زمن فرّ من عقاربه…

زمن فرّ من عقاربه…
أمام عرشك المتهالك… حلقت بكلمات حب لا تقصدها وقد انتصف القمر… ولفتك النجوم.. تعبث بالرمل.. تزركش تراب الأرض بعد أن اقتلعت الجذور.. لا شيء غير الأشلاء.. وبقايا أصداء.. وحبر يرسم أجساد العبارات.. تنفخ في الأسطر روحاً.. بعد أن دفنتها بأنامل الفتنة.. فاستحالت كلماتك إلى أكفان.. لا شيء ينبع من ذاتك.. تملك المفاتيح والمغاليق.. لغز لم أجد له جواب..  قطعت بأسنانك حبال المودة وكل الذكريات.. مشهد غريب وقيود تجدل سلاسل ظهري.. مخادع أنت في شرايينك أحشاء شيطان.. يستحيل شغفك لغيمة تمطر ساعات الانتظار.. وقلبك يتشح بالسواد.. هنا تنتهي أنشودة الظمأ.. عند ظلك الذي يتبعني.. بعبارات سؤال عن قافية مبتورة.. عند ذاكرة الأفق.. إلى قلب يبكي مداه.. تفوح من خاصرته رائحة النسيان.. في جفاف لا حدود له.. قِبلتكَ  الرحيل عن بستاني.. أرمم فرشاة حقدك وتعاود رسم الأزمات كطفل السكون.. هل جرّبت الهرب من ظلّك؟.. هل اعتدت التلاشي في خطوات توازي ليلي الطويل؟.. تفترس الوقت وأنا أعدّ القهوة لصمت شاء أن يكون طويلاً.. لك كلّ القرارات.. ولصوتي لسان ترمى منه نقائض زمن فرّ من عقاربه.. أيها الشاخص بجبروت الأوهام.. دع عني أصابع التأنيب.. وأنت تخدش حياء الجدران بأظافرك الليلكية.. سئما مما مضى وممن أتى.. كسراب جملة مسكونة بالأنين.. لا تحاول التسكع بين طيات قلبي فعشرات سنيني محض خرافة حبك المسجون في متاهات مهدك.. وأنت تغني لحن الخيانة.. يعود صدى صوتك مواء.. كحجر بين أصابع الليل.. لم يتبق لديك شمس لتضمّها.. غير سؤال يؤرقني!.. لماذا افتعلت الألم بين ضلوعي؟.. تتوارى منه خلف قباب عجزك.. مازلتَ تلاحق أعوامي المفزوعة من خطواتك.. تُقبل نحوي.. فجرٌ قارب على النزيف.. وهواجس تساورني.. يبتلع الشك شراييني.. تصعقني أفعالك.. تهتز أشلائي.. يلتف حولها قحط ثيابك المزهوّة بعبارات التكهن.. وسرج خيل تصدّع في سباقه.. تشعل الغابات بنار جهنم قادمة منك.. فتبعدني عنك.. كيف استطعت لفّ الكذب بهذا الإحكام.. ما عاد في قلبي مساحة لورقة خضراء… تحمل الصبر.. ورقة من الشمس والريح ومن زخات المطر المؤلمة.. لشرنقة ترفض النضوج.. تخاصم الزمن.. رغم حنينها ترسم علامات الغربة على وجنتيها.. هنا وهناك..  تنثر ألوانها للنهاية.. تمتنع عن البكاء.. خوفاً من الغرق في بحر دموعها.. تختبأ خلف وشاح الصمت.. تراقب الجميع يراقصون أحلامهم فتمسح تراكم الحكايات.. في سكون مهيب.. يستمر مشهد الذهول.. لحقيقة لا مفرّ منها.. فكيف تريد لروح نابضة تمارس الموت.. وكيف تريد لقلب ميّت ينبض بالحياة!…
فاديا ناصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *