قصة من الجاسوسية

لجاسوسة-الراقصة-ماتا-هاري-ليست-إلا-شيطاناً-في-جسد-امرأة

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” – ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!!

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!! ما من رجل أو امرأة في ذلك الزمن إلا ويعرف اسمها… إنها أشهر جاسوسة عرفها التاريخ… الراقصة “ماتا هاري”…”نجمة الصباح” بالأندونيسية. خلقت لتكون ملكة ولدت “ماتا هاري” عام “1876” من أم أندونيسية وأب هولندي واسمها الحقيقي “مارغريتا زيلا”، ماتت أمها وهي في الرابعة عشرة من عمرها وسرعان ما مات أبوها لاحقاً، عندما أصبحت “ماتا هاري” في الثامنة عشرة التقت بالكابتن “ماك ليود” فشغف كل منهما بالآخر، وبعد قصة حب عميقة تزوجها، لكن الكابتن الوسيم كان عصفوراً ينتقل من غصن إلى آخر ومن زهرة إلى أخرى. وقد هجر بيته وانطلق وراء حياة السهر والمجون ومصاحبة الفتيات، بعد زواجهما بسنة أنجبت “ماتا هاري” طفلاً مريضاً يعاني من مضاعفات مرض “الزهري” وقد مات بعد سنة، وبعدها أنجبت طفلة أسمتها “باندا”. مرة اصطحب الكابتن زوجته الشابة إلى البلاط الهولندي، فأدهشت الحاضرين بجمالها الغريب وملامحها الشرقية، فشعرت “ماتا هاري” حينئذ أنها لم تخلق لتكون زوجة تعيش في كنف ضابط متعدد العلاقات، وإنما خلقت لتكون ملكة!! العمل لحساب المخابرات الألمانية عٌيّن الزوج بعد ذلك في مدينة “جافا” في الهند، وعاد لحياة السهر واللهو ولعب القمار، وكانت “ماتا هاري” تجيد الرقص الشرقي، فقد تعلمته من المعابد الهندوسية التي كانت تزورها، و كانت الحياة قد استحالت بينها وبين زوجها بسبب طموحها في الرقص، وتطور الأمر حتى انفصلا، وقد أخذ معه ابنته التي توفيت لاحقاً في عمر “21” عاماً. جن جنونها وفشلت في البحث عن ابنتها فقررت الرحيل إلى باريس عاصمة النور والجمال، وأخذت ترقص في الملاهي، ومرة فوجئت بأحد ضباط المخابرات “الألمانية” في حجرتها، وعرض عليها العمل مباشرة لحساب المخابرات “الألمانية”، وافقت وبدأت بتوطيد علاقاتها مع المسؤولين “الفرنسيين” وكبار قادة الجيش وأخذت المعلومات العسكرية تتسرب إلى “الألمان” على نحو أقلق رجال الأمن الفرنسي. وبدأت الحرب العالمية الأولى سنة “1914”، وإذ بالراقصة الحسناء تغدو ممرضة في جيوش الحلفاء، كان الضباط يعجبون بـ “ماتا هاري” الممرضة ويفتنون بها، وكانوا لا يكتمونها سراً فتلاقيهم تحت جنح الليل، إنها المرأة التي أتقنت ترويض الرجال، تنتزع من أفواههم المعلومات العسكرية والخطط الحربية وتبعث بها إلى دائرة الجاسوسية الألمانية، وقد أدى عملها هذا إلى إحباط الكثير من خطط الحلفاء، وإلى إبادة الألوف من جنودهم، وبحكم علاقاتها الواسعة والشبهات التي تدور حولها، وضعت تحت المراقبة من قبل الأمن الفرنسي ليلاً نهاراً على أمل العثور على دليل إدانة واحدة يتيح لهم إلقاء القبض عليها ومحاكمتها. ماتا هاري…عميلة مزدوجة على الرغم  من أنه لا يجوز اعتراض الحقائب الدبلوماسية وتفتيشها، فقد نجح رجال الأمن “الفرنسي” في التقاط خطابات بإسم “هـ -21” من إحدى الحقائب الدبلوماسية وراحوا يفحصونها بكل دقة، لقد أنكرت “مارتا هاري” وراحت تدافع عن نفسها وتؤكد ولاءها “لفرنسا” وإنها على استعداد للعمل من أجلها. وبدلاً من إدانتها، انتهت باتفاق أن تعمل لحسابهم نظراً لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان، ووافقوا على ذلك وأرسلوها في مهمة سرية إلى “بلجيكا”، حيث التقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين، وأعطتهم معلومات خطرة عن “الألمان”، وأصبحت “ماتا هاري” عميلة مزدوجة. لكن اللعب على الحبلين لا يدوم طويلاً خاصة مع الألمان الذين اكتشفوا أمرها وأرادوا أن يردّوا لها الصاع صاعين، وبدؤوا في مراسلتها بشكل صريح بخطابات مستخدمين شيفرة يفهمها “الفرنسيون”، مما جعل الفرنسيون يلقون القبض عليها بتهمة التجسس لحساب “الألمان”، مع وجود دليل قاطع يدينها وهو “الخطابات”. وليس كل مرة تسلم الجرّة، فقد وقعت بين براثن “الأمن الفرنسي” المشهود له بقوته آنذاك، وفشلت في الدفاع عن نفسها، وتمت محاكمتها في “باريس” وصدر الحكم بإعدامها بالرصاص في 15 تشرين الثاني عام 1917. في الليلة السابقة لإعدامها، خلعت ملابسها ورقصت أمام سجينتين وراهبتين عارية تماماً، وقد قالت عنها إحدى الراهبتين: “لقد شاهدت شيطاناً يرقص ويتلوى، إن “ماتا هاري” ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة…!”.

الجاسوسة الراقصة “ماتا هاري” – ليست إلا شيطاناً في جسد امرأة!! Read More »

ريتشارد-سورج-...-اسطورة-الجاسوسية

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية كان جاسوساً للاتحاد السوفيتي، ليس طمعاً بالمال، إنما لأنه شيوعياً مخلصاً، والجاسوسية في الاتحاد السوفيتي لها ميزات التمويه والسرية التامة، حتى أنهم كانوا يحبذون العمل على جماعات تشكّل شبكة وبعدة أوجه ويقومون بأدوار مزدوجة يلعبونها. كان “سورج” قد ولد سنة 1895 في “باكو” جنوب روسيا، من أم روسية وأب ألماني، ولتأثره بوالدته أصبح جاسوساً للاتحاد السوفيتي، كان والده مهندساً يعمل في إحدى شركات “القوقاز” للنفط، ثم انتقلت أسرته إلى “برلين” وتلقى “سورج” تعليمه الألماني، وكان جدّه “لوالدته” أميناً للسر عند “كارل ماركس”، تطوع في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد الحرب واصل دراسته حتى حصل على شهادة “الدكتوراه” في العلوم السياسية، وبعد خمس سنوات سافر إلى “موسكو” وانتسب إلى الحزب الشيوعي الروسي، وقد أظهر دراية واسعة لقضايا الشرق الأقصى. تكوين شبكة جاسوسية: عيّن “سورج” مراسلاً صحفياً “لروسيا” في الشمال الأوربي، وفي عام 1930 أرسله “الروس” إلى “شنغهاي” في “الصين”، بمهمة سرية، وهي تكوين شبكة جاسوسية هناك، تحت غطاء مراسل صحفي. نجح في مهمته نجاحاً مذهلاً، كان يتعلم اللغتين “الصينية” و”اليابانية”، حتى أجادهما إجادة تامة، وفي “الصين” تعرّف على الصحفي الياباني “أوزاكي هوزومي”، بعد فترة وجيزة أرسله “الروس” في مهمة أخرى إلى “اليابان”، لتكوين شبكة جاسوسية أخرى، يقوم بإدارتها، وعندما اعتلى “هتلر” زمام السلطة في “ألمانيا”، ذهب “سورج” إلى “ألمانيا” وانتسب إلى الحزب النازي ووافق الحزب على عمله كمراسل صحفي رسمي في “اليابان”، كانت أولى خطواته هي التعرف على السفير “الألماني”، وبذلك نجحت خطة السوفيت في زرع شبكة جاسوسية لها في “اليابان” بقيادة “سورج” وهناك تعمقت علاقته بمساعد الملحق العسكري الألماني العقيد “أوجين آوت”، الذي كان ينتقد المخططات النازية. كان “سورج” يحصل على المعلومات والوثائق والصور الهامة وكلها تحمل نوايا “اليابانيين” العسكرية والخطط الاستراتيجية المقترحة التي تم إرسالها عبر اللاسلكي إلى “موسكو”. وبدأ بتعميق علاقته بالسفير “الألماني” وأعضاء السفارة، مما دعا السفير إلى ترشيحه لمنصب الملحق الصحفي في السفارة. وجاءت الموافقة من “برلين”، وهكذا استطاع أن يطلع على جميع المخططات النازية، واليابانية، أما “أوزاكي” الياباني، فقد ضم للشبكة عشرة يابانيين من ذوي الميول الشيوعية، وكل تلك المعلومات كانت ترسل للاتحاد السوفيتي. وكانت المعلومات التي يرسلها “للروس” صحيحة مئة بالمئة ولم يكن بمقدور “الروس” سحب جندي واحد من الجبهة الشرقية لوقف التقدم الألماني تجاه “موسكو”، وضغوط “هتلر” على اليابانيين للانقضاض على “روسيا” من الشرق. مفاجأة وصلت إلى ستالين: أما القيادة اليابانية فهي لم تتدخل ضد “روسيا” بأي شكل من الأشكال. وقد استطاع “أوزاكي” الحصول على صورة محضر اجتماع المجلس الامبراطوري الياباني، وذهل “سورج” أمام المفاجأة التي أرسلها فيما بعد إلى “ستالين” في “روسيا”، وهنا قرر “ستالين” أن يجلب من الشرق الأقصى قوات كثيفة تجبر القوات النازية على التراجع لأول مرة، وهذا ما حدث في معركة “ستالينجراد”، التي كانت بداية النهاية لجيوش “هتلر”، الذي هزم مع دولته أمام “ستالين”، الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي. وهكذا أنقذ “سورج” روسيا وقد شعر أن مهتمه قد انتهت، ولكن حدثت مفاجأة ليست على البال، ففي عام 1941 اعتقلت السلطات اليابانية “أوزاكي” بتهمة التجسس، وبتعذيبه بوحشية اعترف بزعيم الشبكة “ريتشارد سورج”، الذي كان يعيش حياة اللهو مع راقصة يابانية فاتنة اسمها “كيومي”، والتي كانت جاسوسة لليابان وقد دفعت “سورج” لقراءة ورقة تحوي بعض الأسرار العسكرية أمامها، ثم مزقها وألقى بها في سلة القمامة، فقامت “كيومي”، بإبلاغ الحكومة اليابانية، التي أعادت تجميع الورقة وإعادة لصقها، ثم مواجهة “سورج” بها، وبالمطابقة مع المعلومات التي أدلاها “أوزاكي”، سقط هذا الجاسوس وسقطت شبكته كلها، في السابع من “شباط”، تم تنفيذ حكم الإعدام في الدكتور “ريتشارد سورج”، وقد نكّست الأعلام في “موسكو”، حداداً على مصرعه، وتم إصدار طابع بريد يحمل صورته، بعد زمن قصير أخبرت “كيومي” أصدقاءها في الملهى وهي ترتجف من الرعب أن “سورج” متواجد بين رواد الملهى وأنه عاد ليقتلها جزاء ما فعلت به، ولم يصدقها أحد، لكن بعد مضي عدة أيام، ماتت “كيومي” بحادث غامض، لتترك خلفها لغزاً محيراً بمصرعها.

ريتشارد سورج … اسطورة الجاسوسية Read More »

مي-ثورب-باك..-أسرت-الرجال-بجمالها-وذكائها-الحاد

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد التجسس لصالح البريطانيين: أصرت “آمي ثورب باك” على التدريب وأخذ دروس في ” التنشين ” وإطلاق النار على الهدف داخل السفارة “البريطانية”، ولمدة ساعة واحدة يومياً، لكن سكان الحي، تململوا وضجروا واشتكوا من الصوت القوي الذي يحدثه مسدسها فتركته وحاولت التأقلم مع عالم الاحتفالات والبروتوكولات، مع زوجها الذي كان أحد كبار الدبلوماسيين “البريطانيين” في السفارة. كانت “آمي ثورب باك” أمريكية الجنسية، واعتبرها “البريطانيون” أنها جميلة ومتحررة جداً، وتتميز بذكاء حاد، وهذه الصفات تنطوي على التحدي الذي تتطلع إليه وهو التجسس بعدما اكتشفت مدى تأثير أنوثتها وجمالها المذهل على الرجال. في إحدى المرات قامت “آمي ثورب” بإغواء مسؤول عسكري “بولندي” وحصلت منه على معلومات خطيرة تتعلق بخطط “بولندا” في التعامل مع “ستالين وهتلر” في حال هجومهما على “بولندا” أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على معلومات استخباراتية حققت الفائدة لـ “بريطانيا” بعد قيام “الألمان” باجتياح “بولندا”، ومحاولة “البولنديين” إعطاء أسرار الشيفرة “الألمانية” إلى عملاء “بريطانيين”، وكانت هذه المعلومات بمثابة الخطوة الأولى على طريق نجاح “البريطانيين” في حل رموز الشيفرة “الألمانية”. نجوم عالميون في عمليات التجسس: عندما عادت “آمي ثورب” مع زوجها إلى “أمريكا” شعرت بالملل والفراغ، فكثرت الخلافات بينها وبينه حتى انفصلت عنه عام 1941، وفجأة اتصل بها “ستيفنسون” وهو رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي 6” والمسؤول عن مراقبة عمليات الاستخبارات “الألمانية” في “أمريكا”، وحاول إقناعها بأن تعاود العمل كجاسوسة، وأمل التعاون معها، وقد وافقت على مهمتها التي تكمن في جعل “الولايات المتحدة” تدخل الحرب العالمية إلى جانب “بريطانيا”، وأن “ونستون تشرشل” هو الذي أوعز إلى “ستيفنسون” بأن تقوم “آمي” بهذه المهمة وهو الذي اتخذ قراره بإرسال “ستيفنسون” إلى “الولايات المتحدة”، وهذا الأخير قد جعل من “نيويورك” مركزاً لعمليات التجسس ومقراً له، وشرع في العمل، وقام بتجنيد حوالي 2000 شخص من الهواة، ومنهم نجوم عالميون أشهرهم “غريتا غاربو” و “مارلين ديتريش”، وقام بتجنيد كبار كتاب الصحافة لكتابة مقالات تخدم سياسة “بريطانيا”، ثم أرسل “آمي ثورب” إلى “واشنطن”، لتتمكن من إغواء رئيس محطة الاستخبارات “الإيطالية” في السفارة، وقد نجحت في ذلك وحصلت منه على الشيفرة السرية للبحرية “الإيطالية” التي كانت تفوق البحرية الملكية “البريطانية” في “البحر المتوسط” من حيث العدد والمعدات الحربية. انتهاء التهديد البحري الإيطالي لخطوط الإمدادات البريطاني: حُلت شيفرة الرسائل السرية الإيطالية، وعُرفت تحركات الأسطول الإيطالي، وتمكن “البريطانيون” من تدمير جزء من الاسطول في معركة “ماتابان” أثناء الحرب العالمية الثانية، وانتهى بذلك التهديد البحري الإيطالي لخطوط الإمدادات البريطانية في البحر الأبيض المتوسط. في عام “1942” كانت “آمي ثورب” في السفارة الفرنسية تنسج خيوطها وترمي بشباكها لتصطاد أحد الدبلوماسيين واسمه “تشارلز بروس”، وهو الملحق الصحفي في السفارة الفرنسية، فاستطاعت أن تجنده في غضون شهر لصالح الحلفاء، وبعدئذ بدأت المعلومات السرية تتدفق إلى العملاء. تمكنت “آمي ثورب” مع “تشارلز بروس” من دخول السفارة الفرنسية ليلاً وتصوير الشيفرات الموجودة داخل خزنة حديدية كبيرة، وقد استغرقت العملية 6 ساعات متواصلة أنهتها بنجاح. وفي نفس اليوم طارت الصور مع رموز الشيفرة الغامضة إلى “لندن”، وكانت تلك آخر عملية تقوم بها بعدما وقعت في حب حقيقي لـ”تشارلز بروس”، الذي تزوجته في عام 1944 قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد انتقل الاثنان إلى “فرنسا” وأقاما في أحد القصور القديمة. لم تكن “آمي” تتحدث عن مهامها التجسسية التي قامت بها لصالح الحلفاء، حفاظاً على علاقتها بزوجها “الفرنسي” وعدم فضح تعاونه معها، وقد عاشت في كنفه حياة الرغد والرفاهية في قصر تدير شؤونه بنفسها، حاولت أن تكتب مذكراتها، وبدأت في كتابتها، واعتبرتها مغامرات متواضعة في حياتها، وقد اختفت تلك المذكرات بعدما ماتت “آمي ثورب باك”، سنة 1963 إثر معاناتها الشديدة مع مرض السرطان.

آمي ثورب باك.. أسرت الرجال بجمالها وذكائها الحاد Read More »

الجاسوسة-كارمن-ماري-موري-الملاك-الأسود

الجاسوسة كارمن ماري موري – الملاك الأسود

الجاسوسة كارمن ماري موري لقبت “بالملاك الأسود” وانتحرت بقطع شرايين يدها   كانت “كارمن ماري موري” فتاة حسناء لا تتجاوز الثانية والثلاثين من عمرها، من أصل سويسري، دخلت معسكرات النازية في ألمانيا عندما تعرفت على ضابط الاستخبارات الألماني “هانز” ووقعت في حبه، وقد وعدها بالزواج عندما تنجح في مهمتها كجاسوسة “للألمان”، وقد طلب منها معرفة أسرار خط “ماجينو”: “وهو خط دفاعي فرنسي أقيم على الحدود مع ألمانيا، ويتشكل من عدة أنفاق تحت الأرض، يمتد على مسافة  “12” كلم داخل فرنسا، ومزود بعدة تحصينات قوية تناسب جميع أساليب القتال التي حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى، ويحمل حواجز مضادة للدبابات وسكك حديدية تسهل الحركة”. أصبحت “كارمن” واحدة من نجوم المجتمع الفرنسي: قبل أن تندلع نيران الحرب العالمية الثانية وصلت “كارمن” إلى فرنسا بجواز سفر “سويسري”، وهناك أصبحت رفيقة مشتركة لعدد كبير من الضباط الفرنسيين والشخصيات العامة المرموقة. فأصبحت من نجوم المجتمع البارزين، كانت “كارمن” تذهب من وقت إلى آخر بزيارة قصيرة لبعض المدن والقرى التي كانت تحيط بخط “ماجينو”، وقد عرفت أشياء كثيرة عن تحصيناته وعن مواقع الألغام وسدود الحواجز المضادة للدبابات، ثم قامت بإرسال تلك المعلومات الهامة لحبيبها الألماني “هانز”، كانت مستعدة أن تفعل أي شيء من أجل الحصول على قلب “هانز”، حتى أتى اليوم الذي افتضح فيه أمرها وذلك عام “1939” حيث كانت فرنسا قلقة من أن تدخل الحرب ضد “هتلر”، كانت “كارمن” تتناول المشروب في فندق “جورج الخامس” عندما تعرف عليها ضابطان من الاستخبارات الفرنسية تحت أسماء مزورة. ولم تكن تشعر بأنها مراقبة فكانت تتناول المشروب معهم وتضحك وترمي بين حين وآخر سؤالاً حول بعض المسائل العسكرية الفرنسية، تلك الأسئلة كانت بمثابة الطعم في إلقاء القبض عليها. النجاة من حبل المشنقة… اقتيدت “كارمن” إلى معتقل “بوتيت روكيت” “”la potite rokette الموحش والذي يقع في إحدى ضواحي باريس، ثم شكّلت محكمة عسكرية لمحاكمتها بتهمة: لقاءاتها مع الضباط الفرنسيين ومحاولة البحث عن التحركات العسكرية الفرنسية، وخطط الدفاع في مواجهة قوات “هتلر” في حال سقوط خط “ماجينو”. لذلك أصدرت المحكمة حكماً بالموت شنقاً “لكارمن”، وقبل تنفيذ حكم الإعدام وفي منتصف سنة “1940”، اجتاح الألمان خط “ماجينو” ودخلوا باريس وأطلقوا سراح الجاسوسة “كارمن”، ثم استدعيت إلى برلين لمقابلة رئيس “الجستابو” الرهيب، وكلفها بمهمة خطيرة وهي التظاهر “كعضوة” في منظمات المقاومة السرية، واكتساب ثقة رؤساء التنظيمات السرية وكشف هويتهم ومكان عملهم وأسلوبهم والخطط التي ينوون القيام بها، ثم أعطى “كارمن” أوراق مزيفة على أنها فرنسية هاربة من باريس. لم يتمكن أحد من إحصاء عدد الضحايا التي أوشت عنهم “كارمن” من رجال ونساء، وكلفت بعدها بمهام جاسوسية في هولندا وبلجيكا، وقد نجحت في ذلك، حيث تمكنت من كشف أسماء العديد من زعماء حركات المقاومة والوصول إلى تفاصيل دقيقة عن أسلوب عمل هذه المنظمات رجالاً ونساءً، بعد ذلك أسندوا لها مهمة الدخول لمعسكر الاعتقال الشهير في ألمانيا والذي يبعد “80” كم عن برلين. وبدأت تراقب تصرفات وأقوال النساء المعتقلات في دول أوربا. بعد أسابيع عينت “رئيسة” لأحد عنابر معسكر الاعتقال. كانت “كارمن” تحب السيطرة والإرهاب وتستلذ بتعذيب المعتقلات، كانت تتمتع بمنظر السيدات وهن يرتعدن أمامها أو عندما كانت تجبرهن بالانحناء لها، وانتزاع اعترافاتهن بطرق شيطانية كالتعذيب بالماء البارد ثم جلدهن بالسوط لتلهب به ظهورهن. جاسوسة للمخابرات البريطانية!! بقيت “كارمن” ترأس ذلك المعسكر لمدة أربعة أعوام حتى تقهقرت جيوش “هتلر” وقضي عليها من قبل الجيوش الروسية التي وصلت إلى المعسكر فحررت الأسرى والسجناء. اختفت “كارمن” عدة أسابيع، ثم هربت إلى انكلترا بجواز سفر فرنسي “مزور”، واسم مزور، وتقدمت بعرض خدماتها على البريطانيين على أنها كانت من المسجونين في سجن الألمان، فرحب الإنكليز بها واستعانوا بخبراتها، خاصة في تلك الأيام التي أعقبت استسلام “ألمانيا”، حينها كان الحلفاء يطاردون القيادات النازية وسجّاني المعتقلات لتقديمهم للمحاكمة. ولكي تضع الأقدار حداً أو نهاية لتلك المرأة الشيطانية، سرت الرياح عكس ما تشتهي السفن، كانت “كارمن” بمرافقة إحدى الدوريات البريطانية الاستخباراتية ففوجئت بامرأة تمشي على الرصيف، قفزت “كارمن” لتصطادها وزعقت في وجهها ظافرة  بتلك الفريسة قائلة: “دوروثيا بنز”..! فجمدت المرأة في أرضها ونطقت بكلمة “موري”، عندما سمع الضباط كلمة “موري” تذكروا ذلك المعتقل المخيف الذي كانت تترأسه سفاحة تدعى “موري” فأخذوا “بنز” لاستجوابها وهناك اعترفت بأن “موري” هي السفاحة العميلة للمخابرات الألمانية والتي كانت تترأس السجن، و كانت “بنز” حارسة لديها في المعتقل. عند ذلك اعتقلت المخابرات البريطانية “موري” وألقوا بها في سجن “التونا” في “هامبورغ” لتنضم لزملائها من مجرمي الحرب. نهاية الملاك الأسود “موري”! عام “1946” تقدمت “موري” للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد أسرى الحرب من الحلفاء، بدءاً من التعذيب الوحشي وانتهاءً بالموت. وفي عام “1947” صدر بحق “كارمن” حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت. كانت العادة في السجن ألا تحتفظ السجينة المحكوم عليها بالإعدام بأي من أدواتها سوى بقميص نومها، وكان الجو بارداً، فتوسلت “كارمن” إلى السجانة بأن تأتيها بخفيها، رق قلب السجانة لطلبها وجاءت لها بالخفين ومضت. في صباح اليوم التالي، صدمت السجانة من منظر “كارمن موري” ممددة على الفراش، صفراء اللون وقد فارقت الحياة بقطع شرايين يدها بواسطة شفرة حلاقة كانت قد خبأتها داخل نعل أحد خفيها.

الجاسوسة كارمن ماري موري – الملاك الأسود Read More »

رومان-شرنيافسكي-الجاسوس-المزدوج

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج.. لعب دوراً هاماً في هزيمة هتلر وجد الحلفاء في مجموعات المقاومة في “فرنسا” جواسيساً مخلصين أمثال الضابط السابق البولندي “رومان شرنيافسكي” الذي يعد أحد أبطال عملية “ثبات” التي وضعت نهاية للحرب العالمية الثانية. وقع أسيراً بقبضة الألمان: كان “شرنيافسكي” ضابطاً طياراً بالجيش البولندي ثم انتقل إلى القيادة العامة، وقد سافر في بعثة تدريبية إلى فرنسا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، واشترك في الحرب مع “فرنسا”، ثم وقع أسيراً في يد “الألمان” بمنطقة الألزاس، وسرعان ما هرب من قبضتهم وبقي في “فرنسا” بإسم مستعار وذلك لتزويد “الإنكليز” بمعلومات عن الترتيبات “الألمانية” التي كانت في مناطق “فرنسا” المحتلة، وقد بدأ بتكوين شبكة تتألف من متطوعين فرنسيين ومعظمهم كانوا من الطيارين وعمال السكك الحديدية أطلق عليها اسم “داخل التحالف”، وبدأ في إرسال كميات هائلة من المعلومات إلى “لندن” عن طريق الراديو. مضى كل شيء على نحو جيد لعدة شهور، وقد أصبح عدد أفراد الشبكة 160 شخصاً موزعين في كل أنحاء “فرنسا”. لكن الرياح بدأت تجري بما لا تشتهي السفن، ففي عام 1941 وقعت الكارثة إذ هاجم رجال “الجستابو” شقته في “باريس” وألقوا القبض عليه، وبعد أيام اعتقلوا 64 فرداً من الشبكة، أما الباقون فقد لاذوا بالفرار والسبب هو: امرأة كان يثق بها ويعتبرها صديقته قد وشت عنه، واعترفت بشبكة “رومان شرنيافسكي” وسرعان ما حبسه الألمان في سجن “فرزن” العتيد في “باريس”. بعد فترة حاول الألمان إقناع “رومان شرنيافسكي” بالعمل معهم، وقد فكر في قرارة نفسه أن يزودهم بمعلومات خاطئة ليحوّل انتصارهم إلى هزيمة أي أنه أصبح عميلاً مزدوجاً وتحت أمرة الكولونيل “ريل” كتب “ريل” تقريراً مفصلاً إلى الأميرال “كاناريس” رئيس وكالة مكافحة الجاسوسية في “برلين”، وقد تلقى الموافقة على وضع “شرنيافسكي” كجاسوس لألمانيا، ووضعوا له مخططاً للهرب من السجن حتى لا يثيروا شكوك “الإنكليز”، وتم الهروب. بدأ “شرنيافسكي” في إرسال المعلومات إلى “الألمان”، واتخذ المركز في ضواحي “لندن”، وأرسلها إلى “ريل” في “باريس” مركز إقامة الكولونيل. عظمت قيمته عند “الألمان” وأدرك “الإنكليز” ذلك جيداً حتى جاء يوم وأتيحت له ضربة حظ رائعة، وكان ذلك عام 1943 بسبب مخطط يتطلب إقناع “الألمان” بوجود جيش جرار من مليون جندي يتجمع شرق “إنكلترا” في مواجهة مدينة “كاليه” الفرنسية. لم يكن “الألمان” أغبياء لكن الغريب في الأمر أنهم وقعوا في الفخ، كان “الألمان” ينصتون لذلك النشاط الهائل الذي يجري على الشاطئ المقابل من بحر “المانش” في مواجهة مدينة “كاليه”، وكل هذا عبارة عن خداع وتمثيليات لزيادة ثقة “الألمان” به. خسروا الحرب بسبب خدعة “نورمان”: وكان الخداع كاملاً متكاملاً من حيث “هياكل الدبابات الوهمية والطائرات والسيارات والمدافع المصنوعة من الكاوتشوك”. في اليوم السادس من حزيران 1944 يوم النزول إلى الشاطئ الفرنسي في “نورماندي”، حيث استمر “الألمان” في متابعة تصديقهم لـ “نورمان”، وبدأوا بالتحرك نحو موقع قريب من “نورماندي” والتمركز فيه بانتظار نزول قوات الحلفاء في “كاليه”. نجح الحلفاء في النزول إلى شاطئ “نورماندي” تمهيداً لاجتياح مناطق النازية في كل “أوربا”، وقد كُشف عن سلاح سري وهو مرفآن كاملان مصنوعان قبل الغزو وأقيما أمام الساحل، وهنا أفرغت أنواع شتى من المعدات والأسلحة التي ردت الهجوم الألماني في مفاجأة صاعقة. أدرك “الألمان” ما يواجهون وعرفوا شدة الخطر الذي تتعرض له خطة دفاعهم من قبل الحلفاء، فبدؤوا يغيرون على هذين المرفأين بالطائرات إغارات جنونية. لكن الهجوم الألماني جاء متأخراً لأن الدفاع الجوي عن المرفأين كان شديداً، وأهم من هذا كله أن طائرات الحلفاء المقاتلة ظلت تحميها كأنها مظلة تظللها. وهكذا نجحت الخطة العبقرية التي اخترعها الجاسوس “رومان شرنيافسكي”، وانتصر الحلفاء، وانتحر “هتلر” مهزوماً منكسراً، وأطلق الحلفاء سراح المعتقلين الأربعة والستين في سجن “برزن” بفرنسا بعدما دخلوها وقد هرب “الألمان” منها.

رومان شرنيافسكي الجاسوس المزدوج Read More »