مرايا القلب

لماذا تهاني؟!

عندما كنت طفلة صغيرة، كانت لي أحلامي الكثيرة البريئة المثيرة، لكنها كانت بحجم عقلي الصغير وعلى قياس فستاني الأخضر الحرير، ومع مرور الأيام كَبُرتُ وكَبُرَتْ معي أمانيَّ وأحلامي.. أعوام عديدة مرت، وطوت معها مشاريع مختلفة تُجسدُ الكثير من أحلامي، وفي نهاية كل عام كنت أعيد ترتيب أوراقي، أمزقها، أطويها، أو بنزق واستنفار أرميها.. أبدل دفاتري، أبدل عناويني، ألملم ما تبعثر من مشاريعي وما تناثر من أحلامي وأخط سطراً جديداً في كتاب عمري أتحداه ويتحداني.. هي حروف لملمتها فتدحرجت وهربت من بين أصابعي كلمات إثر كلمات.. قلت في نفسي: أحبك يا وطني.. فردد صدى صوتي: الحب يا بنية فعل لا كلمات.. قطبت حاجبيَّ، أغمضت عينيَّ، هنيهات مرت أدركت بعدها ما أريد وبأعلى صوتي قلت: بل هي فعل كلمات.. أمسكت قلمي لأرسم خريطة أحلامي واقعاً، من أين أبدأ سأ.. وقاطعني صوت فيروز الملائكي: “أسامينا شو تعبوا أهالينا تلاقوها.. وشو افتكروا فينا.. أسامي كلام.. وشو خص الكلام..” ومن هنا تمّ إعلان ولادة تهاني التي أطفأت مع أول أيام 2011 شمعتها الأولى وهي تسير نحو الغد مفعمة بالكثير من الآمال تحمل على عاتقها الكثير من الوعود.. فلنوقد معاً شمعتها الثانية بالكثير من الحب والرعاية.. وكل عام وأنت بخير يا وطني .. تهاني صقر

لماذا تهاني؟! Read More »

لمن هي وردتي الحمراء؟

لمن هي وردتي الحمراء؟ ما هي المحبة؟! سؤال كبير حيّرني منذ بدايات تفتح وعي الحس عندي، كثيراً ما تساءلت مع نفسي، ما هي المحبة؟! هل هي أن أستيقظ باكراً والبسمة تسكن شفتيّ، أم هي دمعة ترقرقت من عينيَّ ولهاً وعشقاً وصبابة؛ لست أدري ؟!.. هل هي بسمة الأمل والاستبشار بالكسب والانتصار، أم هي غصة وقهر لآه انفلتت من طفل صغير؟!.. أم هي قلوب بالذكريات عامرة؟!.. أم هي شعلة نور أضاءت ظلمة الليالي الغابرة، لست أدري؟!.. هل هي كسرة خبز وقطرة ماء توفرت لشفاه يابسة؟!.. أم هي سترة غطت كتفي امرأة هزها البرد ولفها العري والجوع؟!.. أم هي زهرة قطفتها من بستاني الكبير أمد بها يدي لمريض لا فرق عندي غنياً كان أم فقيراً؟!.. في يدي وردة رويتها من قطرات دمي وبثثتها كل خفقات قلبي وحملتها معي.. مررت على الدروب أتفحص الوجوه علني أجد من أرمي بين يديه وردتي اليانعة، فتشت كثيراً وبحثت طويلاً لكني.. نور قدسي شع من بعيد، انبهرت عيناي، اقتربت أستطلع الأمر، كانت هي أمي تعانق أختي وأخي فاتحة يديها والحب يسكن عينيها لتقول لي: ما زال هناك مكان في قلبي ينتظر.. إلى حضنها ركضت، أغمضت عينيَّ، خفق قلبي وسلمتها وردتي الحمراء ودفنت وجهي في صدرها وقلت: أمي أختي أخي أنا أحبكم.. تهاني صقر

لمن هي وردتي الحمراء؟ Read More »

من أساطير الزمان

من أساطير الزمان. أيُحكى نه في غابر الزمان وعلى ضفاف الأساطير والأزمان كان هناك ملك همام يحكم مساحة من المكان بإطار من الحكمة والعدل والإيمان وهناك على تلة قريبة تربع قصره الملآن بالحب والرحمة والعنفوان، فقد ضم زوجة كريمة وابناً مطيعاً قلبه طافحاً بالحنان، وخدماً وحاشية كرام عاشوا معه يبادلونه الحب والإخلاص والامتنان. مرت الأيام وكبر الولد ليخرج راكضاً متجاوزاً كل الجدران وينطلق طالباً الحرية بين البراري والوديان، وفي إحدى جولاته المعرفية لمحَ هناك عند نبع الماء فرساً أصيلة فملكت لبّه حباً وافتتاناً، تقدم من راعيها دون جدوى باذلاً الأموال السخية في سبيل حصوله على هذه البهية. عرف الأب الملك رغبة ولده فبذل له دونها أغلى الأثمان وتخلى عن خاتمه الذهبي الرنان، غمرت الفرحة قلب الأمير وعاش مع فرسه حكايات وأساطير وأطعمها السكر وألبسها الحرير. وكم من مرة امتطاها مفاخراً يسابق الريح معها حتى كاد يطير، وفي إحدى مغامراته جمحت به فرسه العزيزة وألقته على  الأرض عاجزاً عن الوقوف والمسير. حزن الملك وقرر الانتقام من تلك التي سبّبت لوحيده الأذى وجعلته طريح الفراش أسيراً، لكن ناقوس الخطر كان أسرع ليدق في أرجاء المملكة ينبئ بتعرضها لهجوم الجيوش الغازية. وما بين كرّ وفرّ جرت المعارك الضارية وتساقط المئات من شباب بعمر الزهور الغاوية، وكان القدر بالمملكة رحيماً فغياب الأمير القسري عن ساح  القتال حمى المملكة من الانهيار فنهض سليماً معافىً، نافضاً عنه غبار المرض منادياً على همة الشباب: “هيا إلى البناء هيا إلى العمل..” إنه المخبأ لنا من الأقدار فلو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع.. هكذا كان وهكذا سيكون فليس المهم أن لا يكون الحدث بل كيف سيكون..”وعسى أن  تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”. تهاني صقر

من أساطير الزمان Read More »

Tahani Saker - تهاني صقر

رمضان الخير في سورية الخير

رمضان الخير في سورية الخير ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس فإننا نتطلع إلى نهوض علمائنا الأجلاء للمساهمة في تطوير فقه الصيام من فقه يستغرق في تعداد المفطرات لوجوب صحة الصيام إلى فقه يؤكد وجوب ارتفاق صوم المعدة بصوم الأذن والعين واليد واللسان. فإذا كان الصوم بمعناه اللغوي هو الامتناع عن المباح والمحلل فمعنى ذلك أن فلسفة الصوم إنما تهدف إلى تقوية إرادة الصائم في امتلاك القدرة للامتناع عن الفعل الحرام. ومن أعظم الحرام الظلم والقتل والبغي والفتنة والبهتان وسواها من المخالب التي تفتك بوحدة الوطن وأمنه وسلامه. وفي الصوم مدرسة لتهذيب الضمير وتربية العواطف الإنسانية النبيلة وترويض مكارم الأخلاق وتصفية  للنفس، وبالصوم تضعف الحيوانية في الإنسان وتتألق الإنسانية فيه، فيتغلب العقل على الشهوات ويمسك بزمامها ويسيرها وفقاً لمتطلباته الخيّرة، وهذه الحالة لا يشعر بها ويدركها على حقيقتها إلا من مارس الصوم فعلاً، إذ هي حالة تُعرف بالحس أكثر مما تُدرك بالعقل، فالطعام الكثير والرفاهية الزائدة يطلقان للشهوات الحيوانية في الإنسان العنان مما يجعل من الصعب على العقل بعد ذلك قيادتها والتحكم في خط سيرها. وما أحوجنا في هذه الأيام الصعبة إلى عيش هذا الزمن بجدية، فإذا ما فُرضت علينا الشدائد والصعاب عنوة فالمفروض أن نروض أنفسنا على تحملها ومواجهتها وتجاوزها بقوة النفس وبقدرة الله، وندعو إلى الصوم عن الحقد والكراهية كما ندعو الجميع للإفطار على مائدة المحبة والتسامح. تهاني صقر

رمضان الخير في سورية الخير Read More »