صحافة... ديجيتال

صحافة… ديجيتال!!

صحافة… ديجيتال!!

في عصر سرقة الأعضاء.. والألحان والإعلان واللهجات.. والبرامج والأفلام.. في عصر الوجبات السريعة وقراصنة الكتب والمجلات..

أصبح الإعلام عبارة عن صندوق الدنيا أو “دكان” فيه ما هب ودب والهدف هو التملك والأنانية والغرور الذي يملاً نفوس أناس عديدين فيصدقون أنفسهم بأنهم كتاب مخضرمين قادرين على ابتكار الأفكار من داخل ثيابهم “ليلتمعوا” أمام الفضائيات ويزخرفوا أحاديثهم المنمقة بديباجات مبوبة كُتبت لهم ليحفظوها عن ظهر قلب ويرددوها كالببغاء لكنهم واضحين وضوح الشمس.. فالبعض قد سوّلت له نفسه الأمّارة بالسوء بسرقة جهد الآخرين واقتناص نجاحهم.. بدل أن يجتهدوا ويبتكروا أبواباً وأشياء جديدة لمجلتهم ليتباهوا بها على الأقل في “يوم القيامة”! نراهم وعلى عينيك يا تاجر يهيلوا التراب على شمعة تضيء في أولى خطواتها! في تقليد أعمى عشعش بين أحشاء صفحاتهم في عصر تتكاثف فيه الأيادي لمحاربة كل شيء مبتكر وخلاق وناجح وذلك في سعي واضح نحو الإبهار والأضواء ليتعاملوا مع الأفكار كما يتعاملون مع الأزياء وقصات الشعر وزخرفات بنطال “الجينز” وطريقة وضع “البودرة” على الخدين وكيف تزرع الغمازتين!!
الحقيقة، نحسد هؤلاء على جرأتهم النادرة في التزوير الإعلامي وإصرارهم الدؤوب بعرض أوهام إعلامية وطمس حقائق فكرية بحجم الكواكب والقمر! فعلى مدى الأسابيع الماضية كانت الهواتف و”الإيميلات” تهمس لنا أن مجلة جديدة “خاصة” اكتسحت السوق بالترويج لاسمها قد اقتبست معظم أبوابها من مجلة “تهاني” وترجمتها إلى اللغة “العامية” في عصر اللغات المحلية.. انتابنا شيء من الغضب قد سمم أنسجتنا لنتساءل بدهشة؟؟ كيف تتكاثر السرقات وتتناسل كالأرانب والفئران.. هل هي فوضى أم عجز؟ كيف يحق للبعض “كرم الله ثراهم” أن يبتلعوا جهد الآخرين! وكيف لديهم تلك الجرأة والقدرة على الاستهبال والتجاهل والاستعباط في سرقة أبواب مجلة أخرى! الحقيقة نحن نحسدهم على تماديهم في تزييف الحقائق.. دون أن نطالبهم في حق اللجوء إلى منعطف هادئ يواروا رؤوسهم فيه.. فالحقيقة واضحة.. وهم أساساً لا يهمهم رأي الآخرين أو أن يوضعوا تحت “كهنوت” النقد أو أن يقال لهم أن أبواب مجلتكم مسروقة من “تهاني” فخارج دكتاتورية قراصنة سرقة الأفكار.. نعلم أن مجلة “تهاني” قد سببّت عقدة وهاجساً لهم وإلا ما سرقت أبوابها! ولكونهم يستطيعون ترويض الآخرين وتطويعهم للمضاربة في بورصة الإعلام التي فقدت مصداقيتها وأصبحت لمن هب ودب ليكتبوا من فوق مخادع الصحافة.. لإرضاء غرورهم وإعجابهم بأنفسهم وللفوز “بكعكة” لفت الأنظار..
وليس كل من حمل قلماً أصبح المتنبي أو حسنين هيكل.. بالأخص أنهم يفتقدون القدرة على أن ينافسوا بشكل شريف للمهنة بأبواب يخترعونها وخاصة لمجلاتهم.. لكن المشهد الإعلامي الذي يسيطر عليه الخداع البصري والتلميع الإعلامي الاستهلاكي الخالي من الجوهر والمليء بالتزييف كأبعاد لصور مشوهة لا تصلح معه كل عمليات التجميل ومبضع الجراح ولا الماكياجات الغامقة التي تبهر العين وتثير العقل.. فكم من مجلات منتشرة كنجوم السماء لا تعرف أن تفرق بين الثقافة والإبداع وبين إرشادات الشيف “رمزي” في فن الطبخ.. لأن الكتابة أصبحت كالفرن تدخل إلى المطبخ من تشاء..!
كنا نأمل تخصيب متبادل للأفكار ومنافسة شريفة دون التعدي على حق الآخرين لكن الأمكنة مظلمة بفجوات عميقة ما زالت تستعمر! وبعدها نتساءل: لماذا يبقى الإعلام نائماً تحت حبات “النفتالين” عقود عديدة دون أفكار جديدة وفي إطار التخدير والتزوير!!

 

فاديا ناصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *