الفنان-الراحل-أحمد-زكي..-مات-مقتولاً-

الفنان الراحل أحمد زكي.. مات مقتولاً !!

الفنان الراحل أحمد زكي.. مات مقتولاً !!

نعم مات أحمد زكي “مقتولا”، و هو الذي ساعد قاتله على قتله بيده، لم يكن “أحمد زكي” يشرب السجائر، بل كان يأكلها، كان ينهم منها بشراهة، و كانت النتيجة المتوقعة “سرطان الرئة”، “تلف الكبد”، ثم انتظار القدر المحتوم بحسرة و ندامة!! وقد فات الأوان. عانى صراعاً مريراً مع المرض، وكان يقيم معه بشكل دائم، ابنه “هيثم” ابن الفنانة الراحلة “هالة فؤاد”، كما تواجدت بجواره بشكل شبه دائم الفنانة “رغدة”، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الأصدقاء والفنانين.
عولج “أحمد زكي” على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه، إلا أنه طلب من المحيطين به التكتم على الخبر، في “28 آذار” 2005 رحل “النمر الأسود”، الذي اخترق قلوب الجماهير، وكانت الفاجعة التي أثارت حزن الملايين في العالم العربي والعالم، نظراً لشعبيته الكبيرة وقدرته الفائقة على تجسيد أروع وأجمل الأدوار الفنية في العديد من المجالات.

الحرمان منذ الصغر
ولد “أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي” في مدينة “الزقازيق” ‏18‏ كانون الأول ‏1949، حصل على “بكالوريوس” المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم تمثيل وإخراج عام ‏1973‏ بتقدير امتياز .
كانت حياته مليئة بالفن والإبداع، لكنها كانت ثرية بالغموض أيضاً، حقق الشهرة والنجومية في السينما وعالم الفن، وفي المقابل كانت حياته الشخصية مليئة بالعذاب والمعاناة. عاش طفولته وصباه يتيماً للأب الذي فقده والأم التي تركته وتزوجت من رجل آخر، وتربى في بيوت الأقارب، العمّات والخالات وبيت جده، ولم يجد من يحتويه كباقي الأطفال، حتى أنه كان عندما يمرض يكتم مرضه ولا يعلنه تجنباً لنظرة الشفقة!!
عاش الحرمان منذ صغره، ورآه أكثر وأكثر في الأعياد، عندما كان يرى الأطفال يشترون الحلوى والألعاب، وهو يقف كمتفرج محروم من كل تلك المظاهر، كل ذلك كتمه “أحمد زكي”، ليخرجه في طاقاته الفنية وأعماله، بعد أن وضع قدمه على أول طريق للفن.

رحيل الزوجة
ولأن حياة الفنان “أحمد زكي” مليئة بالصور الحزينة، فقد عاش الحرمان من جديد عندما رحلت زوجته الفنانة “هالة فؤاد” في منتصف الثمانينيات، عندها شعر بالخوف على ابنه الوحيد “هيثم” وأراد أن يعطيه الدفء والحنان الكثير، كي يعوضه عن حرمان الأم، وخوفاً عليه من أن يعيش حياة الحرمان التي عاشها هو في طفولته، كان لا يفارق ابنه أبداً، لدرجة أنه كان يصطحبه معه إلى أماكن التصوير، لكنه رحل تاركاً ابنه وحيداً في صباه!! فهل التاريخ يعيد نفسه؟

حليم وزكي شريكان في الألم
مفارقة غريبة أن الراحل “أحمد زكي” عاش نفس المعاناة التي عاشها الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ”، فهما شريكان في رحلة الألم والفن، كل منهما تربى وعاش يتيماً متألماً و أصيبا “بالبلهارسيا” من الترعة نفسها الموجودة في بلديهما “الزقازيق”، وكل منهما كان له طموح كبير في الفن وحقق ما يصبو إليه في ظل معاناة وصدمات عنيفة. التشابه كان أيضاً في رحلة النهاية مع المرض، حيث أصيب “عبد الحليم” بأزمة صحية رحل على إثرها، ومن كأس المرض نفسها شرب “أحمد زكي”، والأغرب أن رحيل الاثنين كان في “آذار”،  والأغرب أكثر وأكثر، أن رصيد “حليم” في السينما بلغ نفس رصيد “زكي” نحو”56 ” فيلماً، باستثناء فيلمه الأخير “حليم\’\’ الذي صور 85% من أحداثه أثناء فترة مرضه وتوفي قبل أن يكمله، لكن ابنه “هيثم” قام بإكماله من بعده.

أثناء فترة المرض
اكتسب الفنان أحمد زكي شعبية كبيرة، لدرجة أنه تلقى على مدار ثلاثة أشهر “أثناء فترة مرضه” حوالي مليون رسالة في مقر إقامته بفندق “رمسيس هيلتون”، وقد شملت الرسائل خليطاً من الدعوات بالشفاء ووصفات علاج بالطب التقليدي والشعبي وقصائد شعر واطمئنان على صحته وغيرها.
وطبقاً للإحصائية التي أجرتها إدارة الفندق في تلك الفترة، فقد ذكرت أنه تم استلام 3250 طرداً من جميع أنحاء العالم، يحمل بعضها “حبة البركة” من اليمن، ومياه زمزم من السعودية، وأعشاباً طبية من الصين والسودان، ونباتات برية للعلاج من موريتانيا، وغذاء ملكات النحل، بالإضافة إلى آلاف المصاحف والسبح والتعويذات، وقال “منير سامي” مدير عام الفندق إن الضغط الهائل على البريد الإلكتروني للفندق وخطوطه الهاتفية كان وراء تخصيص خط هاتف وبريد إلكتروني للفنان أحمد زكي لتلقي الرسائل.

أعماله
من أعماله في السينما:  شفيقة ومتولي، إسكندرية ليه، الباطنية، الراقصة والطبال، النمر الأسود، سعد اليتيم، شادر السمك، زوجة رجل مهم، امرأة واحدة لا تكفي، الراعي والنساء، ضد الحكومة، ناصر 56، أرض الخوف، إضحك الصورة تطلع حلوة، أيام السادات، معالي الوزير، حليم.
في المسرح: مدرسة المشاغبين ،العيال كبرت، هاللو شلبي
المسلسلات:   “الأيام، هو وهي”.
في الإذاعة: ” دموع صاحبة الجلالة”، و”عبد الله النديم”.

وقد نال “زكي” مجموعة من الجوائز عن أفلام “طائر على الطريق”، “عيون لا تنام”، ” معالي الوزير”، “امرأة واحدة لا تكفي”، “كابوريا”، “أيام السادات”، وقد منحه الرئيس “حسني مبارك” وسام الدولة من الطبقة الأولى تكريماً له عن أدائه في هذا الفيلم.
وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها “أحمد زكي”، وذلك ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي “زوجة رجل مهم”، “البريء”، “أحلام هند وكاميليا”، “الحب فوق هضبة الهرم”، “إسكندرية ليه” و”أبناء الصمت”.

رحل “أحمد زكي” وهو لا يمتلك إلا 130 جنيهاً، حسب ما أكد أحد أصدقائه. ويذكر أنه قد تصدق بمعظم أجره عن فيلم” العندليب” لعلاج فنان شاب أصيب بنفس المرض، كما دفع نفقات “العمرة” لثلاثة موظفين في مستشفى “دار الفؤاد”، وقد أوصى ابنه “هيثم” بأن يعتمد على نفسه مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *