أسماء للتاريخ

تشي

تشي جيفارا… الزعيم الثوري… مازال اسمه لامعاً… حتى الآن

“تشي جيفارا”… الزعيم الثوري… مازال اسمه لامعاً… حتى الآن الثورة كائن حي تماماً كالبشر، لها عمر وأجل، تبدأ وليدة وتسير كالصبا حتى تبلغ أشدها، وحين تهرم تفقد ملامحها، وقد يغيب حاملوها، لكنها تبقى بسحنتها وذكراها ومعالمها تحت تجاعيد الزمن وتقلباته، تحتاج إلى أشخاص يحملون رايتها لتظل حية ومن هنا، من قلب “الأرجنتين” ولد “أرنستو تشي جيفارا” عام 1928، درس الطب في جامعة “بوينس آيرس” وتخرج عام 1953، كان مصاباً بالربو، فلم يلحق بالخدمة العسكرية، لكنه كان يشعر بالظلم الواقع على الناس، وخاصة على المزارعين اللاتينيين البسطاء… كان يقول دائماً: “إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني…” في عام 1955 قابل “جيفارا” المناضلة اليسارية “هيلدا أكوستا” من “بيرو” في منفاها في “جواتيمالا”، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وما إن خرج “فيديل كاسترو” من سجنه حتى قرر “جيفارا” الانضمام إلى الثورة الكوبية، وقد رأى “كاسترو” أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب. أيام الثورة الكوبية عرف “تشي جيفارا” دورات حياة متعددة، وكانت كلماته درباً للثّوار، خبر جزءاً من حياته مسلكاً لطريق المتمردين، حتى أضاءته أيام الثورة الكوبية التي جرت في عام 1959، فقد اكتسح رجال “حرب العصابات” “هافانا” برئاسة “فيدل كاسترو”، وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لـ”فوليجتسيو باتيستا” برغم دعم الولايات المتحدة له ولعملاء “CIA” داخل جيش عصابات “كاسترو”. حيث ظلت المجموعة تقود حرب العصابات لمدة سنتين حتى خسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش. وبواسطة خطة “جيفارا” للنزول من حبال “سييرا” باتجاه العاصمة “الكوبية”، تمكن الثّوار من دخول العاصمة “هافانا” في حزيران عام 1959 على رأس 300 مقاتل، وانتصرت الثورة وأطاحت بحكم الدكتاتور “باتيستا”، في تلك الأثناء اكتسب “جيفارا” لقب “تشي” الأرجنتيني، وتزوج من زوجته الثانية “اليدا مارش”، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلق زوجته الأولى. لم يعد “جيفارا” مجرد طبيب، بل أصبح قائداً برتبة عقيد وشريك “فيدل كاسترو” ، وفي قيادة الثورة، فقد كان مخططاً ذكياً للمعارك. “جيفارا” وزيراً عين مديراً للمصرف المركزي وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، ثم قامت الحكومة الشيوعية، وأصبح “جيفارا” وزيراً للصناعة وممثلاً لـ “كوبا” في الخارج، ومتحدث باسمها في الأمم المتحدة. قام بزيارة إلى “الاتحاد السوفيتي” و”الصين”، ثم اختلف مع “السوفييت” على إثر سحب صواريخهم من “كوبا” بعد أن وقعت “الولايات المتحدة” معاهدة عدم اعتداء مع “كوبا”. كان “تشي جيفارا” يتصدى بقواه لتدخلات “الولايات المتحدة”، وقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع “كاسترو”، فشددت “الولايات” المتحدة الحصار على “كوبا”. ثورات جديدة في حياة “جيفارا” في تشرين الأول من عام 1965، أرسل “جيفارا” رسالة إلى “كاسترو” تخلى فيها عن مسؤولياته في قيادة الحزب وعن منصبه كوزير وعن رتبته كقائد، وقد عبّر عن حبه العميق لـ “كاسترو” ولـ “كوبا”، وحنينه لأيام النضال المشترك، أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى “كوبا” بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. كان يقول دائماً : “لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي”. لذلك ساند الحركات الثورية في “تشيلي” و”فيتنام” و”الجزائر” و”الكونغو”، التي كان فيها محارباً بجانب قائد ثورتها “باتريس لومومبا” ثم فجأة عاد إلى “بوليفيا” قائداً لثورة جديدة. قام “تشي” بقيادة مجموعة من المحاربين العشرين، يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة “السي آي أيه” في براري “بوليفيا” الاستوائية، وفي أثناء ذلك بدأ في كتابة مذكراته عام 1966. اغتيال “جيفارا”.. ظلام في قلب النهار توزعت السلالم على عدة محطات، وبعد أن غاص في  محيط من الثورات العالمية من النور، لابد للظلام من جولة!! فلم تضيء خطوات موته سوى مصابيح شحيحة الضوء، لكن زحمة البطولات تنتقل إلينا مع نور البصر… ففي ضوء ذلك الطريق العريق، ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت وطأة التنكيل والتعذيب أن “جيفارا” قائد الثورة وانتشر آلاف الجنود لتمشيط المنطقة، كانت طلقات الربو تتجاذبه بين حين وأخر فينحسر اللون الأخضر تحت عباءة المرض مما ساهم في تسهيل البحث ومطاردته. في 8 تشرين الأول عام 1967 وفي إحدى وديان “بوليفيا” الضيقة، هاجمت قوات الجيش “البوليفي” المكون من 1500 فرد مجموعة “جيفارا” المكونة من 16 فرداً، وظل “جيفارا” ورفاقه يقاتلون لمدة 6 ساعات في منطقة اعترتها الصخور الوعرة، واستمر “تشي” يقاوم ويقاتل حتى بعد موت جميع أفراد مجموعته رغم إصابته بجروح في ساقه، إلى أن دُمرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه، وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حياً، نقل “جيفارا” إلى قرية “لاهيجرا” وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل أي حديث مع من أسروه، وفي مدرسة “القرية” نفذ ضابط الصف “ماريو تيران” تعليمات ضابطيه “ميجيل ايوروا” و”اندريس سيلنيش” بإطلاق النار على “جيفارا”!! وبموته تموت حكايات خرافية نسجتها أيادٍ بيضاء،  ومنها ظهرت أنوار بعيدة تمثل خطى أشباه هلالية ترسم أفق الليل، لم يبق منها سوى أسماء وكتابات شعراً ونثراً كتبها “جيفارا” في فترات متقطعة منها: “حرب العصابات 1961″ـ “الإنسان والاشتراكية في كوبا 1967” ـ “ذكريات الحرب الثورية الكوبية 1968″ ـ”الأسفار تكون الشباب… والوعي!” ـ “الإنسان الجديد” ـ “ما نسيتك”.

تشي جيفارا… الزعيم الثوري… مازال اسمه لامعاً… حتى الآن Read More »

نيلسون

نيلسون مانديلا.. رمز الحرية في القارة السمراء

نيلسون مانديلا.. رمز الحرية في القارة السمراء ماديبا.. الرجل الأرفع شأناً وسليل الحرية.. المعروف عن الزعيم “نيلسون مانديلا” صلابته ومقاومته، وكلما اصفرت أوراق نضاله، عادت واخضوضرت من جديد، فهو ينتفض فارساً مقداماً، يجتذ الأمل من جذور الأرض في محاولة لترقب الشمس لتشرق من جديد على بلاده.. قبيلة في جنوب إفريقيا أسمته “ماديبا” يعني الرجل العظيم المبجل، والأرفع شأناً، واسمه الحقيقي هو “روليهلالا نيلسون مانديلا”، ولد في منطقة “ترانسكاي” في إفريقيا الجنوبية عام 1918 توفي والده وهو صغير، وانتخب بدل والده لقيادة المجلس الإفريقي القومي وكان أبرز الشبان المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري، بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة “فورت هار” لكنه فصل منها بسبب نضاله ضد العنصرية، تنقل بين العديد من الجامعات وتابع دراسته بالمراسلة مع جامعة “جوها نسبورغ” وحصل على البكالوريوس ثم التحق بجامعة “ويتواتر ساند” لنيل إجازة الحقوق، تزوج “مانديلا” ثلاث مرات وأنجب ستة أطفال ولديه عشرون حفيداً. انتهاكات وحرمان من أجنحة الحرية.. لم يكن يحق للسود الانتخاب أو المشاركة في الحياة السياسية، وكانوا يعيشون تحت مظلة أقلية بيض قد جردوهم من أملاكهم وحقوقهم، ومنعوا عنهم حتى التنقل من مدينة إلى أخرى، ومن حق العيش بكرامة، ومن هنا ظهر الزعيم “مانديلا” قائداً للمعارضين لسياسة الحكم في جنوب إفريقيا مدافعاً عن حقوق الأغلبية المسحوقة تحت الأقدام، والمحرومة من حرية التعبير وحتى من الهواء وقد أدخلت عليهم تشريعات عنصرية في مؤسسسات الدولة. كانت تلك الاحتجاجات سلمية ذهبت في مهب الريح، لكن في عام 1960 قرر “مانديلا” والمعارضين وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة وقد أصبح رئيساً للجناح العسكري في المجلس الإفريقي، وفي عام 1962 اعتقل “مانديلا” وحكم عليه بخمس سنوات سجن بتهمة السفر الغير قانوني والتدبير للإضراب الشعبي. في عام 1964 حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى والتخطيط لمقاومة مسلحة “محاولة قلب نظام الحكم الأبيض بقوة السلاح”، نفي إلى خارج البلاد وسجن في جزيرة “روبين” لمدة 27 عاماً، ومن السجن أرسل رسالة إلى المجلس الإفريقي القومي قائلاً: اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي ومطرقة المقاومة المسلحة سنسحق الفصل العنصري. عرض على “مانديلا” صفقة غير رابحة وغير مرضية بأن يعلن وقف المقاومة مقابل إطلاق سراحه، لكنه رفض الاستسلام والعرض والطلب وبقي في السجن، حتى أثمر سعي المجلس الإفريقي القومي وضغوطات دولية على إطلاق سراح “مانديلا” عام 1990 في 11 شباط بأمر من رئيس الجمهورية “فريدريك ويليام دي كليرك”. في عام 1994 أصبح “مانديلا” أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا حتى عام 2000 وفي أثناء حكمه شهدت بلاده تغييراً جذرياً. كان يقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني مازالت الشجرة مثمرة تقذف ثمارها لكل شعوب العالم فبعد أن استقال “مانديلا” من منصبه، تابع نشاطه مع الحركات المناوئة لحقوق الانسان حول العالم، وقد تلقى عدداً كبيراً من التكريمات والميداليات من رؤساء وزعماء العالم، وكان له آراء مثيرة للغرب ولأمريكا وذلك لوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وعن حقه ببلاده مما أشعل نار الحقد والكراهية من الغرب، بالإضافة أيضاً إلى انتقاده الدائم لسياسة الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش” لانحيازه الدائم لإسرائيل. في عام 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة، بعد أن هجر العمل السياسي وتفرّغ لعائلته، ذلك لتأخر صحته وعدم استطاعته التنقل والتحرك. تكريم على مستوى الزعماء كرم “مانديلا” من أغلب الدول العالمية والعربية وحصل على “مئة” جائزة دولية، أهمها جائزة “نوبل للسلام” وجائزة “منظمة العفو الدولية” عام 2006 وجائزة “غاندي للسلام” سنة 2001. صداقته مع سجّانيه كان “مانديلا” يشير دائماً إلى أهمية العلاقة التي تربطه مع حارس سجنه “خريستو براند”، حيث قال عنه: إن تلك الصداقة عززت مفاهيمي للإنسانية، حتى مع أولئك الذين أبقوا علي خلف القضبان، وكان سجانه “براند” يحترمه ويحبه، ففي يوم إطلاق سراح “مانديلا” وصف “براند” ذلك اليوم قائلاً: “تمنيت ألا يحدث أي عنف وبالفعل لم يحدث، أنا عليم بأسلوب “مانديلا” في التفاوض، فهو يفكر دائماً بالجانب الآخر، لم يحصر اهتمامه بالسود ومعاناتهم، بل كانت مخاوف البيض في هذه البلاد نصب عينيه كذلك”.

نيلسون مانديلا.. رمز الحرية في القارة السمراء Read More »

ملك القلوب .. مجدي يعقوب

ملك القلوب .. مجدي يعقوب

أشهر جراحي القلب في العالم ملك القلوب… مجدي يعقوب هو واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم.. وثاني طبيب يقوم بزراعة قلب بعد “كريستيان برنارد”.. تاريخه حافل بالإنجازات، أجرى ما يزيد على ألفي عملية قلب مفتوح، وقد كرمته الملكة “إليزابيت” ملكة بريطانيا، ومنحته لقب “سير” ووسام فارس، نال العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من الجامعات الأجنبية، وقد بلغت أبحاثه أكثر من 400 بحث متخصص في طب وجراحة القلب والصدر. ولد “مجدي يعقوب” عام 1935 في أسيوط “مصر”، درس الطب في جامعة “القاهرة” ثم أكمل تخصصه في جراحة القلب في “شيكاغو”، انتقل إلى “بريطانيا” عام 1962 ليعمل بمستشفى في “لندن”، من عام 1969 حتى 2001، وأصبح مديراً للأبحاث العلمية والتعليم، عُيّن أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير جراحة نقل القلب منذ عام 1976، وفي عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض “دريك موريس” والذي عاش حتى عام 2005. ومن بين المشاهير الذي أجرى لهم عمليات قلب مفتوح الكوميدي البريطاني “إريك موركامب”، ويطلق عليه الإعلام البريطاني لقب “ملك القلوب”. حين أصبح عمر السير “مجدي يعقوب” 65 عاماً اعتزل إجراء العمليات الجراحية، لكن للضرورة أحكامها ففي عام 2006 قطع الدكتور “مجدي” اعتزاله ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع لمريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي الموجود أصلاً في جسدها، خلال عملية الزرع السابقة والتي قام بها بنفسه. وهي عملية عكسية، وتعد الأولى من نوعها في العالم، وتعافت الفتاة “هانا كلارك”، وقال “يعقوب” في مؤتمر صحفي أن “هانا” تستطيع الآن أن تزاول كافة الأنشطة بلا محاذير. والقصة حدثت كما يلي: كان عمر “هانا” سنتين عندما عانت من تصلب في عضلات القلب، وكان قلبها صغيراً جداً لدرجة لا تمكنه من ضخ الدم، وأجريت لها عملية زرع قلب بأيدي الجراح “مجدي يعقوب”، واستقر القلب الجديد إلى جانب المتعب ليساعده على الحياة، والقلب المزروع يخص طفلة أخرى ماتت وعمرها خمسة أشهر، وبعد أن عاشت الفتاة بقلبين لفترة بلغت أربع سنوات ونصف، بدأ الجسم يرفض القلب المزروع، وتلقت الفتاة أدوية لمساعدة الجسم على تقبل القلب المزروع ومنها العلاج الكيماوي. مرّت عشر سنوات على ذلك، واضطر الأطباء إلى اتخاذ قرار إجراء عملية قلب أكثر تعقيداً من الأولى. وفي عام 2006 قام “يعقوب” مع فريق من الأطباء بنزع القلب المزروع بعد أن أصبح قلبها الطبيعي في حالة جيدة. وأعادوا ربطه بالشرايين ليقوم بالمهمة كاملة في إدارة عملية ضخ الدماء إلى الجسم. ونقطة التحول هنا هو التحسن المفاجئ في صحة الفتاة المعجزة التي بدأت بممارسة الرياضة،  وهي تتمتع الآن بحياة طبيعية، والجدير بالذكر أن الأطباء عندما اكتشفوا مرض “هانا” أبلغوا والديها -عمرها وقتئذ ثمانية أشهر- أنها ستفارق الحياة خلال 12 ساعة. لماذا تخصص “يعقوب” في القلب؟! كان “مجدي يعقوب” يعيش في كنف عائلة متعلمة، وكان والده جراحاً، وعندما توفيت عمته الصغرى “أوجيني” وكان عمرها 21 عاماً، بسبب ضيق في صمام القلب، وحزن والده حزناً شديداً، خاصة أنها أودعت طفلتها الصغيرة بين أيدي العائلة، وقال أبوه: “حرام أن تموت شقيقتي وكان ممكن إنقاذها لو كانت خارج مصر”. هذه الحادثة قد أثرت في نفس الدكتور “مجدي يعقوب”، وعلم بعد ما درس وأصبح جراحاًَ أن العملية التي كانت تحتاجها عمته بسيطة جداً وسهلة جداً. زرع الخلايا: نجح “مجدي يعقوب” مع فريق طبي مصري بتطوير صمّام للقلب، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف سمح باستخدام أجزاء من القلب تمّت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام، وقد استخرجت الخلايا الجذعية من العظام وزرعها ثم تطورت إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، حيث وضعت تلك الخلايا في بيئة من الكولاجين، فأسفرت عن صمامات للقلب بلغ طولها حوالي 3 سم، وقال الدكتور “مجدي يعقوب”: في الأعوام العشرة القادمة سيكون بالإمكان زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية”. وعرف عن “يعقوب” بأنه دائم التفكير في الجراحات المعقدة، وقد اكتشف أساليب تقنية من شأنها تعزيز مهارات الجرّاحين، بما يمكنهم من إجراء عمليات كانت يوماً أشبه بالمستحيلة. وقد اهتم “يعقوب” بتدريب الأطباء على مستوى العالم كله، والدكتور البروفيسور “مجدي يعقوب” مثال للأخلاق والكفاءة العلمية والتفاني في العمل. وقد حصل على جائزة الشعب لعام 2000 التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية “B.B.C”، حيث انتخبه الشعب البريطاني للجائزة عن عموم إسهاماته العلمية وإجرائه لأكبر عدد من عمليات زرع القلب في العالم. انجازاته وأعماله الخيرية.. لدى السير “مجدي يعقوب” عدة إنجازات، من أبرزها إنشاء مركز “هارفيلد” لأبحاث أمراض القلب في “بريطانيا”، واستحداث أسلوب مبتكر للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، وتأسيس البرنامج العالمي الرائد لزراعة القلب والرئة، والمساهمة في إنشاء “مؤسسة الأمل للأعمال الخيرية” التي تقدم خدمات إنسانية متنوعة لمرضى القلب من الأطفال في الدول النامية، وأسس “مجدي يعقوب” مؤسسة خيرية تدعى “جين أوف هوب”. التي تتولى إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة مرضى القلب من الأطفال الفقراء، ويسجل له بأنه أول من ابتكر جراحة “الدومينو” التي تتضمن زراعة قلب مع الرئتين لمريض يعاني من فشل الرئة. وفي الوقت نفسه يؤخذ القلب السليم من المريض ليزرع في مريض ثاني.

ملك القلوب .. مجدي يعقوب Read More »

الرئيس شارل ديغول حظّر بيع السلاح لإسرائيل ..

الرئيس شارل ديغول حظّر بيع السلاح لإسرائيل ..

الرئيس “شارل ديغول” حظّر بيع السلاح لإسرائيل.. ووقف إلى جانب الشعب العربي عام 1967 في كل دولة من دول العالم هناك أعلام لا تُنسى لأنها عملت على مصلحة الشعوب والنهوض بها نحو الأمام، والشعب الفرنسي ينظر إلى الزعيم “شارل ديغول” على أنه الأب الروحي الذي يعود له الفضل الكبير في استقلال “فرنسا” وتخليصها من الجيوش النازية إبان الحرب العالمية الثانية، فهو لم يتوقف عن دعم شعبه، فعندما نُفي إلى “لندن” أطلق الشعارات التي كانت تلهب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة، فمن هو الزعيم “شارل ديغول”..؟! الهروب من قبضة الألمان.. ولد “شارل ديغول” في مدينة “ليل” الفرنسية عام 1890، كان والده “هنري ديغول” يعمل مدرساً، وأمه “جان مايو ديغول” ابنة عم والده، تزوج “ديغول” من “ايفون فاندرو” في 6 نيسان 1920 عندما كان أستاذاً مساعداً في مادة التاريخ بكلية “سان سير”، وقد أنجبا ثلاثة أولاد “فيليب” عام 1921، و”إليزابيث” عام 1925، وفي عام 1928 رزقا بمولودة أسمياها “آن” وقد ولدت مشلولة وتوفيت عام 1948. تخرج “ديغول” من كلية “سان سير” العسكرية برتبة “ملازم” عام 1912، وعُيّن في الكتيبة 33 مشاة، وقبل الحرب العالمية الأولى أصبح “ديغول” قائد الفصيلة الأولى من الكتيبة الثالثة والثلاثين عام 1914، ترفع إلى رتبة “نقيب” عام 1915، وقلّد وسام “صليب الحرب”. في 2 آذار عام 1916 أبيدت السَرية التي كان قائدها، واعتقل وأرسل إلى “أوسنا بروك” في “ألمانيا”، لكنه تمكّن من الهرب في 29 تشرين الأول عام 1916، بيد أنه اعتقل مرة أخرى على يد الألمان بعد ثمانية أيام، لكنه وضع خطة محكمة تمكّنه مع رفاقه الأربعة الهرب من قلعة “روز نبرج” عام 1917. التحق “شارل ديغول” بكلية الحرب العليا عام 1922 وهو برتبة “نقيب” وأمضى فيها سنتين وتخرج بتقدير جيد. عام 1925 عمل “ديغول” بهيئة إمداد وتموين جيش “الراين”، ثم استدعاه الماريشال “بيتان” قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع للعمل في مكتبه الخاص، ترفع “ديغول” لرتبة “رائد” عام 1927، ثم التحق بجيش الشرف عام 1929، حيث أوفد لمدة سنتين إلى “بيروت” عمل خلالها رئيساً لهيئتي الاستخبارات والعمليات، بعد ذلك التحق بالسكرتاريا العامة لوزارة الدفاع عام 1931، وأمضى فيها 6 سنوات. في عام 1934 ترفع لرتبة “مقدم”، وفي عام 1937 تولى “ديغول” قيادة اللواء “507” المدرع، وقد كان مقتنعاً أن الدبابة ستكون سلاحاً حاسماً في وجه الأعداء في الحرب القادمة، وعندما أصبح عمره 47 عاماً ترفع “ديغول” لرتبة “عقيد” وكان ذلك عام 1937. الرئيس “شارل ديغول”.. في الحرب العالمية الثانية عام 1935 تولى “ديغول” قيادة دبابات “الجيش الخامس” لكن في عام 1940 دخلت القوات الألمانية “فرنسا” وتقهقرت الجيوش الفرنسية أمامها، وحاول “ديغول” تنفيذ هجوم مضاد لكنه فشل، وكان وقتئذ برتبة “جنرال” ووكيل وزارة الحرب والدفاع. ذهب إلى “لندن” لمقابلة “تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا والذي وضع إمكانيات هيئة الإذاعة البريطانية تحت أمر الجنرال “ديغول” الذي استخدم أسلوباً آخر في الحرب وهو الإعلام، فمن خلال البث كان “ديغول” يناشد الفرنسيين بمواصلة المقاومة، وقد نظّم في “بريطانيا” القوات الفرنسية الحرة، وقام بزيارة إلى “القاهرة” و “سورية” و”لبنان” في آذار عام 1941 لاستقطاب القوات الفرنسية هناك، وفي أواخر عام 1941 أصبح رئيساً للهيئة الوطنية الفرنسية في لندن، في عام 1943 وافق الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية بأن يصبح “ديغول” قائداً للفرنسيين المقاتلين، وفي عام 1944 بدأت عمليات تحرير “فرنسا”، واستطاعت الفرقة الثانية المدرعة وفرقة المقاومة الشعبية أن تجبر “الألمان” على الاستسلام والرحيل في 26 آب 1944، استقبل الشعب الجنرال “ديغول” في “باريس” استقبالاً حافلاً، حيث أصبح رئيساً للحكومة المؤقتة، وفي عام 1945 انتخب “ديغول” من قبل البرلمان رئيساً للوزراء، وفي عام 1958 قام “ديغول” بتشكيل حكومة فرنسية تتمتع بصلاحيات مطلقة وقد وضع دستوراً للبلاد. تمّ انتخاب “شارل ديغول” رئيساً لـ “فرنسا” عام 1958 وقد منح الجزائريين استقلالهم عام 1962، بعد حرب دموية دامت سبع سنوات. وسّع “ديغول” إطار الحريات في عهده ، فمنح النساء حق التصويت في الانتخابات، وأسس الضمان الاجتماعي للفرنسيين من الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة. في عام 1962 تعرض “ديغول” لمحاولتي اغتيال من منظمة الجيش السري المكونة من أوروبيين وجنرالات فرنسيين، فقد أدهشهم جلاء الفرنسيين عن الجزائر فقاموا بمؤامرات لاغتياله وقد نجا منهما وباءت أعمالهم بالفشل. كان “ديغول” شخصية مهابة ومتحفظة وصارمة، وقد عمل من أجل أمته وشعبه، وأقام علاقات جيدة مع الدول العربية والبلدان الاشتراكية، واعترف بالصين الشعبية، وفي حرب الـ 67 “نكسة حزيران” حظّر “ديغول” بيع السلاح إلى إسرائيل ووقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والشعب العربي ككل. مئة ألف نسخة بيعت من “مذكرات حرب”.. استقال من منصبه عام 1969 واعتزل العمل السياسي، وبدأ بتدوين مذكراته ومؤلفاته ومن أهمها: “الخلاف مع العدو” التي كتبها عام 1924، و”حدّ  السيف” عام 1932، وكتابه الثالث “نحو جيش المستقبل” الذي صدر عام 1934، وفي عام 1938 أصدر كتاب “فرنسا وجيشها”، ثم في تشرين الأول 1946 أصدر كتاب “مذكرات حرب” وبيع منه مائة ألف نسخة خلال خمسة أسابيع. توفي الزعيم “شارل ديغول” في 9 تشرين الثاني 1970 بنوبة قلبية عن عمر ناهز  الثمانيين عاماً، ودفن في قريته القريبة من مدينة “ليل” الفرنسية، وإلى الآن مازال رمزاً لفرنسا يُحتذى به في نظر الشعب الفرنسي.

الرئيس شارل ديغول حظّر بيع السلاح لإسرائيل .. Read More »

أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء

أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء

أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء واكتشاف “ثانية الفيمتو” ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحامها ببعضها البعض، واكتشف الوحدة الزمنية التي تُلتقط فيها الصورة وسماها “فيمتو- ثانية” “Femto-Second” وهي جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وهذا الاكتشاف العبقري قد ساعد بالتعرف على الكثير من الأمراض بسرعة، فمن اكتشف “ثانية الفيمتو”؟! إنه العالم العبقري “أحمد زويل”.. من هو العالم المصري “أحمد زويل”؟ ولد الدكتور “أحمد زويل” في مدينة “دمنهور” في جمهورية مصر العربية في 26 شباط عام 1946، انتقل مع الأسرة إلى مدينة “دسوق” مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم “جامعة الإسكندرية” عام 1963م، وحصل على البكالوريوس- قسم الكيمياء- لعام 1967م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل بعد ذلك على شهادة الماجستير من “جامعة الإسكندرية”، بدأ الدكتور “أحمد زويل” مسيرته العلمية كمتدرب في شركة “شل” عام 1966، ثم استكمل دراسته العليا في “الولايات المتحدة الأميركية” حيث حصل على شهادة الدكتوراه عام 1974 من جامعة “بنسلفانيا”، وتمّ تعيينه عضواً في هيئة التدريس في جامعة “كاليفورنيا التكنولوجية” عام 1976. أصبح أستاذاً مساعداً في الكيمياء الفيزيائية في عام 1982، وفي عام 1990 تم تكريمه بالحصول على منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد “لينوس بولينج”. في عام 1991 تمّ ترشيحه لجائزة نوبل في الكيمياء، وبذلك يكون أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة، وهذا الاكتشاف سيتم استخدامه في العديد من المجالات مثل الطب، الالكترونيات، علوم الفضاء، الكيمياء، الفيزياء،… وغيرها!. والجدير بالذكر أن الدكتور “أحمد زويل” متزوج من الطبيبة “ديما الفحام” وهي ابنة العلامة السوري “شاكر الفحام” الذي كان رئيس مجمع اللغة العربية في “دمشق”. أهمية “ثانية الفيمتو”.. يمكننا أن نلاحظ وبالتصوير البطئ ما يحدث خلال أي تفاعل كيميائي، وبذلك نستطيع أن نشرح العديد من المعادلات والصيغ الكيميائية الصعبة التي لم نكن نفهمها سابقاً. إن “ثانية- الفيمتو” تستخدم حالياً في مختلف أنحاء العالم لفهم ميكانيكية التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند إذابة أي من المواد الكيميائية المختلفة في السوائل، أو لتطوير أنواع جديدة من المواد الصناعية لاستخدامها في الالكترونيات، كما تستخدم في مجالات البحث الخاصة بدراسة الأنظمة البيولوجية المختلفة. وأيضاً معرفة ميكانيكية التفاعلات الكيميائية تساعدنا على التحكم فيها حيث أن بعض التفاعلات الكيميائية لإنتاج مادة معينة قد ينتج عنها بعض التفاعلات الأخرى الغير مرغوب فيها، والتي يجب أن يتبعها عمليات التنظيف والفصل لاستخراج المادة المطلوبة، ولكن إذا أمكننا التحكم في التفاعلات الكيميائية سنستطيع تجنب التفاعلات الغير مطلوبة. وباستخدام “ثانية الفيمتو” نستطيع أن نرى تحركات الذرات كما تخيلناها قبل ذلك باستخدام كاميرا خاصة فائقة السرعة. ويستخدم العلماء حول العالم الآن “ثانية الفيمتو” في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية. إن استخدام الكاميرا الفائقة السرعة التي استخدمها الدكتور “أحمد زويل” يجعل مشاهدة التفاعلات الكيمائية أثناء حدوثها ممكناً، كما يستطيع متفرج كرة القدم أن يشاهد مشهد الإعادة “للكُرة” في المباراة بالتصوير البطيء.  الجوائز التي  حصل عليها الدكتور “زويل”.. في عام 1995 تسلم العالم الكبير الدكتور “أحمد زويل” وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس “حسني مبارك”. وفي عام 1998 تمّ إصدار أول طابع بريدي يحمل صورته في مصر، كما أنه نال شهادات فخرية من الجامعة الأميركية في “القاهرة”. وفي سن 52 سنة حصل الدكتور “زويل” على جائزة “بنيامين فرانكلين” لإنجازاته وإسهاماته العلمية، وقد أقيم احتفالاً كبيراً في 30 نيسان عام 1999 في مدينة “فيلاديلفيا” الأميركية، وتابع العرب في كل مكان من العالم هذا الاحتفال ليشاهدوا الدكتور “أحمد زويل” يتسلم أسمى جائزة علمية يمكن أن تقدّم لعالم في الولايات المتحدة. كما أنه حاصل على عدة جوائز وميداليات، مثل جائزة “ويلش” عام 1997، جائزة “ليوناردو ديفنشي” للامتياز عام 1995، وجائزة “وولف” عام 1992، و”هربرت برويدا الهيئة الأميركية للفيزياء” عام 1995 ، وجائزة الملك فيصل الدولية. وقد انتخبته الأكاديمية البابوية بالحصول على الوسام الذهبي عام 2000، واختاره الرئيس الأميركي “أوباما” ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا. وقد ألف عدة كتب منها: 1- “رحلة عبر الزمن” 2- “الطريق إلى نوبل” 3- “عصر العلم” عام 2005 4- “الزمن” عام 2007 وأخر مؤلفاته “حوار الحضارات” سنة 2007.

أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء Read More »