المظاهر بريق وهمي يتراكض وراءه الأغنياء والفقراء
المظاهر بريق وهمي يتراكض وراءه الأغنياء والفقراء حقيبة يد من أهم الماركات العالمية بنصف مليون ليرة سورية و”سنتور” انتقته صاحبته عن طريق الإنترنت بـ “3000” دولار أما “البروش” الألماس الذي ارتدته صاحبته لإحدى المناسبات ثم حلفت يمين بأن لا ترتديه مرة أخرى بعد أن وجدت إحدى المدعوات ترتدي “بروش” مشابه له، فقد كلفها مليونين ليرة سورية، ولم أعلم أو بالأحرى لم أفهم! سبب شعور إحدى المدعوات بالاكتئاب لأن “الكاب الفرو” الذي لفت نظرها في إحدى الدول الأوربية اشترته امرأة أخرى، فعادت مكتئبة بعد الرحلة التي صرفت خلالها أكثر من ثلاثة ملايين ليرة سورية… هذا كان محور الحديث الذي يدور في إحدى المناسبات التي كنت أحضرها، أرقام وأرقام تصرف على أشياء تافهة لا أعرف مدى قيمتها بالنسبة لأصحابها. ظاهرة غريبة انتشرت في مجتمعاتنا حتى أصبح الرقي والاحترام تحكمه المادة عوضاً عن الثقافة والأخلاق… والسؤال كيف تنعكس تلك المظاهر على حياتنا؟؟؟ من برّا رخام ومن جوا… “ليس كل ما يلمع ذهباً”… مثل قديم أثبت صحته وخاصة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه المظاهر والمادة مقياس لتقييم الأشخاص، ولكن ماذا عندما تكون تلك المظاهر هي ستار لما خفي وعظم؟! هذا ما حصل مع هدى “19” عاماً والتي روت قصتها على الشكل التالي: “أنا وحيدة لعائلة ذات وضع اجتماعي جيد، تربيت مع والدين هدفهم الوحيد إتباع المظاهر ومصادقة الأغنياء، وعندما كبرت أصبح همّ والدتي البحث عن عريس “لقطة” وخاصة أنني اتصفت بالجمال الذي أصبح ورقة رابحة تتاجر بها، إلى أن جاء “فادي” واعتبره والديّ العريس المنتظر، فهو مهندس ناجح وابن تاجر كبير عدا عن كونه وسيم و”جنتلمان”، وكانت صفاته تتمناها أي فتاة، وبدأت تتوجه إليّ نظرات الحسد والغيرة خاصة بعد أن اشترى لي منزل في أرقى المناطق، وأقام لي زفافاً خيالياً ثم سافرنا إلى “ماليزيا” ليبدأ الكابوس الرهيب”… تتنهد قليلاً ثم تتابع: “بصراحة لم أستطع أن أتعرف على “فادي” جيداً بحكم سفره المتواصل، وفترة الخطوبة التي لم تستمر أكثر من شهرين لذلك لم ألاحظ أنه شخص سادي، فمنذ الليلة الأولى لوصولنا بدأ يتحدث بعصبية ويغضب دون سبب، وكان كلامه قاسياً، ومهما حاولت تهدئة الأمور كان يغضب لأقل سبب، وبعد فترة وصل به الأمر إلى ضربي، لم أتحمل هذه المعاملة، وفور وصولي من شهر العسل أخبرت والديّ، وطلبت الطلاق وطبعاً كثرت الإشاعات عن سبب الطلاق، وخاصة من قبل “الشمّاتين” الذين وصفوني بأبشع الصفات، وأنا الآن أعيش أزمة نفسية نتيجة هذا المختل الذي يظهر على عكس حقيقته”!!. سعادة مؤقتة تحكمها المظاهر… المظاهر وحب الادعاء مرض اجتماعي بات يسيطر على كثير من الأشخاص الذين يسعون للفت الأنظار، ولكن كثيراً ما ينقلب السحر على الساحر وتصبح المظاهر نقمة وسبب للانهيار، وهذا ما حصل مع رشا “26” عاماً وخطيبها “همام”، والتي روت قصتها على الشكل التالي: “التقيت بهمام في إحدى الحفلات، ومنذ لحظة دخوله لفت انتباهي بأناقته وطلته المميزة، والأكثر السيارة الرائعة التي كان يملكها. بعدها تجاذبنا أطراف الحديث، وقدم لي نفسه على أنه طبيب وأنّ والده رجل أعمال ولديه شركات ومعامل في إحدى الدول العربية، واستمرت علاقتنا لفترة من الوقت ثم اتفقنا على الخطوبة ولم يتردد والديّ في الموافقة، خاصة أن ثيابه وسياراته وأيضاً منزله في غرب المالكي يوحي بالثقة، والغريب حتى والديه كانا يثنيان على مواقفه، وكان حديثه عن الأعمال والأملاك يبهرني ويجذبني لأنجرف وراءه.. وهكذا عشت سعادة مؤقتة تحكمها المظاهر و”البرستيج” إلى أن طلب والديّ منه تحديد موعد الزفاف، وتجهيز أموره من منزل و”شبكة” ومكان مميز للعرس وغيرها، حينها بدأ يماطل ويتحجج بالعمل والانشغال، وعندما شعر بأنه سينكشف بدأ يقنعني بأن نستأجر منزل في إحدى الضواحي لأنه لا يريد أن يجمّد مبلغ كبير في منزل، أما عن حفلة الزفاف فبدأ يتحجج بأنه لا يحب الحفلات، حينها شعرت أنا وعائلتي بأن هناك شيء غريب وبدأنا نتقصّى عن حقيقته لنكتشف بأنه طالب سنة ثانية في كلية الاقتصاد، وأنّ والده رجل عادي لا يملك إلا المنزل الذي يعيشون به والموروث من جده، أما السيارات فبعضها أجرة وبعضها لأصدقائه !!”. نظرت إليّ وقالت وهي تبكي: “صدمة كبيرة تلقيتها في حياتي لا أعلم هل كان “همام” السبب أم حب المظاهر وانجرافي مع عائلتي وراء الادعاء الكاذب”…. إذا كانت “رشا” ضحية كذب “همام” وادعاءاته فإن “طلال” كان ضحية كذبه هو نفسه، فحب المظاهر ومصاحبة الأغنياء والسعي وراءهم كان سبباً لأن يعيش حياة مزيفة ومرهقة كما وصفها حيث يقول: “منذ الصغر كنت أحب أن أصاحب أبناء الذوات، وبما أنّ وضعنا المادي لم يكن يسمح لي بمجاراتهم كنت دائماً ألجا إلى الادعاء، وعندما كبرت عملت بإحدى الشركات كموظف عادي، وادعيت بأنني مساهم في هذه الشركة، وكان كل راتبي يصرف على استئجار السيارات والسهرات والحفلات والملابس حتى لو اضطررت أحياناً للدين أو سحب قرض من البنك، وهكذا بدأت أنتمي إلى شباب الطبقة الراقية ويحسب لي حساب، حتى أنني استأجرت “بادي كارد” لأزيد من هيبتي أمام الناس الذين ينظرون إلي بإعجاب حيث كان همهم السيارات التي أملكها والأموال الموجودة في محفظتي دون أن يستفسر أحد عن أصلي وفصلي!!! ويتابع طلال “هكذا قضيت حياتي إلى أن التقيت بإحدى فتيات الذوات ونشأت علاقة قوية بيننا، في البداية اعتقدت أنها واحدة من النزوات التي مرت في حياتي ولكن مع مرور الوقت بدأت أتعلق بها، وأصبحت شغلي الشاغل، وبعد فترة تطورت العلاقة بيننا ثم طلبت التعرف على عائلتي والذهاب لمنزل والدي، بدأ يمتلكني الخوف من أن تفضح أمري فمنزلي في إحدى ضواحي دمشق، وعائلتي بسيطة جداً ولا تمت لمظاهري بصلة كنت أتحجج بأنّ عائلتي متعصبة، ولا ترضى بمثل هذه العلاقات ولكن فضول الفتاة وشكها بأمري جعلها تستقصي عن حقيقتي وتعرف أدق تفاصيل حياتي، وقد كان انتقامها قاسياً فلم تترك قريب ولا بعيد إلا وأخبرته عن حقيقتي وأصبحت أضحوكة الجميع مما جعلني ابتعد عن العالم لفترة، واكتشف أن حبل الكذب قصير، وكما يقال “الذي لا يزنه عروقه لا يزنه خروقه”. البرستيج قناع يخفي الكثير من الخلافات لم تكن قصة “أمير” وزوجته “ريم” بعيدة عن موضوعنا فكلاهما من أبناء العائلات الراقية، ولكن حياتهما كانت عبارة عن قناع من المظاهر والبرستيج يخفي وراءه الكثير من التعاسة والخلافات على حد تعبير أمير الذي أكمل قائلاً: “كان زواجي من ريم ترتيب عائلي، فهي ابنة تاجر كبير ومكانته الاجتماعية تناسب العائلة أي “زواج مصلحة”، وبعد فترة خطوبة قصيرة تزوجنا بزفاف رائع لم نبدِ رأينا فيه لأنه كان من ترتيب العائلة، كانت حياتنا روتين قاتل من الحفلات والسهرات وتلبية الدعوات اليومية، وصدقاً لم أشعر يوماً بلذة الزواج فكان كل هم “ريم” هو الاستيقاظ صباحاً والذهاب عند الكوافير ثم تلبية دعوة إحدى الصديقات، وتقضي يومها من مطعم إلى مطعم ومن دعوة إلى دعوة لتعود في آخر اليوم وتحضّر نفسها لتصحبني لإحدى السهرات بينما
المظاهر بريق وهمي يتراكض وراءه الأغنياء والفقراء Read More »










