام 1944 قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد انتقل الاثنان إلى “فرنسا” وأقاما في أحد القصور القديمة. لم تكن “آمي” تتحدث عن مهامها التجسسية التي قامت بها لصالح الحلفاء، حفاظاً على علاقتها بزوجها “الفرنسي” وعدم فضح تعاونه معها، وقد عاشت في كنفه حياة الرغد والرفاهية في قصر تدير شؤونه بنفسها، حاولت أن تكتب مذكراتها، وبدأت في كتابتها، واعتبرتها مغامرات متواضعة في حياتها، وقد اختفت تلك المذكرات بعدما ماتت “آمي ثورب باك”، سنة 1963 إثر معاناتها الشديدة مع مرض السرطان.

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد Read More »

الجاسوسة-كارمن-ماري-موري-الملاك-الأسود

الجاسوسة كارمن ماري موري – الملاك الأسود

الجاسوسة كارمن ماري موري لقبت “بالملاك الأسود” وانتحرت بقطع شرايين يدها   كانت “كارمن ماري موري” فتاة حسناء لا تتجاوز الثانية والثلاثين من عمرها، من أصل سويسري، دخلت معسكرات النازية في ألمانيا عندما تعرفت على ضابط الاستخبارات الألماني “هانز” ووقعت في حبه، وقد وعدها بالزواج عندما تنجح في مهمتها كجاسوسة “للألمان”، وقد طلب منها معرفة أسرار خط “ماجينو”: “وهو خط دفاعي فرنسي أقيم على الحدود مع ألمانيا، ويتشكل من عدة أنفاق تحت الأرض، يمتد على مسافة  “12” كلم داخل فرنسا، ومزود بعدة تحصينات قوية تناسب جميع أساليب القتال التي حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى، ويحمل حواجز مضادة للدبابات وسكك حديدية تسهل الحركة”. أصبحت “كارمن” واحدة من نجوم المجتمع الفرنسي: قبل أن تندلع نيران الحرب العالمية الثانية وصلت “كارمن” إلى فرنسا بجواز سفر “سويسري”، وهناك أصبحت رفيقة مشتركة لعدد كبير من الضباط الفرنسيين والشخصيات العامة المرموقة. فأصبحت من نجوم المجتمع البارزين، كانت “كارمن” تذهب من وقت إلى آخر بزيارة قصيرة لبعض المدن والقرى التي كانت تحيط بخط “ماجينو”، وقد عرفت أشياء كثيرة عن تحصيناته وعن مواقع الألغام وسدود الحواجز المضادة للدبابات، ثم قامت بإرسال تلك المعلومات الهامة لحبيبها الألماني “هانز”، كانت مستعدة أن تفعل أي شيء من أجل الحصول على قلب “هانز”، حتى أتى اليوم الذي افتضح فيه أمرها وذلك عام “1939” حيث كانت فرنسا قلقة من أن تدخل الحرب ضد “هتلر”، كانت “كارمن” تتناول المشروب في فندق “جورج الخامس” عندما تعرف عليها ضابطان من الاستخبارات الفرنسية تحت أسماء مزورة. ولم تكن تشعر بأنها مراقبة فكانت تتناول المشروب معهم وتضحك وترمي بين حين وآخر سؤالاً حول بعض المسائل العسكرية الفرنسية، تلك الأسئلة كانت بمثابة الطعم في إلقاء القبض عليها. النجاة من حبل المشنقة… اقتيدت “كارمن” إلى معتقل “بوتيت روكيت” “”la potite rokette الموحش والذي يقع في إحدى ضواحي باريس، ثم شكّلت محكمة عسكرية لمحاكمتها بتهمة: لقاءاتها مع الضباط الفرنسيين ومحاولة البحث عن التحركات العسكرية الفرنسية، وخطط الدفاع في مواجهة قوات “هتلر” في حال سقوط خط “ماجينو”. لذلك أصدرت المحكمة حكماً بالموت شنقاً “لكارمن”، وقبل تنفيذ حكم الإعدام وفي منتصف سنة “1940”، اجتاح الألمان خط “ماجينو” ودخلوا باريس وأطلقوا سراح الجاسوسة “كارمن”، ثم استدعيت إلى برلين لمقابلة رئيس “الجستابو” الرهيب، وكلفها بمهمة خطيرة وهي التظاهر “كعضوة” في منظمات المقاومة السرية، واكتساب ثقة رؤساء التنظيمات السرية وكشف هويتهم ومكان عملهم وأسلوبهم والخطط التي ينوون القيام بها، ثم أعطى “كارمن” أوراق مزيفة على أنها فرنسية هاربة من باريس. لم يتمكن أحد من إحصاء عدد الضحايا التي أوشت عنهم “كارمن” من رجال ونساء، وكلفت بعدها بمهام جاسوسية في هولندا وبلجيكا، وقد نجحت في ذلك، حيث تمكنت من كشف أسماء العديد من زعماء حركات المقاومة والوصول إلى تفاصيل دقيقة عن أسلوب عمل هذه المنظمات رجالاً ونساءً، بعد ذلك أسندوا لها مهمة الدخول لمعسكر الاعتقال الشهير في ألمانيا والذي يبعد “80” كم عن برلين. وبدأت تراقب تصرفات وأقوال النساء المعتقلات في دول أوربا. بعد أسابيع عينت “رئيسة” لأحد عنابر معسكر الاعتقال. كانت “كارمن” تحب السيطرة والإرهاب وتستلذ بتعذيب المعتقلات، كانت تتمتع بمنظر السيدات وهن يرتعدن أمامها أو عندما كانت تجبرهن بالانحناء لها، وانتزاع اعترافاتهن بطرق شيطانية كالتعذيب بالماء البارد ثم جلدهن بالسوط لتلهب به ظهورهن. جاسوسة للمخابرات البريطانية!! بقيت “كارمن” ترأس ذلك المعسكر لمدة أربعة أعوام حتى تقهقرت جيوش “هتلر” وقضي عليها من قبل الجيوش الروسية التي وصلت إلى المعسكر فحررت الأسرى والسجناء. اختفت “كارمن” عدة أسابيع، ثم هربت إلى انكلترا بجواز سفر فرنسي “مزور”، واسم مزور، وتقدمت بعرض خدماتها على البريطانيين على أنها كانت من المسجونين في سجن الألمان، فرحب الإنكليز بها واستعانوا بخبراتها، خاصة في تلك الأيام التي أعقبت استسلام “ألمانيا”، حينها كان الحلفاء يطاردون القيادات النازية وسجّاني المعتقلات لتقديمهم للمحاكمة. ولكي تضع الأقدار حداً أو نهاية لتلك المرأة الشيطانية، سرت الرياح عكس ما تشتهي السفن، كانت “كارمن” بمرافقة إحدى الدوريات البريطانية الاستخباراتية ففوجئت بامرأة تمشي على الرصيف، قفزت “كارمن” لتصطادها وزعقت في وجهها ظافرة  بتلك الفريسة قائلة: “دوروثيا بنز”..! فجمدت المرأة في أرضها ونطقت بكلمة “موري”، عندما سمع الضباط كلمة “موري” تذكروا ذلك المعتقل المخيف الذي كانت تترأسه سفاحة تدعى “موري” فأخذوا “بنز” لاستجوابها وهناك اعترفت بأن “موري” هي السفاحة العميلة للمخابرات الألمانية والتي كانت تترأس السجن، و كانت “بنز” حارسة لديها في المعتقل. عند ذلك اعتقلت المخابرات البريطانية “موري” وألقوا بها في سجن “التونا” في “هامبورغ” لتنضم لزملائها من مجرمي الحرب. نهاية الملاك الأسود “موري”! عام “1946” تقدمت “موري” للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد أسرى الحرب من الحلفاء، بدءاً من التعذيب الوحشي وانتهاءً بالموت. وفي عام “1947” صدر بحق “كارمن” حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت. كانت العادة في السجن ألا تحتفظ السجينة المحكوم عليها بالإعدام بأي من أدواتها سوى بقميص نومها، وكان الجو بارداً، فتوسلت “كارمن” إلى السجانة بأن تأتيها بخفيها، رق قلب السجانة لطلبها وجاءت لها بالخفين ومضت. في صباح اليوم التالي، صدمت السجانة من منظر “كارمن موري” ممددة على الفراش، صفراء اللون وقد فارقت الحياة بقطع شرايين يدها بواسطة شفرة حلاقة كانت قد خبأتها داخل نعل أحد خفيها.

الجاسوسة كارمن ماري موري – الملاك الأسود Read More »

رومان-شرنيافسكي-الجاسوس-المزدوج

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج.. لعب دوراً هاماً في هزيمة هتلر وجد الحلفاء في مجموعات المقاومة في “فرنسا” جواسيساً مخلصين أمثال الضابط السابق البولندي “رومان شرنيافسكي” الذي يعد أحد أبطال عملية “ثبات” التي وضعت نهاية للحرب العالمية الثانية. وقع أسيراً بقبضة الألمان: كان “شرنيافسكي” ضابطاً طياراً بالجيش البولندي ثم انتقل إلى القيادة العامة، وقد سافر في بعثة تدريبية إلى فرنسا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، واشترك في الحرب مع “فرنسا”، ثم وقع أسيراً في يد “الألمان” بمنطقة الألزاس، وسرعان ما هرب من قبضتهم وبقي في “فرنسا” بإسم مستعار وذلك لتزويد “الإنكليز” بمعلومات عن الترتيبات “الألمانية” التي كانت في مناطق “فرنسا” المحتلة، وقد بدأ بتكوين شبكة تتألف من متطوعين فرنسيين ومعظمهم كانوا من الطيارين وعمال السكك الحديدية أطلق عليها اسم “داخل التحالف”، وبدأ في إرسال كميات هائلة من المعلومات إلى “لندن” عن طريق الراديو. مضى كل شيء على نحو جيد لعدة شهور، وقد أصبح عدد أفراد الشبكة 160 شخصاً موزعين في كل أنحاء “فرنسا”. لكن الرياح بدأت تجري بما لا تشتهي السفن، ففي عام 1941 وقعت الكارثة إذ هاجم رجال “الجستابو” شقته في “باريس” وألقوا القبض عليه، وبعد أيام اعتقلوا 64 فرداً من الشبكة، أما الباقون فقد لاذوا بالفرار والسبب هو: امرأة كان يثق بها ويعتبرها صديقته قد وشت عنه، واعترفت بشبكة “رومان شرنيافسكي” وسرعان ما حبسه الألمان في سجن “فرزن” العتيد في “باريس”. بعد فترة حاول الألمان إقناع “رومان شرنيافسكي” بالعمل معهم، وقد فكر في قرارة نفسه أن يزودهم بمعلومات خاطئة ليحوّل انتصارهم إلى هزيمة أي أنه أصبح عميلاً مزدوجاً وتحت أمرة الكولونيل “ريل” كتب “ريل” تقريراً مفصلاً إلى الأميرال “كاناريس” رئيس وكالة مكافحة الجاسوسية في “برلين”، وقد تلقى الموافقة على وضع “شرنيافسكي” كجاسوس لألمانيا، ووضعوا له مخططاً للهرب من السجن حتى لا يثيروا شكوك “الإنكليز”، وتم الهروب. بدأ “شرنيافسكي” في إرسال المعلومات إلى “الألمان”، واتخذ المركز في ضواحي “لندن”، وأرسلها إلى “ريل” في “باريس” مركز إقامة الكولونيل. عظمت قيمته عند “الألمان” وأدرك “الإنكليز” ذلك جيداً حتى جاء يوم وأتيحت له ضربة حظ رائعة، وكان ذلك عام 1943 بسبب مخطط يتطلب إقناع “الألمان” بوجود جيش جرار من مليون جندي يتجمع شرق “إنكلترا” في مواجهة مدينة “كاليه” الفرنسية. لم يكن “الألمان” أغبياء لكن الغريب في الأمر أنهم وقعوا في الفخ، كان “الألمان” ينصتون لذلك النشاط الهائل الذي يجري على الشاطئ المقابل من بحر “المانش” في مواجهة مدينة “كاليه”، وكل هذا عبارة عن خداع وتمثيليات لزيادة ثقة “الألمان” به. خسروا الحرب بسبب خدعة “نورمان”: وكان الخداع كاملاً متكاملاً من حيث “هياكل الدبابات الوهمية والطائرات والسيارات والمدافع المصنوعة من الكاوتشوك”. في اليوم السادس من حزيران 1944 يوم النزول إلى الشاطئ الفرنسي في “نورماندي”، حيث استمر “الألمان” في متابعة تصديقهم لـ “نورمان”، وبدأوا بالتحرك نحو موقع قريب من “نورماندي” والتمركز فيه بانتظار نزول قوات الحلفاء في “كاليه”. نجح الحلفاء في النزول إلى شاطئ “نورماندي” تمهيداً لاجتياح مناطق النازية في كل “أوربا”، وقد كُشف عن سلاح سري وهو مرفآن كاملان مصنوعان قبل الغزو وأقيما أمام الساحل، وهنا أفرغت أنواع شتى من المعدات والأسلحة التي ردت الهجوم الألماني في مفاجأة صاعقة. أدرك “الألمان” ما يواجهون وعرفوا شدة الخطر الذي تتعرض له خطة دفاعهم من قبل الحلفاء، فبدؤوا يغيرون على هذين المرفأين بالطائرات إغارات جنونية. لكن الهجوم الألماني جاء متأخراً لأن الدفاع الجوي عن المرفأين كان شديداً، وأهم من هذا كله أن طائرات الحلفاء المقاتلة ظلت تحميها كأنها مظلة تظللها. وهكذا نجحت الخطة العبقرية التي اخترعها الجاسوس “رومان شرنيافسكي”، وانتصر الحلفاء، وانتحر “هتلر” مهزوماً منكسراً، وأطلق الحلفاء سراح المعتقلين الأربعة والستين في سجن “برزن” بفرنسا بعدما دخلوها وقد هرب “الألمان” منها.

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج Read More »